14-أكتوبر-2024
قاعدة لواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا

4 قتلى و67 مصابًا في هجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة على جنوب حيفا

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا للخبير العسكري رون بن يشاي، تحت عنوان: "من الصعب رصدها، ومن الصعب تتبعها: تحدي طائرة الصياد 107 المتفجّرة"، وذلك بعد يوم من هجوم بطائرة مسيّرة شنّه حزب الله على قاعدة تابعة للواء غولاني، ما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة العشرات.

يكشف هجوم المسيّرة الذي شنّه حزب الله على قاعدة للواء غولاني عن تحديات كبيرة يواجهها الجيش الإسرائيلي في رصد الطائرات المسيّرة وتتبّعها

وبحسب بن يشاي، فإن التقارير الأمنية تشير إلى أن طائرة حزب الله المسيّرة المتفجرة، التي استهدفت قاعدة غولاني قرب "بنيامينا" أصابت هدفها بدقة كبيرة، وأيضًا تشير المعلومات إلى أن الطائرة المتسببة في الحادث هي من نوع 'الصياد 107'، التي يتم تصنيعها في إيران ويستخدمها حزب الله بشكل واسع، وما يصعّب الأمر أكثر أن الحزب قادرٌ على إنتاج كميات كبيرة منها في لبنان، ما يضاعف التهديدات.

طائرة الصياد 107

وتتميز طائرة "الصياد 107"، بحسب بن يشاي، بإمكانية برمجة مسارها لتغيير ارتفاعها واتجاهها بشكل متكرر، ما يصعّب اكتشافها وتتبّعها، كما أنّ مدى سيرها يصل 100 كيلومتر، وهي صغيرة الحجم وتصدر صدى راداري ضعيف للغاية، على عكس الطائرات المسيّرة الكبيرة المصنوعة من المعدن.

ويشير إلى أنه يمكن اكتشاف الطائرة من خلال الحرارة المنبعثة من محرّكها، إلا أنه يصعب رصدها باستخدام الوسائل البصرية التقليدية.

وحول التحديات العملياتية التي تفرضها الطائرة، قال بن يشاي: "يواصل الجيش الإسرائيلي التحقيق في الهجوم. ومن الواضح أن الطائرة المسيّرة، التي أصابت هدفًا حسّاسًا، لم تكن طائرة عادية، بل كانت تستخدم تكتيكات معقدة، وعلى الرغم من نجاح القبة الحديدية في اعتراض إحدى الطائرات، فقدت القوات الجوية الإسرائيلية قدرتها على متابعة مسار الطائرة الأخرى بشكل مفاجئ، ويعتقد أنها تمت برمجتها مسبقًا للاندفاع بشكل حادّ نحو الأرض أو المياه، ما ساعدها على الإفلات من الرصد".

حزب الله والمسيّرات.. الخبرة تتزايد

ويحذر بن يشاي من خبرة حزب الله المتزايدة في استخدام الطائرات المسيّرة، بالقول إن الحزب اكتسب خبرة ملحوظة في تشغيل الطائرات المسيّرة على مدار العام الماضي، وقد تسبب في العديد من الإصابات بين الجنود الإسرائيليين. وعلى الرغم من اعتراض أكثر من نصف الطائرات المسيّرة التي يطلقها بواسطة الطائرات الإسرائيلية أو القبة الحديدية، فإن حجم الطائرة الصغير وصدى رادارها الضعيف يعيق عمليات الرصد والتتبع، خاصة في المناطق الجبليّة".

بن يشاي: حجم طائرة حزب الله المسيّرة، الصغير، وصدى رادارها الضعيف يعيق رصدها وتتبعها، خاصة في المناطق الجبلية

وجاء في مقال بن يشاي المنشور على "يديعوت أحرونوت"، أن التحليلات تشير إلى أن الطائرات المسيّرة المتفجرة التي تنتجها إيران مزودة بنظم ملاحة تعتمد على القصور الذاتي والملاحة عبر الأقمار الصناعية، وهذا يتيح لها تنفيذ مهماتها بدقة حتى في حالة وجود تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). 

وأضاف أن حزب الله وإيران يعتمدان أحيانًا على أنظمة الملاحة الروسية أو الصينية لتجاوز هذا التشويش، وعلى الرغم من استمرار الحرب في أوكرانيا منذ نحو ثلاث سنوات، فإن كلا الجانبين لم يتمكنا من إيجاد حلّ فعّال لمشكلة الطائرات المسيّرة والطائرات المتفجرة. ويُعزى ذلك إلى أن الطائرات المسيرّة، وبخاصة تلك الصغيرة، تطير على ارتفاعات منخفضة وبسرعة بطيئة، ما يجعل من الصعب على وسائل الكشف البصرية تمييزها.

كيف فعلها حزب الله؟

وتشير التحقيقات الأولية التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي، كما ورد في تقرير بثّته إذاعة الجيش الإسرائيلي على لسان مراسل الشؤون العسكرية رون كدوش، إلى أن ثلاث طائرات مسيّرة قد توغلت في حوالي الساعة السابعة مساء الأحد من المنطقة البحرية لمدينة صيدا في لبنان. وقد أسفر الهجوم عن إصابة أحد الصواريخ لمنطقة الجليل الغربي بالقرب من الحدود، حيث تم اعتراضه فوق شواطئ نهاريا.

يدرس جيش الاحتلال إمكانية أن تكون الطائرة المسيّرة قد حلّقت على ارتفاع منخفض للغاية، ما مكّنها من الإفلات من رادارات المراقبة

وبحسب كدوش: "أما بالنسبة للطائرة المسيّرة الثانية، فقد فقد الاتصال بها في منطقة عكا رغم محاولات الاعتراض من قبل المروحيات والطائرات المقاتلة، لكن دون جدوى. وبعد حوالي نصف ساعة، سقطت هذه الطائرة بالقرب من بنيامينا". 

وأشار رون كدوش، مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش، إلى أن الطائرة المسيرة التي تمكّنت من الوصول إلى قاعدة غولاني واصلت التحليق على ارتفاع منخفض حتى وصلت إلى نقطة معينة في المبنى حيث كان العشرات من المجندين يتناولون العشاء.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية أن تكون الطائرة قد حلّقت على ارتفاع منخفض للغاية، ما مكنها من الإفلات من رادارات المراقبة.

على الجانب الآخر، سُمع إنذار بشأن إطلاق نار غير مباشر في "تالمية إليعزر" الواقعة قرب نقطة سقوط الطائرة المسيّرة. ووفقًا لما ذكره مراسل الشؤون العسكرية رون كدوش، وُصف هذا الانطلاق لصافرات الإنذار بأنه غير عادي، ولا تتعلق نتائج التحقيق الأولي بالطائرة المسيّرة التي أدت إلى تشغيل أجهزة الإنذار. كما يحقق الجيش الإسرائيلي في إمكانية وجود محاولة لتشويش أنظمة التحذير أثناء اختراق الطائرة المسيرة.

يحقق الجيش الإسرائيلي أيضًا في إمكانية وجود محاولة لتشويش أنظمة التحذير أثناء اختراق الطائرة المسيّرة

ومضى بن يشاي بالقول: "في الواقع، انقضى أكثر من 20 دقيقة من لحظة رصد الطائرة حتى التبليغ عن الضربة في القاعدة العسكرية، ما يعني أنها طارت لمدة 15 دقيقة على الأقل في سماء إسرائيل دون أن تُرصد. ولم تُبلّغ إسرائيل عن وجود طائرة مسيرة معادية تتجول في المنطقة، ما يعكس عدم وجود تحذيرات كافية. في الفترة الطويلة التي مرّت منذ لحظة اختفائها، وقد استهدفت الطائرة نقطة محددة بدقة هي غرفة الطعام، ومباشرة فوق طاولات الجنود".