19-مارس-2022

حول الطبيب الفلسطيني إسلام الدبابسة المستشفى الخاص به في العاصمة الأوكرانية كييف إلى ملجأ للعرب والفلسطينيين وعائلات أوكرانية نزحت من بيوتها على أثر الحرب الروسية الأوكرانية التي تقترب من إتمام شهرها الأول.

عدد الأشخاص الذين قدموا لهم اللجوء والمساعدة يقارب 130 حالة من الجالية الفلسطينية والجاليات العربية، ووضعهم الآن إجمالًا جيد

الطبيب الدبابسة، مدير عام مجموعة مستشفيات "آي دي كلينك" المتخصصة في مجال علاج العقم والبرمجة الجينية والخلايا الجذعية، ويعيش في أوكرانيا منذ عام 1996، متزوج، ولديه ثلاثة أطفال، أكمل رسالة الدكتوراه في أوكرانيا، وكانت رسالته عن الخلايا الجذعية، والقدم السكرية عام 2007.

 يقول الدبابسة: "منذ بداية الحرب، وبعد القصف في الليلة الأولى عملنا على جمع الطلبة في المستشفى، وحولنا المبنى الرئيسي فيه إلى ملجأ للطلبة خاصة الفلسطينيين، حيث كان عدد الطلاب الذين تجمعوا 83 طالبًا، إضافة إلى أربع عائلات".

وأضح دبابسة، أنه تمكن من جلب الطلبة إلى الملجأ من خلال مركبات الإسعاف الخاصة بالمستشفى، منوهًا أنه لا يوجد في المستشفى حاليًا إلا عائلات أوكرانية، بعد أن نجح جميع الطلبة العرب في مغادرة أوكرانيا.

وبيّن، أن عدد الأشخاص الذين قدموا لهم اللجوء والمساعدة يقارب 130 حالة من الجالية الفلسطينية والجاليات العربية، ووضعهم الآن إجمالًا جيد، مؤكدًا أنه تم إجلاء معظم العرب المتواجدين في أوكرانيا، "وتقريبًا تبقى القليل منهم ممن لا يريدون الخروج من أوكرانيا" وفق قوله.

وصف الدبابسة الوضع في كييف حاليًا بأنه "صعب جدًا، ويُصبح أصعب بمرور الوقت، "فالمواد الغذائية على وشك الانتهاء، والمتوفر حاليًا هي المعلبات والمخزون العادي من المواد الغذائية، وبين الحين والآخر يتوفر طماطم وخيار". حتى الحركة إلى المستشفى ومنه صعبةٌ، لولا إشارات الصليب الأحمر على السيارات التي يتنقلون بها.

وقال: "أنشأنا خلايا على الأرض، ونتواصل جميعًا حتى مع الناس الذين أخلوا من أوكرانيا ويتواجدون في دول أخرى لنستفيد من خبرتهم للخروج من أوكرانيا. وما زلنا نتواصل أيضًا مع العائلات التي خرجت ومنها من وصلت تونس ومصر وفلسطين والأردن".

وأضاف الدبابسة: "أنا كفلسطيني أعلم ما هي الحرب وما دار في فلسطين ووضع العائلات الفلسطينية جعلني أقوم بهذا العمل. أولاً وأخيرًا لأنه مهم على الصعيد الإنساني، فالوضع الإنساني غير إنساني في أوكرانيا، الغذاء شبه مفقود، وهناك نقص في الأكسجين في المستشفيات، ونقص في الأدوية، ونقص في الخدمات الطبية. الأمور صعبة جدًا والحصار يزيد ويزيد".

وأكد الدبابسة، أنهم تعاملوا مع حالات شديدة الصعوبة، بينها عائلة كانت تعيش بجانب السفارة الروسية سابقًا، "كانت المنطقة مغلقة والطريق ثكنات عسكرية، وكان يجب أن نأتي بهم إلى الملجأ. كان الوصول لهم كالمعجزة". كما تعامل الدبابسة ومساعديه مع طلبة فلسطينيين جدد وصلوا قبل شهور قليلة إلى أوكرانيا، لا يملكون المال ولا يستطيعون التحدث بلغة البلاد وحتى توضيح أماكن وجودهم، مشددًا أنهم وفروا الملجأ والطعام ومساعدة مالية تجنبهم الحاجة لأي أحد.


اقرأ/ي أيضًا: 

طبيب فلسطيني يروي لـ "الترا فلسطين" تفاصيل أيام صعبة عاشها مع عائلته في كييف

طلبة فلسطينيون في أوكرانيا: نجونا من الموت وسافرنا بين عربتي قطار