اختتم التلفزيون العربي تغطيته الخاصة للذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، وأحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، تحت عنوان "عام الإبادة.. عام القضية"، التي سلطت الضوء على الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة، مع التركيز على التحديات الإنسانية والصحية والتعليمية التي يعانيها سكان القطاع، عبر تقارير ميدانية حصرية، ولقاءات مباشرة، وتحليلات معمقة. وتضمنت التغطية الموسعة لقاءات مع شخصيات وشهادات شخصية، مثل الناجين من المجازر، وأطباء من مستشفيات غزة، ومحامي الأسرى خالد محاجنة، الذي كان المحامي الأول الذي يزور "سديه تيمان".
تحت عنوان "عام الإبادة.. عام القضية".. قضية التلفزيون العربي تغطية خاصة تتناول جوانب عدة من العدوان على غزة، تسلط الضوء على قضايا هامة، يقل الاهتمام بها، في ظل كثافة الأخبار اليومية
وساهم في التغطية مراسلي التلفزيون العربي إسلام بدر وصالح الناطور، اللذين قدما النوافذ المباشرة خلال التغطية، إضافة إلى مداخلات لشبكة مراسلي التلفزيون العربي من مدن الضفة الغربية، بما فيها القدس، ولبنان، مع مشاركة لنشطاء من الخارج، إلى جانب عدد من الخبراء في مجالات حقوق الإنسان والصحة والتعليم.
وشملت التغطية موضوعات متعددة، خصص لكل منها يوم كامل، حيث سعت التغطية في يومها الأول لإحصاء الخسائر البشرية وجرائم الحرب الناتجة عن المجازر التي تعرض لها المدنيون في غزة، عبر عرض شهادات حية لعدد من الناجين، ومقابلات مع مسؤولين من بلدية غزة وأفراد من الدفاع المدني للإحاطة بالجهود المبذولة في التعامل مع آثار الحرب. كما قُدِّم تقرير موسع عن مجازر الحرب، إضافة إلى قصص شخصية مع أشخاص فقدوا عائلاتهم بأكملها في القصف.
أما اليوم الثاني، فقد تمحور حول الوضع الصحي والتعليمي مع استمرار الحصار والدمار، حيث سُلِّط الضوء على انهيار البنية التحتية الصحية والتعليمية في غزة جراء القصف المتواصل لمدة عام كامل، مع عرض شهادات لأطباء وممرضين فلسطينيين، إضافة إلى أطباء أجانب شاركوا في جهود الإغاثة، كما تناولت استهداف المستشفيات وخروج بعضها عن الخدمة، إلى جانب تسليط الضوء على تأثير الحرب على التعليم وفقدان عام دراسي كامل، من خلال لقاءات مع خبراء وأساتذة وأولياء أمور.
وتواصلت التغطية في يومها الثالث، إذ تطرقت إلى الروايات المغلوطة والعجز الدولي، حيث ناقشت التغطية الإعلامية الغربية التي شوهت الحقائق من خلال مقابلات مع ممثلين عن الأونروا، ومدير مستشفى الشفاء، بالإضافة إلى تقارير من واشنطن، ونيويورك، وألمانيا حول التحولات في المزاج العام الغربي تجاه الحرب على غزة، وتضمن اليوم عرض تقرير خاص عبر الشاشة التفاعلية يوضح الأكاذيب التي روجتها الرواية الإسرائيلية عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر.
واستمرت التغطية في يومها الرابع، متمحورة حول التهجير وكذبة المناطق الآمنة من خلال استعراض مسارات التهجير القسري، والقصف المستمر الذي تعرضت له آلاف العائلات في ما زعم الاحتلال أنها "مناطق آمنة"، إذ بثت شهادات لعائلات نزحت مرات عديدة، وتفرق أفرادها بين الشمال والجنوب، إضافة إلى تقرير بصري موسع مدعم بخرائط وغرافيكس عن استهداف هذه المناطق.
أما في يومها الخامس، فقد تعرضت تغطية التلفزيون العربي، إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مع تقديم تقارير موسعة حول أوضاعهم، بالإضافة إلى لقاءات مع أسرى أُفْرِج عنهم استعرضوا مع المحامي خالد محاجنة ظروف الاعتقال الصعبة، رافقها تحليل لأوضاع المعتقلات مثل معتقل "سديه تيمان" في النقب الذي شهد حالات اغتصاب مروعة.
وتناولت التغطية في يومها السادس "تحضيرات المقاومة وعجز إسرائيل" عن الاستجابة للهجوم، عن طريق تحليلات عميقة للاستعدادات التي قابلها فشل استخباراتي إسرائيلي في كشفها رغم المؤشرات العديدة، مع تطرق لما حدث في الداخل الإسرائيلي في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر.
وفي يومها السابع والأخير المتزامن مع الذكرى السنوية للحرب، فقد أعادت التغطية تقييم ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه، مع مقابلات مع عدد المصابين بجروح بالغة الذين تطرقوا لمعاناتهم في ظل شح موارد العلاج، كما نُوقِشَت تداعيات الحرب الاقتصادية على القطاع من خلال لقاءات مع مسؤولين اقتصاديين، وتقارير أخرى شاملة للحرب في جوانبها المتعددة.
وعن التغطية، قال مدير الأخبار بالتلفزيون العربي محمود عمر: "إنها تشكل التزامًا بتقديم حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة دعائية متحيزة لرواية الاحتلال، لا تقل خطورة عن الآلة العسكرية، وهذا عبر استعراض قصص الناجين، والتحديات المستمرة التي خلفها الحصار والدمار".
وأكد عمر على أهمية الاعتماد على التقنيات الحديثة لرسم صورة عن حجم الدمار الذي خلفته الاعتداءات، من خلال تقارير بالواقع الافتراضي والواقع المعزز، لتقريب المشاهد أكثر من صورة الوضع على الأرض.
ومن الجدير بالذكر أن التلفزيون العربي يواصل تغطيته الخاصة للعدوان على قطاع غزة منذ انطلاقته، مع استمرار تخصيص معظم فقراته الإخبارية وبرامجه للعدوان على غزة.