مع قدوم فصل الشتاء، تضطر العائلات النازحة جنوب ووسط قطاع غزة، لاستخدام أكياس الدقيق أو الأعلاف الفارغة بعد حياكتها، كأغطية لخيامهم المتهالكة في ظل عدم توفر "الشوادر" والأغطية الكبيرة التي تمنع تسرّب مياه الأمطار إلى داخل الخيام.
يضطّر النازحون في قطاع غزة لخياطة أغطية لخيامهم من أكياس الطحين والأعلاف بدل الأغطية البلاستيكية باهظة الثمن
ويبلغ متوسط سعر قطعة الشادر (غطاء مصنوع من النايلون) مقاس نحو 550 شيقلًا (155 دولارًا)، وذلك بسبب غياب توزيع مثل هذا النوع من المساعدات من قبل المؤسسات الإغاثية والدولية، وقلة المعروض منها، إضافة إلى عمليات السرقة والنهب التي تتعرض لها شاحنات المساعدات من قبل عصابات مسلحة محمية من الاحتلال.
ويحتاج ترميم الخيمة الواحدة إلى قطعتين من الغطاء المقوّى على الأقل، لتجهيزها لاستقبال فصل الشتاء، بمعنى أن تكلفة الخيمة الواحدة قد تصل 300 دولار أمريكي، الأمر الذي يفوق قدرة النازحين ومن المستحيل توفيره.
وفي الأسبوعين الماضين غرق عدد كبير من خيام النازحين بسبب التساقط الخفيف والمتقطع للأمطار، فيما تعاظمت مخاوف النازحين من الغرق خلال فصل الشتاء القادم بسبب عدم قدرتهم على إعادة ترميم خيامهم.
الشاب فارس مهدي (22 عامًا) يعمل على حياكة أكياس الدقيق والأعلاف الفارغة بواسطة ماكينة الخياطة التي تعمل بواسطة الطاقة الشمسية، مقابلة أجرة (نصف شيقل للكيس الواحد)، فيما يبلغ ثمن الكيس ثلاثة شواقل.
ويقول مهدي لـ "الترا فلسطين" إن النازحين لا يستطيعون شراء الشوادر الكبيرة لتغطية خيامهم، بسبب ارتفاع أسعارها، ما يدفعهم لصناعة أغطية من الأكياس الفارغة.
وبين أن تكلفة إعداد قطعة من الغطاء يبلغ مقاسها 2*3 أمتار يصل إلى 75 شيقل تقريبًا، وهو سعر أقل بكثير من سعر الغطاء الجاهز. وأعرب عن أسفه من أنّ هذا النوع من الأغطية غير قوي وسرعان ما يتهالك بعد تعرّضه لأشعة الشمس، لكنّه البديل الوحيد المتوفر أمام النازحين.
ومنتصف أيلول/ سبتمبر الجاري أطلق المكتب الإعلامي في قطاع غزة "نداء استغاثة" عاجل لإنقاذ مليوني نازح قبل فوات الأوان بالتزامن مع قدوم المُنخفضات الجوية ودخول فصل الشتاء وظروفه المناخية القاسية، واهتراء خيام النازحين.
وأشار إلى أنّ 74 في المئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقًا لفرق التقييم الميداني الحكومية والتي أفادت بوجود 100,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهترائها، بعد مرور عام من النزوح.