الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
استعرض الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، ظروف إطلاق قنّاص إسرائيلي النار على رأس الشاب عميد بني شمسه في بلدة بيتا جنوب نابلس، ظهر الثلاثاء، ما أدى لإصابته بجروح بالغة الخطورة، ما يزال تلقى العلاج على إثرها وهو في حالة "غيبوبة طبية".
أصاب رصاص قنّاص إسرائيلي الشاب عميد بني شمسه في رأسه ببلدة بيتا جنوب نابلس، وانتشر مقطع صادم يوثّق الحادثة.. أصابه الرصاص بينما كان في الاتجاه المعاكس للجنود، ولم يُشكّل أي خطر عليهم
وانتشر مقطع فيديو صادم لحادثة إصابة الشاب عميد غالب بني شمسه، وصفه ليفي بالقول: "الفيديو الذي يوثّق الحادثة؛ مرعب. مجموعة شبّان يقدمون العلاج لجريح بالرصاص، ملقى على الطريق، وصرخات السكان في الخلفية. شاب يرتدي قميصًا أبيض يركض نحو الجريح. دوي سيارة الإسعاف. وبعد ذلك، ضربة واحدة، تُفجِّر حالة من الرعب. إنّه صوت طلقة نارية أصابت رصاصة رأس الشاب الذي يرتدي القميص الأبيض، وأطلقت النار عليه من الخلف، فسقط على وجهه. إنه عميد بني شمسة، كهربائيّ يبلغ من العمر (33 عامًا)، وأبٌ لثلاثة أطفال، يرقد في المستشفى في حالة حرجة. وتم نقله، من مستشفى رفيديا في نابلس إلى المستشفى الاستشاري في رام الله، وحالته ما تزال حرجة".
ليفي أرجع في مقاله سبب محاولة القنّاص الإسرائيلي إعدام الشاب بني شمسه إلى ما وصفه "رغبة" الجنود في إطلاق النار على الفلسطينيين. مضيفًا أنّه لا توجد طريقة أخرى لوصف ظروف إطلاق النار الإجرامي والشنيع "شاب أعزل يذهب لتقديم الإسعافات لجريح ملقى على الطريق، ثم يوجّه القناص بندقيّته نحو رأسه ويطلق النار عليه من مسافة بعيدة. هذا هو الوقت المناسب للندم على عدم وجود (حتى الآن) عقوبة الإعدام في إسرائيل".
وقال إنّ جنود الجيش الإسرائيلي بإمكانهم تنفيذ الإعدام بحق الفلسطينيين بدون محاكمة، وبدون سبب، بهذه الطريقة، لإشباع رغبة إطلاق النار أو مشاعر الانتقام لدى الجنود وضباط الشرطة، وربما ليخبروا ذويهم في المنزل أنهم قتلوا "إرهابيًا"، وربما لأنهم يعلمون أنه لن يلحق بهم أي ضرر إذا أطلقوا النار على رأس فلسطيني.
ومضى الكاتب الإسرائيلي بالقول إنّ الجندي مطلق النار على الشاب بني شمسه يعتبر "بطلًا في إسرائيل" رغم أن إطلاق النار على شخص يحاول تقديم الإسعافات الأولية لشخص جريح هو جريمة حرب من الدرجة الأولى.
وأضاف: أتمنى أن يؤدي الانقلاب على القضاء إلى أن يتعرّض ضباط الشرطة -مثل القنّاص الذي أطلق النار على كهربائيّ من بيتا- من الآن فصاعدًا للمحاكمة في لاهاي. فقط هناك ثمة فرصة لأن يدفعوا ثمن عقابهم على الجرائم التي ارتكبوها، في "إسرائيل" سيعتبر هذا الشرطي بطلًا، رغم أنّ من استهدفه (عميد) لم يعرّض حياة أحد للخطر، ولم يكن مسلّحًا، ويمكن الافتراض أنه لم يشارك في المقاومة المشروعة للسكان ضد اقتحام بلدة بيتا التي تقاتل ضدّ نهب أراضيها لصالح البؤرة الاستيطانية الوقحة والشريرة "أفيتار".
والشاب عميد بني شمسه ليس الضحية الأولى لإطلاق نار يهدف للقتل، ولن يكون الأخير، كما جاء في المقال: "لقد كنت في أريحا هذا الأسبوع لتوثيق ملابسات مقتل فتى يبلغ (16 عامًا) كان يركب دراجته الصغيرة في مخيم عقبة جبر. وكما أطلق جنود الاحتلال النار عليه من مسافة بعيدة، هذه المرة ليس في الرأس ولكن في الصدر، وهو تغيير تكتيكي بسيط، وقتلوه. كان هذا أيضًا إعدامًا".
جدعون ليفي: الإعلام الإسرائيلي يعتبر الهجمات هجمات فقط عندما يقتل الفلسطينيون الإسرائيليين
وأشار جدعون ليفي في مقاله إلى حادثة إطلاق النار المجنون على سيارة كانت تسير في سبسطية، ما أدى لاستشهاد الشاب فوزي مخالفة وإصابة صديقه واعتقاله. وقبل شهر نفذ الجنود إطلاق نار دون سبب صوب سيارة متحركة، ما أدى لإصابة شابين وتحويلهم الى معاقين، بالإضافة لإطلاق نار على أب وابنه في النبي صالح شمال رام الله، بداية حزيران/ يونيو الماضي، بينما كانا في مركبة متوقفة.
وختم جدعون ليفي مقاله المنشور في "هآرتس" بالقول إنه في ظل المناخ الحالي، ستتزايد عمليات الإعدام هذه. ونادرًا ما تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عنها، ولن يتأثر أحد حتى لو نقلت الأخبار بشكل صحيح، فالاحتجاج داخل "إسرائيل" تسيطر على التغطيات الإعلامية الإسرائيلية فالإعدامات في الشوارع لا علاقة لها بالديمقراطية في نظرها. وعندما يتم تغليف كل شيء بغطاء "الحرب على الإرهاب"، وحيث يكون التأطير هو أن الفلسطينيين وحدهم هم من يمكن أن يكونوا إرهابيين، وأن الجيش والشرطة الذين ينفذون عمليات الإعدام ليسوا وكلاء قتل، وعندما تعتبر الهجمات هجمات فقط عندما يقتل الفلسطينيون اليهود، فلا عجب أن قصة محاولة إعدام كهربائي من بيتا نشرت بشكل شبه حصري في هآرتس. من يهتم بإطلاق النار على رأس شخص بهذه الطريقة؟! كأن شيئًا لم يحدث".