لأكثر من عام، رافق المصور الشاب وهاج بني مفلح "حراس جبل صبيح"، في نضالهم ضد بؤرة استيطانية شيدها مستوطنون على أراضي بلدة بيتا جنوبي نابلس العام الماضي.
لايرتبط وهاج بني مفلح (22 عامًا) مع أي وسيلة إعلامية، إلا أنه قرر أن ينقل الصورة بكاميرته الشخصية من بلدته بيتا إلى العالم، في الوقت الذي كان فيه الاهتمام محليًا وعالميًا يتركز على أحداث حي الشيخ جراح والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومنذ إقامة بؤرة "افيتار" الاستيطانية على قمة "جبل صبيح" جنوبي نابلس في شهر أيار/مايو 2021، شرع أهالي بيتا بتنظيم احتجاجات شبه يومية للمطالبة بإخلاء المستوطنين، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين (8 من بيتا، وشهيد من بلدة يتما القريبة) برصاص جيش الاحتلال وإصابة المئات.
وفي شهر تموز/يوليو 2021، أخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بؤرة "افيتار"، بعد اتفاق مع المستوطنين يقضي ببقاء منازلهم قائمة وخالية ومقفلة، مع حضور ثابت للجيش في المكان، لحين فحص ملكية الأراضي والبحث عن مخرج يتيح إعادة المستوطنين للبؤرة، لتتراجع وتيرة المواجهات في المنطقة.
مساء الأحد، افتتح وهاج بني مفلح -وهو طالب في سنته الرابعة في الجامعة العربية الأمريكية- أول معرض صور له، في متحف محمود درويش في مدينة رام الله. يقول لـ الترا فلسطين، إن معرض "عين من الجبل" هو معرض فلسطيني بامتياز، لأن كل الصور فيه من فلسطين، ومن خلال الزوايا الثلاثة في المعرض، حاول تقديم عدة جوانب من حياة الفلسطينيين.
ويتوزع المعرض على ثلاثة محاور: تصوير آرت، التصوير الصحفي، تصوير الأشخاص.
يشير وهاج بني مفلح أن بداياته في التصوير كانت في تصوير الشخصيات (Portrait)، ولكن مع بدء معركة جبل صبيح وانشغال الصحافة في أحداث الشيخ جراح وقطاع غزة، وبالتحديد بعد استشهاد عيسى برهم على الجبل، حمل كاميراته وشرع بتوثيق نضال "حراس الجبل" ويومياتهم، وانتهاكات الاحتلال بحق أهالي بلدة بيتا.
وأوضح وهاج بني مفلح، أنه رافق حراس الجبل بشكل يومي، وقد حققت بعض صوره انتشارًا واسعًا ليس محليًا وحسب، بل عالميًا أيضًا. إحدى هذه الصور، وثقت الشاب فايز بني مفلح حاملاً العلم الفلسطيني مقابل جنود الاحتلال، وقد استهدفه أحدهم بشكل مباشر برصاصة في عينه. ادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصورة مفبركة، بعد الأثر الكبير الذي أحدثته.
وأضاف، أنه بالرغم من عودة الهدوء النسبي إلى الجبل بعد طرد المستوطنين منه نتيجة نضال أهالي بلدة بيتا، إلا أنه مستمر في التغطية، حتى لو اضطر لتصوير أشجار الزيتون المعمرة عليه.
ويتضمن المعرض أيضًا صور وجوه فلسطينية "لكل منها حكاية" وفق وهاج بني مفلح، وقد التقط هذه الصور في بيتا ورام الله ونابلس. كما يتضمن في زاوية التصوير الفني صورًا "تظهر عدسة المصور" كما يقول، إحداها اضطر للانتظار شهرين قبل أن ينجح في التقاطها.
تغطية وهاج بني مفلح للأحداث الميدانية لم تقتصر على معركة جبل صبيح، بل استطاع الوصول إلى مدينة القدس وتوثيق انتهاكات الاحتلال بحق المصلين في المسجد الأقصى. يقف وهاج فخورًا عند صورة التقطها داخل المسجد الأقصى، بعدما استطاع أحد الشبان الوصول إلى قبة الصخرة الذهبية ورفع العلم الفلسطيني فوقها.
وتُقدر مساحة جبل صَبيح المستهدف للاستيطان بـ 840 دونمًا، وتعود ملكية الأراضي في الجبل لفلسطينيين من بلدات بيتا، وقبلان، ويتما، وأقام المستوطنون على نحو 20 دونماً من أراضيه بؤرة "افيتار" الاستيطانية.
