10-ديسمبر-2023
أجبر الاحتلال، المواطن منير قشطة المصري على تصوير الفيديو مرتين، وفي كل مرة كان يحمل السلاح في يد

أجبر الاحتلال، المواطن منير قشطة المصري على تصوير الفيديو مرتين، وفي كل مرة كان يحمل السلاح في يد

الترا فلسطين | فريق التحرير

مرة أخرى يسقط جيش الاحتلال في قطاع غزة، وهذه المرة في تبرير مشاهد الاعتقال المهينة لمئات المدنيين من شمال قطاع غزة، ليواصل فشله في بث دعايات مقنعة حول هجومه البري على قطاع غزة، بعد سلسلة من الأكاذيب التي بدأ بإطلاقها منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين/أكتوبر، وتحول بعضها إلى نكتة في منصات التواصل الاجتماعي، بينما كشفت جهات متخصصة ووسائل إعلام دولية البعض الآخر منها.

أحدث الأكاذيب هذه المرة، كان حول اعتقال عشرات المدنيين من مدرسة خليفة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث نشر جيش الاحتلال مقطعي فيديو يُظهران شخصًا عاريًا يتقدم وهو رافعًا في يديه سلاحًا ويضعه على الرصيف بالقرب من جنود الاحتلال، قبل أن يتم لاحقًا حذف أحد الفيديوهين. عملية الحذف هذه جاءت بعد ظهور تناقض بين الفيديو الأول والثاني، تؤكد أن الجيش أعاد تصوير عملية تسليم السلاح مرتين، ما يؤكد أن الأمر كله مفبرك وتمثيلي.

في الفيديو الأول، يحمل "المسلح" المزعوم سلاحه باليد اليمنى.

أما في الفيديو الثاني فيحمل "المسلح" المزعوم سلاحه باليد اليسرى.

ويُمكن أيضًا ملاحظة فارق في الصوت في خلفية الفيديو الأول والصوت في خلفية الفيديو الثاني. 

وأكد نشطاء من قطاع غزة، أن الشخص الذي ظهر في الفيديو، هو منير قشطة المصري، وهو صاحب ورشة ألمنيوم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. ويبرز هنا تساؤلٌ حول منطقية أن يكون شخصٌ في الخمسينات من العمر بين المقاتلين الذين يخوضون اشتباكات في الميدان في معركة طوفان الأقصى.

منير قشطة المصري
فقد منير قشطة المصري الكثير من وزنه بسبب التجويع في شمال قطاع غزة

وبالمقارنة بين صورة لمنير قشطة المصري قبل الحرب من جهة، والفيديو الذي ظهر فيه منير قشطة المصري وهو يسلم السلاح، يُلاحظ انخفاضًا لافتًا في وزن منير، ما يُشير أنه أحد المواطنين الذين تعرضوا لعملية تجويع ممنهجة في شمال قطاع غزة على مدار أكثر من 60 يومًا.

هذا الفيديو جاء في محاولة لتبرير اعتقال جيش الاحتلال للمدنيين من فئات عمرية مختلفة وهم عراة بدون ملابس، وهو المشهد الذي استُقبل بانتقادات لإهانة مدنيين عُزّل، ومقارنات بين صور اعتقال قام بها تنظيم "داعش" وصور اعتقال المدنيين في قطاع غزة، بينما قارن أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، بين هذه الصور وصور قديمة من معسكرات الاعتقال النازية. في المقابل، زعم جيش الاحتلال أن المعتقلين "مسلحون" من حركة حماس، وفي هذا السياق جاء الفيديو المفبرك المذكور.

اعتقال مدنيين في شمال قطاع غزة

يتزامن ذلك مع شهادات مروعة أدلى بها معتقلون مدنيون بعدما أفرج جيش الاحتلال عنهم، حول تنكيل الجنود بهم وإهانتهم وحرمانهم حتى من شرب المياه وحرمان كبار السن المرضى منهم من أي أدوية، وحتى من التوجه إلى الحمام لقضاء الحاجة، إضافة إلى كتابة أرقام على أيديهم للتعريف بهم كأرقام.

يُشار إلى أن جيش الاحتلال أحرق مدرسة خليفة في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة وأجبر النازحين إليها على مغادرتها، واعتقل عشرات المدنيين من داخلها، علمًا أنها تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

الفبركة الإسرائيلية في بيت لاهيا تُذكر بفيديو سابق في ذروة الهجوم البري على شمال قطاع غزة، عندما ظهر جنود الاحتلال وهم يساعدون رجلاً مُسنًا على الانتقال في من شمال قطاع غزة، ثم لاحقًا عُثر على المسن مقتولاً برصاصة إسرائيلية في الظهر.

بشير حجي

وتأتي هذه الفبركات بينما يواصل جيش الاحتلال فشله في تقديم صورة انتصار من شمال قطاع غزة، فبعدما أعلن أن حركة حماس فقدت سيطرتها هناك، خرجت كتائب القسام في ما يُشبه العرض العسكري أثناء الهدنة المؤقتة، وقامت بعملية تسليم أسيرات إسرائيليات في الشمال، ثم بعد انهيار الهدنة تبين أن معارك أعنف وأكثر ضراوة تدور في شمال قطاع غزة، خاصة في جباليا وحي الشجاعية، وأقر جيش الاحتلال بمقتل جنود وضباط في هذه المعارك.

عملية تسليم اسيرات في شمال قطاع غزة
مشهد من عملية تسليم اسيرات في شمال قطاع غزة

أعقب ذلك فبركة إسرائيلية جديدة بنشر فيديوهات قال إنها تُظهر قتالاً عنيفًا يقوم به جنوده على الأرض. غير أن الفيديو الجديد كان من مدرسة في شمال قطاع غزة، حيث ظهر الجنود وهم يطلقون الرصاص في أحد ممرات المدرسة بدون أن يظهر في الفيديو أي هدف متحرك أو مقاتلين مستهدفين بإطلاق النار، كما لم تُسمع أي أصوات إطلاق نار نحو الجنود، ليلقى الفيديو موجة من السخرية في منصات التواصل.

يُشار أن جيش الاحتلال أطلق سلسلة من الأكاذيب بالتزامن مع تنفيذه عدوانه المدمر على المدنيين والمنشآت المدنية في قطاع غزة، وكان قد جمع الترا فلسطين أبرز هذه الأكاذيب، والحقيقة التي فضحتها جهات دولية مختلفة.