07-ديسمبر-2023
توافق أمريكي - إسرائيلي على هدف العدوان.. وخلاف حول موعد النهاية ومستقبل غزة

مايزال التأييد الأمريكي المفتوح لهدف إسرائيل المعلن بالقضاء على حركة حماس

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

يواصل مسؤولون أمريكيون الحديث عن اليوم التالي لانتهاء حرب غزة 2023، وأنه لا يمكن القبول بإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، في حين يواصل الإسرائيليون امتناعهم عن الخوض في هذا الموضوع، ويكتفون بتأكيد رفضهم لعودة السلطة الفلسطينية بوضعها الحالي إلى القطاع، وقد كانت آخر التصريحات بهذا الخصوص يوم الأربعاء، 6 كانون أول، على لسان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة.

الموقف الأمريكي يتلخص في ضرورة مشاركة السلطة الفلسطينية في عملية إعادة إعمار غزة، ولكن لا أحد يدري كيف يمكن أن يتم ذلك، غير أن محمود عباس بالتأكيد لن يكون الشخص الذي سيتولى هذه المهمة

وكان موقع "بوليتيكو" كشف عن مقترح أعده مسؤولون في إدارة بايدن بإرسال قوة دولية إلى غزة بعد انتهاء الحرب، لحين إصلاح السلطة الفلسطينية ثم إعادتها إليها. وتأكيدًا لذلك، قال مسؤولون لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إن عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة يجب أن تكون دون أبو مازن.

ونقلت "يديعوت أحرنوت" في تقرير لها عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "السلطة الفلسطينية الجديدة" ضرورية من أجل الحصول على على المساعدات المالية من الدول العربية. وأكدوا أن الموقف الأمريكي يتلخص في ضرورة مشاركة السلطة الفلسطينية في عملية إعادة إعمار غزة، ولكن لا أحد يدري كيف يمكن أن يتم ذلك، غير أن محمود عباس بالتأكيد لن يكون الشخص الذي سيتولى هذه المهمة.

وتحدث المسؤولون الأمريكيون عن "سلطة فلسطينية جديدة"، إما بتغيير السلطة الحالية أو تعزيزها.

وأكد تقرير "يديعوت" أن هناك خلافًا بين واشنطن وتل أبيب حول مسألة مشاركة السلطة الفلسطينية في العودة لقطاع غزة. لكن الأميركيين يفهمون أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لن تكون قادرة على السيطرة على غزة، ولذلك فإنهم يتحدثون عن سلطة فلسطينية متجددة. وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "هناك تفاهم على أن هناك حاجة إلى قيادة فلسطينية محلية في نهاية المطاف بعد فترة انتقالية. ومن ناحية أخرى، يتردد لدى الأميركيين أيضًا أن السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي تمثل مشكلة".

وفي السياق، قال جون كيربي، منسق الاتصال الإستراتيجي في مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض، إن بلاده "لا تؤيد إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة" بعد انتهاء حرب غزة 2023، "ولا تؤيد تقليص مساحة قطاع غزة أو تهجير سكانه بشكل دائم".

وأضاف جون كيربي، "يجب طرح بعض الأسئلة الحاسمة حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الحكم في غزة"، مضيفًا أن "الحكومة الجديدة في غزة يجب أن تستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني".

متى يكون اليوم التالي للحرب؟

ومايزال موضوع إنهاء حرب غزة 2023 محل خلاف بين إدارة جو بايدن وحكومة الاحتلال، هذا رغم التأييد الأمريكي المفتوح لهدف إسرائيل المعلن بالقضاء على حركة حماس، ورغبة إدارة بايدن بأن لا تخرج حماس من هذه الحرب منتصرة. وبحسب مسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة، فإن إسرائيل ليس لديها مصلحة في الحديث عن "اليوم التالي للحرب"، لأنها لا تريد إرسال رسالة بأن القتال يقترب من نهايته.

الأمريكيون يضغطون لأن تكون نهاية الهجوم البري الكبير خلال شهر كانون ثاني/يناير القادم، أي بداية عام 2024، إلا أن الإسرائيليين يؤكدون حاجتهم لوقت أطول من ذلك

وأوضح تقرير "يديعوت أحرنوت"، أن الأمريكيين يضغطون لأن تكون نهاية الهجوم البري الكبير خلال شهر كانون ثاني/يناير القادم، أي بداية عام 2024، إلا أن الإسرائيليين يؤكدون حاجتهم لوقت أطول من ذلك.

لماذا شهر يناير بالتحديد؟

تقول "يديعوت" إن التقديرات السائدة في "إسرائيل" بأن السبب وراء ذلك يعود إلى دخول الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي، إضافة إلى رغبة الأمريكيين في التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية، وهو الأمر الذي كان يسير على قدم وساق قبل عملية طوفان الأقصى، وكان متوقعًا أن يكتمل بحلول ربيع 2024، لتقديمه كإنجاز رئيسي لجو بايدن في مجال السياسة الخارجية.

ورغم أن عملية طوفان الأقصى ثم حرب غزة 2023 "خلطت الأوراق وغيرت الخطط"، بحسب تقرير "يديعوت"، إلا أن الأمريكيين مازالوا يعتقدون بأن التطبيع مع السعودية ممكن خلال العام المقبل، ولكن ليس قبل انتهاء الحرب في غزة وتحقيق فترة معينة من الهدوء.