الترا فلسطين | فريق التحرير
مرتديةً الكوفية الفلسطينية خرجت "فوساكو شيغينوبو"، الجمعة، بعد أكثر من 21 سنة في السّجون اليابانية، وهي التي لعبت دورًا قياديًا في الجيش الأحمر الياباني، وانتقلت بعد ذلك إلى بيروت لتساهم في نضالات التّحرر الفلسطيني.
بعد 21 سنة في السّجون خرجت "فوساكو شيغينوبو" من سجنها في اليابان، متوشحة بكوفية فلسطين
و"شيغينوبو" البالغة من العمر 76 عامًا، يُطلق عليها "الملكة الحمراء"، وتطلق وسائل إعلام يابانية عليها لقب "إمبراطورة الإرهاب" وهو ما تعتبره عائلتها تشويهًا متعمّدًا لنضالها، كما أنها تعدُّ من مؤسسي "الجيش الأحمر الياباني الذي كان مقرّبًا من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، الأمر الذي يحيل للاعتقاد بأن"شيغينوبو" كانت وراء التخطيط لعملية مطار اللد الإسرائيلي عام 1972، والتي أسفرت عن 26 قتيلًا وجرح نحو 80.
وجرى اعتقال فوساكو شيغينوبو عام 2000 بعد أن عادت سرًّا إلى بلادها، وبعد سنة في الاعتقال أعلنت داخل زنزانتها حلّ الجيش الأحمر الياباني، وعام 2006 صدر بحقّها حكم بالسّجن لتنظيمها عملية احتجاز رهائن في السفارة الفرنسية في هولندا عام 1974.
الارتباط بالقضية الفلسطينية في حياة "فوساكو شيغينوبو" العاملة السابقة في شركة لتصنيع صلصة الصويا، بدأ في العشرينات من عمرها، حين كانت تمرّ باعتصام في إحدى جامعات طوكيو بينما كانت تشهد اليابان تحركات طلابية في الستينات والسبعينات للاحتجاج على حرب فيتنام وخطط الحكومة اليابانية للسماح للجيش الأميركي بالبقاء في البلاد، وسرعان ما انخرطت في الحركة اليسارية وقررت مغادرة اليابان، ثم أسست الجيش الأحمر الياباني في لبنان (1971)، حيث استقبلتها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وفي كتابها "قررتُ ولادتك تحت شجرة التفاح" الذي أهدته "شيغينوبو" لابنتها الوحيدة "مي" الي وُلدت في لبنان، لأب فلسطينيّ من قيادات الجبهة الشعبية، تقول: "في البداية، لم أكن مؤيّدة للعرب أو معادية لإسرائيل. لكن (في ذلك الوقت) كان للقضية الفلسطينية صدىً فينا، نحن الشباب الذين عارضوا حرب فيتنام والذين كانوا متعطشين للعدالة الاجتماعية".
وقالت شيغينوبو للصحافيين بعد إطلاق سراحها "أعتذر عن الإزعاج الذي تسبب فيه اعتقالي لكثير من الناس". وأضافت "مضى نصف قرن لكننا تسببنا بآلام لأشخاص أبرياء لا نعرفهم عبر إعطاء الأولوية لمعركتنا، مثل احتجاز مدنيين رهائن"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأقرّت عام 2017 في رسالة إلى مراسل صحيفة "اليابان تايمز"، بأنّ مجموعتها فشلت في تحقيق أهدافها والمثل العليا التي سعت لها، وقالت إن "آمالنا لم تتحقق وكانت نهايتها قبيحة".