ينتظر الغزيون بلهفة الأشهر الممتدة من حزيران وحتى نهاية تشرين ثان، فخلالها يتم جمع الفلفل الأحمر الحار، ويبدأون تخزينه بكميّات تكفيهم حتى الموسم المقبل، ليظلّ حاضرًا على موائدهم، خاصة حيّ الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة.
يعد الفلفل الأحمر المطحون طبقًا أساسيًا على موائد الطعام في قطاع غزة، إذ لا تكاد سفرة طعام تخلو منه، فهو "زينة المائدة"
ويعد الفلفل الأحمر المطحون طبقًا أساسيًا على موائد الطعام في قطاع غزة، إذ لا تكاد سفرة طعام تخلو منه، فهو "زينة المائدة"، ويتم وضعه في طبق منفصل، أو إضافته إلى الأطعمة المختلفة.
وعادة ما يتم طحن الفلفل ومن ثم رشّه بالملح، وحفظه داخل زجاجات محكمة الإغلاق ليبقى صالحًا للاستعمال طوال العام المقبل. يستعمله البعض في المأكولات وهو في حالة اللون الأخضر، والبعض الآخر يقوم بتجفيفه بعد تحوّله للون الأحمر.
ورغم تعدد أنواع الفلفل التي يتم زراعتها في قطاع غزة كـ "البلدي" و"السلطان" و"الرومي"، إلا أن الفلفل الأحمر لاذع المذاق يعدُّ المفضّل لدى الغزيّين.
موسم جمع الفلفل الأحمر، الذي يحتل مكانة شبه دائمة على موائد الغزيين.
📸 عبد الكريم السموني (الترا فلسطين) pic.twitter.com/H42xrAVhyw
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) July 17, 2022
والفُلفل ينتمي إلى نباتات العائلة الباذنجانية، وهو من المحاصيل الغذائية ذات الأغراض الطبية، فهو غنيّ بفيتامين C ومادة "كابسيسين" الحارقة والمضادة للأكسدة والسرطان.
ويعتقد الخبير الزراعي والمدير السابق في وزارة الزراعة نزار الوحيدي، أن نبتة الفلفل دخلت فلسطين وقطاع غزة في حقبة الدولة الأموية، حيث شهدت فلسطين في تلك الفترة نهضة زراعية واضحة، ولفت إلى أنّ العرب عرفوا اسم الفلفل قبل ما يزيد عن 1500 سنة. وأشار إلى بيت شعر لعنترة العبسيّ حين قال:
أَنا اِبنُ سَوداءِ الجَبينِ كَأَنَّها ضَبُعٌ تَرَعرَعَ في رُسومِ المَنزِلِ
الساقُ مِنها مِثلُ ساقِ نَعامَةٍ وَالشَعرُ مِنها مِثلُ حَبِّ الفُلفُلِ
ويبيّن الوحيدي أن قطاع غزة يزرع ما يزيد عن ألف دونم من الفلفل الحار، وينتج الدونم الواحد 5 أطنان، أي بمعدّل 5 آلاف طن.
وأوضح أن الأسرة الغزية المكونة من خمسة أفراد تستهلك قرابة كيلوغرامين من الفلفل الحارّ شهريًا على الأقل، فيما يبلغ معتدل استهلاك الفرد الواحد ما لا يقل عن 250 غرامًا في الشّهر.