27-يوليو-2023
Mustafa Alkharouf/ Getty Images

Mustafa Alkharouf/ Getty Images

الترا فلسطين | فريق التحرير

نظّم مستوطنون مسيرة اقتحام واسعة للبلدة القديمة في القدس المحتلة مساء الأربعاء، عشية ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل"، بمشاركة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف ايتمار بن غفير.

دعوات لتكثيف اقتحام الأقصى صباح الخميس، عشية ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل"

وبدأت المسيرة من "حديقة الاستقلال" المقامة على أرض مقبرة مأمن الله غرب البلدة القديمة، واتّجهت نحو باب الجديد، ثم مرورًا بأبواب الزاهرة والعامود وباب الأسباط، وانتهاءً بالدخول من باب المغاربة إلى ساحة البراق غربيّ المسجد الأقصى.

ومنذ عدة أيام انطلقت دعوات لمسيرة أعلام فلسطينيّة للتصدي للمسيرة الإسرائيلية.

المختص في شؤون القدس زياد بحيص، أكّد لـ "الترا فلسطين" أنّ هذه المسيرة لم تكن معتادة عشيّة إحياء المستوطنين لما يسمى "ذكرى خراب الهيكل"، وقال إن الهدف من هذه المسيرة المستجدة ضمان إغلاق محيط البلدة القديمة وقت صلاتي المغرب والعشاء، وضمان عدم تأسيس بؤرة اعتكاف في المسجد الأقصى ليلة الخميس.

وأوضح بحيص أن المسيرة تهدف كذلك إلى "الاستعراض السيادي" وتعبئة المستوطنين لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن منهم خاصة في ظل أجواء الحر، وعدم ضمانهم مشاركة عدد كبير في الاقتحامات الصباحية.

وقال الباحث في شؤون القدس إن هذه الذكرى بالنسبة لليهود "تجمع المآسي والأحزان"، وينسب لها أنّ "الهيكل الأول" و"الهيكل الثاني" دُمّرا فيها. كما أنّ اليهود يعتبرونها يوم "البناء والتأسيس"، مشيرًا إلى أن دعوات "جماعات الهيكل" للمشاركة في هذه المسيرة تحمل عنوان: "الموقف البكاء والمبدأ البناء".

وأشار إلى أن المتطرفين اليهود يعتبرون هذه المناسبة هي اليوم المناسب لفكرة إعادة بناء الهيكل عبر اقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، لتكريس فكرة أن المكان هويته مشتركة، وليست إسلامية بحتة، وفق مزاعمهم.

وتحاول جماعات الهيكل منذ 2016 تسجيل أكبر عدد من المقتحمين للمسجد الأقصى يوميًا، وقد وصل الرقم العام الماضي إلى 2200 مقتحم، وهو أكبر رقم للمقتحمين منذ احتلال القدس، وفقًا لبحيص.

أسوأ موسم عدوان

ومن المقرر أن ينفّذ المستوطنون اقتحامًا واسعًا للمسجد الأقصى، الخميس، على أن تتواصل الاقتحامات مع بداية موسم الأعياد اليهودية الذي يبدأ من يوم رأس السنة العبرية الذي يصادف 19 أيلول/ سبتمبر المقبل، وبعد هذا الموسم بعشرة أيام سيتجدد اقتحام الأقصى فيما يسمى "يوم الغفران"، وسيليه بعد أسبوع "عيد العرش" التوراتي ومدته 8 أيام، وينتهي في 8 أكتوبر/ تشرين أول.

Mustafa Alkharouf/ Getty Images
Mustafa Alkharouf/ Getty Images

وأكد بحيص أن هذا الموسم من الأعياد اليهودية عادة ما يكون "أسوأ موسم" عدوان على المسجد الأقصى، وهو الموسم الختامي بالنسبة للسنة الميلادية والذي يصل خلاله المستوطنون إلى نقطة الذروة في اقتحامهم للمسجد الأقصى.

ولفت إلى أن موسم الأعياد اليهودية شهد عدة جرائم ومجازر بحق المسجد الأقصى، كمذبحة المسجد الأقصى عام 1999، وهبة النفق عام 1996، واقتحام شارون للمسجد الأقصى، واندلاع الانتفاضة الثانية.

زياد بحيص: "كلما أثير سؤال السيادة صار الجواب بتنظيم مسيرة أعلام، وكأنها أصبحت هي الجواب المتكرر على سؤال السيادة على القدس".

وعن تكرار تنظيم المستوطنين لمسيرات أعلام، أوضح بحيص أن تاريخ المسيرة يعود إلى عام 1968 بعد عام واحد من نكسة حرب حزيران، مشيرًا إلى أن الهدف منها في الأساس هو استعراض السيادة الإسرائيلية في الذكرى العبرية لاحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967.

وتابع الباحث في شؤون القدس: "الآن، كلما أثير سؤال السيادة صار الجواب بتنظيم مسيرة أعلام، وكأنها أصبحت هي الجواب المتكرر على سؤال السيادة على القدس".

Mustafa Alkharouf/ Getty Images

وصباح الأربعاء، اقتحم ما لا يقل عن 343 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، تبعهم نحو 86 في الاقتحامات بعد صلاة الظهر.

وقال وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، في بيان، إن "الاحتلال الإسرائيلي يوظّف مناسباته لمحاولة فرض وقائع مرفوضة بالمسجد الأقصى بشكل خاص ومدينة القدس المحتلة بشكل عام".

وأضاف أن "هذه الدعوات المتطرفة هي بمثابة استفزاز لمشاعر الفلسطينيين في المدينة ومحاولة لفرض وقائع مرفوضة عبر دعوات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".