الترا فلسطين | فريق التحرير
بثّ "التلفزيون العربي" مساء الأحد، حلقة خاصّة عن صناعة العملاء لحساب الموساد الإسرائيلي، وذلك ضمن برنامج "عين المكان"، سلّط فيها الضوء على محاولات المخابرات الإسرائيلية تجنيد عملاء لها، تحديدًا على الأرض التركية، وتتبّع الأساليب المتّبعة لصناعة الجواسيس عبر توريط أشخاص عرب، وخصوصًا من الفلسطينيين إلى أن يصبحوا عملاء.
يعمل الموساد على استدراج الشخص المستهدف إلى طريق لا عودة منه، يبدأ بإشراكه في أعمال تبدو عادية، إلى أن يجد نفسه وقد أصبح متورِّطًا
وتطرّق البرنامج للحديث عن طرق عمل شبكات التجنيد الإسرائيلية والجهات التي تستهدفها، كما بحثت الحلقة في أسباب تنامي النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في تركيا خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد أن أعلنت الاستخبارات التركية في اكتوبر/ تشرين أول الماضي تفكيك 5 شبكات تجسس، ضمت 15 عنصرًا ليس بينهم أي إسرائيلي، وجميعهم يعملون لصالح جهاز الموساد، من خلال التجسس على الطلاب الذين يدرسون في الجامعات التركية، وتحديدًا الدارسين في مجال الصناعات الدفاعية.
وبحسب ما بثّه التلفزيون العربي فإن التقديرات تشير إلى أن عدد العرب المقيمين الآن في تركيا يبلغ نحو خمسة ملايين نسمة، ما يشكل 6% من إجمالي السكان، فيما يبلغ عدد الفلسطينيين هناك ما بين 20 و22 ألفًا يقيم نصفهم تقريبًا في إسطنبول وحدها، الأمر الذي يفتح شهية الموساد لتجنيد مزيد من العملاء وزرعهم في تركيا لاستهدافها فيما بعد بعمليات استخباراتية، في القلب منها الفلسطينيون المقيمون على أراضيها.
ووفقًا للخبير الأمني كاظم دلكيران فإن من ضُبطوا يتجسسون داخل تركيا، جرى خداعهم وتوريطهم، من خلال إيهامهم بأن المعلومات التي يجمعونها "لا تضر تركيا بالتحديد، لكنها تهدف إلى جمع معلومات عن الشباب العربي الموجود على أراضيها".
واعتبر أنّ هذا الأمر سهّل إقناع الشباب بذلك، كما أنه يهدف إلى تنفيذ هذه العمليات داخل الأراضي التركية لخلق حالة تذبذب بين هؤلاء الشباب والشعب التركي في نفس الوقت.
الموساد يستخدم أشخاصًا تتوافر فيهم صفات محددة أهمها الحاجة إلى المال
وتضمّنت الحلقة بثّ تسجيل صوتي لمحاولة تجنيد تتم لأحد الشباب الفلسطينيين المقيمين على الأراضي التركية، حيث حاول الفريق تتبع المكالمة والاتصال بالرقم أكثر من مرة، لكن دون الحصول على جواب. ووفق التسجيل فإن الموساد يستخدم أشخاصًا تتوافر فيهم صفات محددة أهمها الحاجة إلى المال ومن هنا تبدأ أولى خطوات عملية صناعة العملاء الجدد.
وتبدأ عملية التجنيد من خلال تكليف العنصر المستهدف بأعمال تتناسب مع دراسته أو عمله، بعدها يدخل عنصر المال عبر شركات تحويل الأموال مثل "ويسترن يونيون" و"موني غرام"، إضافة إلى نظام الدفع المباشر، وذلك في مقابل المعلومات والخدمات التي يقدمها الشخص، وهو ما كشفته جهات التحقيق التركية بعد استجوابها لكثير من عناصر الشبكات التي تم تفكيكها، حيث يعمل الموساد على استدراج الشخص المستهدف إلى طريق لا عودة منه، يبدأ بإشراكه في أعمال تبدو عادية تتبعها تحويلات مالية مجهولة المصدر وبمجرد استلامه للأموال مرة تلو أخرى يجد الشخص نفسه وقد أصبح متورِّطًا، وتستمر هذه العملية لأشهر، ثم يتبعها لقاء مباشر يتم الترتيب له في إحدى الدول الأوروبية وهناك يلتقي الشخص المستهدف أحد عناصر الموساد.
وكانت صحيفة "العربي الجديد" نشرت في 2019 تحقيقًا بعنوان "هكذا يستهدف الموساد فلسطينيي الخارج في دول أوروبية"، تم خلاله تتبع الطرق التي يسلكها الموساد في صناعته للعملاء الجدد.
اقرأ/ي أيضًا:
"الموساد" غيّر ملامحه.. ما هو جديده؟
كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟
مؤسسة رسمية إسبانية ساعدت الموساد للتحقيق سرًا مع الصحافي معاذ حامد