25-أغسطس-2018

صورة أرشيفية: يوسي كوهين رئيس الموساد، ونتنياهو، تجمعهما علاقة قوية ظهرت نتائجها في جهاز الموساد

أصبح جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" يستخدم أشخاصًا كجواسيس دون علمهم، ويستعين بذوي الإعاقة أيضًا، في إطار تغييرات وتطويرات أحدثها على عمل الجهاز؛ رئيسه الحالي يوسي كوهين، مستفيدًا من علاقته الوثيقة برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وذلك وفق تقرير مُطوّل نشرته صحيفة "هآرتس" وكرّست له مساحة من ملحقها الأسبوعي.

وعنونت الصحيفة تقريرها: "الموساد غَيَّر ملامحه: يطلقون النار في كل الاتجاهات، الميزانيات تضاعفت، والعمليات تزايدت، الموساد تحت قيادة يوسي كوهين غَيَّرَ ملامحه".

إسرائيل ضاعفت ميزانية جهاز "الموساد" الذي ضاعف عملياته وأصبح يستخدم ذوي إعاقة، ويجند أشخاصًا كجواسيس له دون علمهم

واستهلت "هآرتس" تقريرها بشرح تفاصيل عملية اغتيال المهندس التونسي محمد الزواوي، الذي عمل لصالح كتائب القسام في تطوير الطائرات بدون طيار، ثم ختم بالقول إنه كلما تقدم المحققون التونسيون في التحقيق، تعمق لديهم الإدراك أنه ليس بالإمكان الوصول إلى "رجال الموساد" الذين نفذوا العملية.

اقرأ/ي أيضًا: هآرتس: ميزانية الموساد 2.3 مليار دولار

وقالت الصحيفة: "عامان ونصف انقضيا  منذ تعيين يوسي كوهين رئيسًا للموساد.  وتحت قيادة كوهين، خضع الموساد لسلسلة تغييرات: الجهاز تمتع بارتفاع في ميزانيته، وبات يعمل بأساليب جديدة، وينفذ عدد عمليات أكبر. الموساد بات يُشغّل اليوم بشكل مباشر حوالي 7 آلاف شخص، وهذا العدد يضعه في المكان الثاني من حيث عدد العاملين بين أجهزة الاستخبارات الغربية، بعد جهاز السي آي إيه".

ووفقًا للصحيفة، فإن التطور التقني يفرض على أجهزة المخابرات العمل بطرق مختلفة، "ليس إرسال جواسيس إلى الدول المعادية وتشغيل مصادر استخبارية، وإنما خداع أشخاص واستخدامهم كجواسيس دون علمهم، وتشغيل مرتزقة، والاعتماد على قدرات جديدة مثل استخدام الحرب الإلكترونية، من أجل تخطي الكاميرات الأمنية".

ولتخطي "وسائل الأمن المضاد" مثل الكاميرات والبصمات في المطارات، كما حدث في عملية اغتيال المهندس التونسي، تم استخدام وسائل تقنية لتعطيل كاميرات الحراسة في المكان الذي جرى فيه تنفيذ الاغتيال. وفي هذا الإطار تضيف الصحيفة، "أجهزة المخابرات باتت تجد نفسها مُضطرة بسبب الكاميرات لاستخدام أشخاص تم خداعهم كجواسيس دون علمهم، وأحيانًا عمليات معقدة تتطلب مشاركة عدد كبير من المنفذين يجري تنفيذها دون أن ترسل المخابرات أيًا من عناصرها إلى الدول المعادية".

وتُبين "هآرتس" أن السلطات الماليزية مثل نظيرتها التونسية - في ملف اغتيال الزواوي - لم تعثر على صورة التقطتها كاميرات الحراسة لمنفذي عملية الاغتيال التي استهدفت المهندس فادي البطش في شهر نيسان/إبريل الماضي.

"الموساد" يستخدم الآن تقنيات للتغطية على الكاميرات وبالتالي يمنع تصوير وجوه جواسيسه أثناء تنفيذ عملياتهم

وتوضح أن التخطيط  لاغتيال الزواوي تم بناء على استخلاص العبر من اغتيال القيادي القسامي محمود المحبوح، وهي العملية التي أدى نشر صور منفذيها إلى أزمات دبلوماسية مع الدول التي استخدم "الموساد" جوازات سفرها  خلال العملية.

وفي عام 2019، ستبلغ ميزانية الأجهزة السرية في إسرائيل - المخابرات الخارجية "الموساد"، والمخابرات الداخلية "الشاباك" - 10 مليارات شيكل، وهو ضعف الميزانية التي حظيت بها تلك الأجهزة قبل نحو عشرة أعوام، فيما بلغت هذه الميزانية 8.6 مليار العام الجاري.

ولا تكشف "إسرائيل" نسبة "الموساد" أو "الشاباك" من هذه الميزانية، لكن "هآرتس" قالت إن مصدرًا - لم تكشف هويته - أبلغها بأن الجزء الأكبر من الميزانية سيكون من نصيب "الموساد".

وتساءلت "هآرتس" إن كان النمو في الميزانيات والعنصر البشري والعمليات يُشير بالضرورة إلى قوة "الموساد" ونجاحه. وقالت: "ليس دائمًا تكون هناك علاقة بين النشاط المكثف وتحقيق الأهداف، بعد سلسلة الاغتيالات التي استهدفت علماء الذرة الإيرانينين، ونُسبت للموساد، ساد اعتقاد لدى علماء دوليين بإن تلك الاغتيالات لم تكن فعالة في عرقلة المشروع النووي الإيراني".

يُذكر أن يوسي كوهين مستوطن من مواليد القدس المحتلة عام 1962، درس في مدارس الصهيونية الدينية  والتحق بـ"الموساد" عندما بلغ من العمر 22 عامًا، وترأس شبعة تجنيد الجواسيس "تسوميت" قبل تعيينه نائبًا لرئيس الجهاز.

ويؤدي كوهين أدوارًا سياسية يكلفه بها نتنياهو لدى دول عديدة في أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا، وكذلك دول عربية، وقد حل مكان المحامي إسحاق مولخو المبعوث الشخصي لنتنياهو مع مصر.


اقرأ/ي أيضًا:

أسرار المخابرات الإسرائيلية في كتاب.. ماذا جاء فيه؟

يديعوت أحرنوت: قادة الموساد يتحدّثون

فيديو | راعي الأغنام الجاسوس.. كيف أرسله ضابط الموساد للموت؟