05-يونيو-2024
علي أبو لطيفة سائق حافلة ينزح بها مع اسرته منذ اندلاع الحرب-أحلام حماد-الترا فلسطين

علي أبو لطيفة سائق حافلة ينزح بها مع أسرته منذ اندلاع الحرب | الترا فلسطين

بينما شرّدت الحرب الإسرائيلية غالبية الغزيين في خيام ومراكز الإيواء داخل المدارس والمرافق العامة، اختار الفلسطيني الثلاثيني علي أبو لطيفة النزوح بأسرته في حافلة ركّاب كبيرة، كان يعمل عليها كسائق قبل اندلاع الحرب، وباتت بيته المتنقل.

نزح أبو لطيفة وأسرته، المكّونة من 4 أفراد، من مكان إلى آخر بهذه الحافلة، منذ مغادرته منزله في بلدة عبسان شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في اليوم الثاني من اندلاع الحرب، ويقول لـ "الترا فلسطين": "لم يعد لي غير هذه الحافلة تسترني وأسرتي ومعنا والدي المريض، وقد دمر الاحتلال منزلي وغالبية منازل عائلتنا في عبسان".

اختار أبو لطيفة النزوح بالحافلة على مقربة من مجمع ناصر الطبي ليكون قريبًا من المستشفى في حال حدوث أي طارئ لوالده المريض بالفشل الكلوي

وتعتبر بلدة عبسان واحدة من بلدات شرق مدينة خانيونس التي بدأت منها قوات الاحتلال عمليتها العسكريّة البريّة مطلع ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وعاثت فيها فسادًا ودمارًا على نطاق واسع.

نازح في حافلة

قبيل محطته الحالية على رصيف مقابل لمجمع ناصر الطبي في خانيونس، يعيش أبو لطيفة مع أسرته في هذه الحافلة بمنطقة "حي الزهور" في مدينة رفح على الحدود مع مصر، وأجبر زهاء مليون و400 ألف نسمة على مغادرتها في الأسبوع الأول من الشهر الماضي على وقع العدوان البريّ الإسرائيلي.

واختار أبو لطيفة النزوح بالحافلة على مقربة من مجمع ناصر الطبي ليكون قريبًا من المستشفى في حال حدوث أي طارئ لوالده المريض بالفشل الكلوي.

اختار علي ابو لطيفة النزوح بحافلته أمام مستشفى ناصر بخان يونس من أجل والده المصاب بالفشل الكلوي-أحلام حماد-الترا فلسطين
اختار علي أبو لطيفة النزوح بحافلته أمام مستشفى ناصر بخانيونس من أجل والده المصاب بالفشل الكلوي | الترا فلسطين

ومع اندلاع الحرب والخوف من استهداف الحافلات، وتدميرها، تركت الشركة المالكة الحافلات مع السائقين للحفاظ عليها وتأمينها، ويقول أبو لطيفة: "رغم مرارة النزوح والتشرد إلا أن الباص (الحافلة) خفف عني مرارة العيش في خيمة حيث الحر الشديد وانتشار الأمراض".

وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أن أكثر من 85% من سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم 2.2 مليون نسمة، أجبروا منذ اندلاع الحرب على النزوح مرة واحدة أو عدة مرات، ويقيم مليونًا و700 ألف نسمة منهم في مناطق جنوب القطاع، غالبيتهم في الخيام ومراكز الإيواء.

عجائب الحرب

بينما كانت خلود، زوجة علي أبو لطيفة، تعد كابينة الشنط في الحافلة لطفليها زين وأسيل، وقد حولتها إلى ما يشبه غرفة نوم لهما، قالت إن "هذه الحرب مختلفة عن الحروب السابقة، وقد قلبت حياتنا رأسًا على عقب"، وتساءلت وهي تجول ببصرها في الحافلة والأرجاء المحيطة: "من يصدق أننا نقيم في باص وننزح به من مكان لمكان منذ 8 شهور؟".

في زمن الحرب على غزة تحولت الحافلة إلى بيت نزوح متنقل | الترا فلسطين
في زمن الحرب على غزة تحولت الحافلة إلى بيت نزوح متنقل | الترا فلسطين

وتواجه خلود أزمات عدة في حياتها اليومية داخل هذه الحافلة؛ جراء عدم توفر مقومات البيت الأساسية، وتقول إنها تغسل الملابس يدويًا على يديها، وتطهو الطعام على نار الحطب، في ظل أزمة حادة في الوقود وغاز الطهي.

وتتمنى هذه الأم الثلاثينية أن تنتهي الحرب، ويتوقف مسلسل القتل والتدمير والنزوح، وتعود للإقامة في عبسان ولو على أنقاض منزلها المدمر.