05-يونيو-2024
مسيرة الأعلام

مسيرة الأعلام في باب العامود

الترا فلسطين | فريق التحرير

تشهد مدينة القدس في 29 أيار/مايو من كل عام، مسيرة تقف خلفها منظمات استيطانية، تحت مسمى مسيرة الأعلام، يشارك فيها غلاة المستوطنين، ويتخللها اعتداءات عنيفة، وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاقات من شرطة الاحتلال.

تُنظم مسيرة الأعلام سنويًا، احتفالاً بما يسميه الإسرائيليون "ذكرى توحيد القدس"، في إشارة إلى احتلال شرق القدس عام 1967، وضمها إلى القسم الغربي من المدينة، الذي تم احتلاله في عام 1948،

وتثير مسيرة الأعلام في القدس سنويًا مخاوف من اندلاع تصعيد أمني بسبب مرورها من مناطق في شرق القدس، أبرزها باب العامود، الذي يعتبر أبرز مداخل البلدة القديمة، ويشهد تواجدًا خاصًا لأهالي القدس على درجه الشهير.

وسجل عام 2021 فشلاً في تنظيم مسيرة الأعلام، عندما حذرت كتائب القسام الإسرائيليين من تنظيم المسيرة التي تزامنت مع مواجهة عسكرية بسبب أحداث الشيخ جراح، إلا أن سلطات الاحتلال لم تستجب للتحذير، فقصفت كتائب القسام مدينة القدس بالتزامن مع احتشاد المستوطنين لتنظيم المسيرة، ما أدى لفضها.

ما هي مسيرة الأعلام؟

تُنظم مسيرة الأعلام سنويًا، احتفالاً بما يسميه الإسرائيليون "ذكرى توحيد القدس"، في إشارة إلى احتلال شرق القدس عام 1967، وضمها إلى القسم الغربي من المدينة، الذي تم احتلاله في عام 1948، حيث أصبحت مدينة القدس بأكملها تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وتؤجل المسيرة في بعض السنوات استثنائيًا عن موعدها التقليدي بسبب الظروف الأمنية، كما حدث في العام الحالي، 2024، نتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 8 شهور.

أطلق الحاخام تسفي يهودا كوك، مسيرة الأعلام في عام 1968، وشاركه في انطلاقتها تلامذة المدرسة الدينيّة المتطرفة "مركاز هراب" التي تكونت في فيها النواة الصلبة للتنظيمات الاستيطانية المتطرّفة.

وفي سنواتها الأولى، كانت المشاركة في مسيرة الأعلام تقتصر على عشرات المستوطنين، ثم مئات المستوطنين، لكن رقعة المشاركة في مسيرة الأعلام توسعت مع مرور السنوات، وصولاً إلى 60 ألف مشارك في السنوات الماضية.

مسيرة الأعلام

وتحظى مسيرة الأعلام سنويًا باهتمام خاص من شرطة الاحتلال، التي تجتمع قبل المسيرة بأيام لتبحث مسار المستوطنين في المسيرة، وإن كانت ستسمح لهم بالمرور من باب العامود، بسبب خصوصية هذه المنطقة في مدينة القدس وبالنسبة لأهلها.كما تقرر شرطة الاحتلال في اجتماعها الاستباقي، مجموعة الإجراءات التي ستتخذها لتأمين المسيرة ووصول المستوطنين إلى المنطقة، بمعزل عن الفلسطينيين الذين يضيق عليهم الاحتلال بقوة في هذا اليوم.

وكانت مسيرة الأعلام في سنواتها الأولى تنطلق من غرب القدس، أما الآن فتنطلق من شارع الأنبياء المحاذي لشارع صلاح الدين نحو باب العمود، حيث يحتشد المستوطنون هناك لبعض الوقت، ويؤدون رقصات بعلم دولة الاحتلال، وسط هتافات نابية ضد النبي محمد، والعرب، والمسلمين، منها "محمد مات خلف بنات، و"الموت للعرب"، و"العرب قمامة".

وبعد أداء رقصة العلم يتدفّق المستوطنون نحو حي المغاربة، وفي هذه الأثناء يمارسون اعتداءات على المواطنين الفلسطينيين الذين يسكنون في الطرق داخل البلدة القديمة التي توصل إلى منطقة حائط البراق، الجدار الغربي للمسجد الأقصى، الذي تنتهي إليه المسيرة.

وإضافة للاهتمام الخاص من شرطة الاحتلال، فإن مسيرة الأعلام تشهد اهتمامًا حتى من أعلى المستويات السياسية في دولة الاحتلال، بما في ذلك أعضاء الكنيست والوزراء في الحكومة، مثل ايتمار بن غفير، الذي كان عضوًا في الكنيست لسنوات، وأصبح الآن وزيرًا مسؤولاً عن الشرطة في حكومة نتنياهو.

ويظهر الاهتمام الرسمي بمسيرة الأعلام بشكل واضح في عام 2018، عندما وفرت بلدية الاحتلال في القدس، ووزارة التعليم، التمويل اللازم لمسيرة الأعلام الذي بلغ حينها مليون شيقل. وشاركها في التمويل، آنذاك، شركة تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس.

ومنذ عدة سنوات بات تنظيم مسيرة الأعلام في عاتق جمعيّة "عام كلبيا" المتطرّفة، التي يرأسها الحاخام حاييم دروكمان، وهو الأب الروحي للمستوطنين وأحزاب "الصهيونية الدينية" التي يعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أبرز رموزها في الكنيست وحكومة الاحتلال.