28-يناير-2024
فيليب لازاريني: الفلسطينيون في غزة لم يكونوا بحاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي - getty

فيليب لازاريني: الفلسطينيون في غزة لم يكونوا بحاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي - getty

الترا فلسطين | فريق التحرير

بعد قرار 9 دول تعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قال المفوّض العام فيليب لازاريني، إنّ قرار تعليق التمويل "صادم"، ويهدد العمل الإنساني خاصّة في قطاع غزة، ودعا الدول التي علقت التمويل لإعادة النظر في قراراتها.

9 دول تعلّق تمويل أونروا على خلفيّة مزاعم إسرائيلية، والمفوّض العام فيليب لازاريني يقول إن ذلك يهدد العمل الإنساني خاصّة في قطاع غزة

وقال فيليب لازاريني في بيان مساء السبت، إنّ الفلسطينيين في قطاع غزة لم يكونوا في حاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي. وأشار إلى أنّ المساعدات المنقذة للحياة التي تقدّمها الوكالة الأممية على وشك النفاد بعد قرارات تعليق التمويل.

أمّا المتحدث السابق باسم "أونروا" كريس غانيس فقال إنّ الأونروا تواجه تهديدًا وجوديًا، وهي وكالة يجب أن تبقى.

وقررت 9 دول آخرها ألمانيا تعليق تمويلها لوكالة "أونروا" بعد مزاعم إسرائيليّة عن أنّ عددًا من الموظفين في غزة شاركوا في هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته كتائب القسام على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة.

وقالت الخارجية الألمانية إنّها ستعلّق مؤقتًا بالتنسيق مع الدول المانحة، أي تمويل جديد للأونروا في غزة حتى انتهاء التحقيقات.

أطفال بين خيام النازحين في رفح جنوب قطاع غزة - Abed Zagout/ Getty Images
أطفال بين خيام النازحين في رفح جنوب قطاع غزة - Abed Zagout/ Getty Images

ويوم أمس الجمعة، أعلن مفوَّض الوكالة فصل موظفين في "أونروا" وفتح تحقيق فوري، بعد أن قدّمت "إسرائيل" مزاعم حول مشاركتهم في هجمات السابع من أكتوبر.

وسارعت كذلك الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وإيطاليا، وفنلندا، وهولندا، وأستراليا، واسكتلندا، إلى تعليق تمويلها للوكالة الأممية استجابة للمزاعم الإسرائيلية، رغم ما يتعرّض له سكان قطاع غزة، وحاجتهم الماسّة للمساعدات بهدف البقاء على قيد الحياة مع استمرار الحرب والنزوح.

وقالت الحكومة الأسكتلندية إنه ليس لديها أي خطط لتقديم المزيد من الدعم للأونروا في هذه المرحلة.

وقال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني السابق، إنّ انضمام بريطانيا إلى دول أخرى في تعليق تمويل أونروا عقاب جماعي. وأضاف أن على حكومة بريطانيا الخجل من انحطاطها الأخلاقي تجاه الفلسطينيين.

وأوضح لازاريني أنّه لأمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادّعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين، خاصة بالنظر إلى الإجراء الفوري الذي اتخذته الأونروا والمتمثل في إنهاء عقودهم، والطلب بإجراء تحقيق مستقل وشفاف. وقد تم بالفعل النظر في هذه المسألة الخطيرة للغاية من قبل مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، وهو أعلى سلطة تحقيق في منظومة الأمم المتحدة.

أكثر من مليوني شخص يعتمدون على أونروا من أجل البقاء على قيد الحياة في قطاع غزة 

وأشار إلى أن الأونروا هي الوكالة الإنسانية الرئيسة في غزة، ويعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة. ويشعر الكثيرون بالجوع في الوقت الذي تدق فيه عقارب الساعة نحو مجاعة تلوح في الأفق. وتعمل الوكالة على إدارة ملاجئ لأكثر من مليون شخص وتعمل على توفير الغذاء والرعاية الصحية الأولية حتى في ذروة الأعمال العدائية.

ولفت مفوّض عام الأونروا إلى أنّ محكمة العدل الدولية أمرت في حكمها الصادر الجمعة، بأنه "يجب على إسرائيل اتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية لمعالجة ظروف الحياة المعاكسة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، وأن هذه التدابير تهدف إلى منع إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بحقوق الفلسطينيين. وقال إن "الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، وخاصة الأونروا باعتبارها أكبر جهة فاعلة إنسانية في غزة".

الأونروا: ما يزال حوالي 3 آلاف موظف من أصل 13 ألفًا في غزة يذهبون إلى العمل، ويعملون على منح مجتمعاتهم شريان حياة يمكن أن ينهار في أي وقت الآن بسبب نقص التمويل

ونوّه فيليب لازاريني في بيانه إلى أنّ الأونروا تشارك قائمة كافة موظفيها مع الدول المضيفة كل عام، وذلك يشمل "إسرائيل" غير أنّها لم تتلق مطلقًا أي ملاحظات بشأن موظفين محددين. وقال إنّه "سيكون من غير المسؤول للغاية فرض عقوبات على وكالة وعلى مجتمع بأكمله تخدمه، بسبب مزاعم ضد بعض الأفراد، خاصة في وقت الحرب والنزوح والأزمات السياسية في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ وزير الخارجية الأيرلندي قال إنه لا نية لبلاده بتعليق تمويل عمل الأونروا الحيوي في غزة، فيما قال وزير خارجية النرويج إنهم مستمرون في دعم الشعب الفلسطيني من خلال الأونروا.