وجّهت قيادة حركة حماس رسالة لأهالي غزة، في اليوم الـ231 من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة، قالت فيها إنّ الكون كلّه يعجز عن الوصول للثبات والصمود الذي وصله أهالي القطاع، كما أنّ حماس وكتائبها ومقاومتها عاجزة عن الوفاء للصبر والتضحيات، وأشارت إلى أنّها تعمل في كل الاتجاهات والساحات مع الفصائل الأخرى، لتصويب المسارات، وتدارك الزلات والأخطاء.
قيادة حركة حماس: نجتهد في لجان الطوارئ لتصويب مسارات العمل الحكومي والإغاثي والإنساني والأمني والاقتصادي فأصبنا وأخطأنا، وسنبقى نحاول
وجاء في الرسالة التي اطّلع عليها الترا فلسطين أنّ معركة طوفان الأقصى جاءت في لحظة تاريخيّة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، إذ قررت قيادة المقاومة في غزة من وسط الحصار ممارسة حقها بمقاومة الاحتلال بالرد الطبيعي على جرائمه. وأنّ هذه الرسالة تأتي من وسط المعركة، وفخرًا واعتزازًا وإكرامًا لكم، لأنكم "تحملتم ما عجزت عنه أمم من قبلكم عن تحمله"، وعلّمتم "العالم كله معاني الصبر والصمود وحب الأوطان والتضحية لأجل كرامة وعزة وطنكم، رغم التخاذل والصمت وتركنا وحدنا نواجه هذه الحرب الشعواء".
وخاطبت الرسالة أهالي قطاع غزة بالقول: "لقد كتبتم يا شعبنا وأهلنا بدمائكم ما عجز كل المؤرخين عن كتابته، وكل الحكماء عن قوله، وكل السير عن ذكره وكل الكتّاب عن حصره، وكل الدواوين عن تدوين شعره، فأبليتم بلاءً حسنًا وأسأتم وجه عدوكم وصنعتم بمعركة طوفان الأقصى المباركة مجدًا عز مثيله وقل نظيره؛ فكنتم مدرسة فريدة -شعبًا ومقاومة- تدرّس للأجيال جيلًا بعد جيل؛ لذا فإن كل الآلام ستصبح آمالا تتحقق واحدة تلو الأخرى مع هذه الأيام الصعاب التي أجمع العدو فيها قوته وبطشه ليستأصلنا من أرضنا ويحرق الأخضر واليابس فينا ومن حولنا لعله بذلك يحقق مراده وأحلامه هو وداعموه في بلادنا".
ومضت قيادة حركة حماس في رسالتها لأهالي غزة، بالقول: "نحن عاجزون أمامكم وأمام تضحياتكم وأمام دعمكم وإسنادكم، واحتضانكم لمقاومتنا، فنحن خرجنا من رحم معاناتكم وآلامكم وعذاباتكم وتضحياتكم، قاتلنا بكل شرف وبسالة، وكنا نرى النصر يكتب على أيديكم، كيف لا ونحن خرجنا من كل مخيم وحارة وبيت وشارع وزقاق كنا نراكم تتنافسون على من يقدم لهذا البلد أكثر".
قيادة حماس: نعمل في كل الاتجاهات مع بقيّة الفصائل، لتصويب المسارات وتدارك الزلات والأخطاء التي وقعت وتقع بفعل حرب الإبادة، والاستهداف الممنهج لكل خطوة لتحسين الواقع
وأضافت أنها تعمل في كل الاتجاهات والساحات مع بقيّة الفصائل، وتصوِّب المسارات لتدارك الزلات والأخطاء التي وقعت وتقع بفعل حرب الإبادة الجماعية، والاستهداف الممنهج لكل خطوة تهدف لتحسين الواقع وبناء حاضنة تسند المقاتلين. وأشارت إلى أنها تجتهد في لجان الطوارئ لتصويب مسارات العمل الحكومي والإغاثي والإنساني والأمني والاقتصادي، وتصيب وتخطئ، وستبقى تحاول.
ومضت الرسالة مخاطبة فتيات ونساء غزة، بالقول إنّهن "عنوان المرحلة" و"عنوان النصر"، ونعلم كمّ الألم الوجع الذي لاقيتموه، والفقد الذي ضاقت به الصدور.
وفي ختام الرسالة، خاطبت قيادة حركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي بالقول: "هل تستطيعون البقاء لحظة في مواقع احتلالكم أو مواصلة عملياتكم البرية بأمان؟ هل تستطيعون بناء تحصينات تحميكم من مقاومتنا أو تعيشون لحظة أمان في بلادنا؟!".