قال مساعد مدير التوجيه المعنوي في القوات العسكرية لجماعة أنصار الله "الحوثي"، عابد الثور، في حديث مع الترا فلسطين، إن الجماعة تستعد لتوجيه "ضربة غير مسبوقة" للاحتلال الإسرائيلي، ردًا على استهداف الاحتلال محافظة الحديدة شمال غرب اليمن، التي استُشهد على إثرها ثلاثة يمنيين، وأصيب أكثر من 80 آخرين.
عابد الثور: سيسحق الرد اليمني القدرات العسكرية الإسرائيلية بعد أن تحترق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتصبح مناطق الاحتلال بلا كهرباء
وأضاف عابد الثور، أن "حجم الرد اليمني خلال الساعات القادمة سيكون أكبر من حجم العدوان الإسرائيلي، وسيكون أكثر رعبًا، لأننا كنا نتوقع هذا الرد الإسرائيلي منذ زمن، إلا أنه تأخر لأن الاحتلال لم يجرؤ طوال الأشهر التسعة الماضية أن يردّ على ضرباتنا".
وقال: "سيسحق الرد اليمني القدرات العسكرية الإسرائيلية بعد أن تحترق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتصبح مناطق الاحتلال بلا كهرباء".
وكانت جماعة الحوثي قد استهدفت فجر يوم الجمعة الماضي مدينة تل أبيب، بطائرة مسيّرة تحمل اسم "يافا"، ما أدى لمقتل إسرائيلي، وإصابة 8 آخرين، وذلك بعد أن اقتحمت المسيّرة أنظمة الكشف والرصد التابعة للجيش الإسرائيلي، فيما ردت إسرائيل عبر استهداف ميناء الحديدة. كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أنه لا يوجد مكان لن تستطيع يد إسرائيل الوصول إليه".
وأصبح ملف اليمن في الأشهر الأخيرة بوابة لإدارة التوترات الإقليمية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، سواءً من قبل الحوثيين، الميليشيا المقربة من إيران والتي تتعرض لانتقادات واسعة على المستوى الحقوقي، وتسيطر فعليًا على اليمن بقوة السلاح، أو من قبل دولة الاحتلال التي تتعامل مع الملف لإدارة أي تهديد محتمل من إيران، خصوصًا بعد التحركات العسكرية للحوثيين التي أثرت على حركة التنقل البحري عالميًا.
واعتبر القائد في جماعة الحوثي، أن استهدافهم تل أبيب عبر الطائرة المسيّرة "يافا" حمل رسالة مهمة للاحتلال "أننا نمتلك أسلحة محلية تستطيع اختراق التحصينات الإسرائيلية والمصرية والسعودية والأردنية، وصولًا إلى عمق تل أبيب".
وفي سياق الرسائل الإقليمية للهجوم، انتقد عابد الثور ما سمّاه "التواطؤ العربي" في العدوان على اليمن، حيث أنهم متأكدون من الدور السعودي المساند للاحتلال. قائلًا: "نعلم أن السعودية شاركت في العدوان، ونتوقع أن مصر والأردن دعموا الاحتلال في السماح له باستخدام المجال الجوي للتحرك فيه واستهداف اليمن، ولكننا سبق وأن حذرنا أي دولة تقدم تسهيلات للعدو، بأننا سنتعامل معها كدولة معادية، ولن نتردد في توجيه ضربة لها، ونتوقع دخول السعودية كطرف جديد في المعركة".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري قال في مؤتمر صحفي إن "الهجوم الإسرائيلي استهدف ميناء الحديدة لأنه كان معبر نقل الأسلحة والذخيرة من إيران إلى الحوثيين"، لكن عابد الثور يردّ قائلًا: "منذ عام 2015 نواجه حصارًا أميركيًا وإسرائيليًا وسعوديًا، ولم يدخل لنا قطعة سلاح واحدة طوال الفترة الماضية، والآن اكتفينا ذاتيًا من السلاح، وصرنا في صفّ الدول المتحدية للاحتلال، ولن ندخل المواجهة إلا لأننا نملك القدرة الكافية للرد على أي اعتداء أميركي أو إسرائيلي".
ولفت عابد الثور إلى امتلاكهم بنك أهداف للاحتلال "رُصد بالتعاون مع أطراف في فلسطين ولبنان والعراق، وسيكون الرد بناءً عليها بشكل مزلزل، لا سيما وأن الاحتلال استهدف مناطق مدنية وفق القانون الدولي، بغطاء دولي، ولذا على المجتمع الدولي أن لا يتوقع منا أن نشكو له سلوك الاحتلال" حسب قوله.
وأكد القيادي الحوثي على ما أعلنته الجماعة سابقًا بأن "يافا - تل أبيب" لم تعد منطقة آمنة وكلّ ما فيها من مناطق للأعمال العسكرية الحيوية التي لا تستطيع إسرائيل العيش بدونها، ستكون كلّها في دائرة الاستهداف.
أشار عابد الثور إلى أنهم يمتلكون "أسلحة نوعية وقوية ومؤثرة، من شأنها اختراق تحصينات الاحتلال، واختيار الأهداف الحسّاسة التي لا يمكن تعويضها بعد الاستهداف"
وأشار عابد الثور إلى أنهم يمتلكون "أسلحة نوعية وقوية ومؤثرة، من شأنها اختراق تحصينات الاحتلال، واختيار الأهداف الحسّاسة التي لا يمكن تعويضها بعد الاستهداف، وضرب مفاصل الاحتلال الاقتصادية المتمثلة في الموانئ، ومحطات الطاقة الكهربائية، والمختبرات الكيميائية".
وختم الثور بالقول إنهم يدركون أن "القواعد الأميركية في المنطقة كلها تحت التصرف الإسرائيلي، لكن خيار المواجهة هو المطروح على الطاولة حتى لو كان على شكل استهداف القواعد الأميركية".
