كتب معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، مقالًا بعنوان "إسرائيل بعثت برسالة.. قد تكون بداية لمرحلة جديدة وخطيرة في الحرب"، قال فيه إنّ الردّ الإسرائيلي على الغارة التي نفّذتها طائرة يمنيّة مسيّرة، قد يكون بداية لضربات متبادلة تتدحرج إلى حرب أوسع.
عاموس هرئيل: رغم التهديد اليمني، إلّا أن الخطورة تكمن بشكل خاص في إطلاق طائرات بدون طيار قصيرة ومتوسطة المدى من الحدود اللبنانية إلى منطقة الجليل. وتدرك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن فرص ردع الحوثيين عن شنّ مزيد من الهجمات، ليست عالية
وجاء في مقال هرئيل المنشور في "هآرتس" أنه و"بعد تسعة أشهر ونصف، انتقلت الحرب خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى مرحلة جديدة وربما أكثر خطورة؛ ضربت طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون من اليمن، تل أبيب وقتلت إسرائيليًا، وبعد يوم تقريبًا، هاجمت أكثر من 20 طائرة إسرائيليّة مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، ما ألحق أضرارًا جسيمة بما قال إنها "مستودعات أسلحة" ومحطة توليد الكهرباء، ومصفاة نفط. وقال إنّها المرّة الأولى التي تهاجم فيها "إسرائيل" في اليمن، بعد أن كانت تترك الرد على هجمات الحوثيين السابقة للولايات المتحدة والتحالف الدولي بقيادتها.
واعتبر كاتب المقال أنّ نجاح الهجوم على مسافة نحو 1700 كيلومتر يبعث برسالة إلى المنطقة وخاصة إلى إيران التي تسلِّح وتمول جماعة أنصار الله (الحوثي) في اليمن، بشأن القدرات الهجومية بعيدة المدى لسلاح الجو الإسرائيلي، وقال إنّ الحوثيين سينفذون محاولات رد لاستهداف مواقع حيوية إسرائيلية، وتبادل الضربات قد يزيد خطر اندلاع حرب متعددة الجبهات.
استهداف تل أبيب بمسيّرة حدث مفاجئ
ولفت معلّق الشؤون العسكرية في مقاله بهآرتس إلى أنّ إطلاق طائرة دون طيار من اليمن يوم الجمعة، حدث بشكل مفاجئ، ولم يكن هناك تحذير استخباراتيّ مسبق، ويبدو أن الاستعداد الدفاعي الإسرائيلي كان محدودًا أيضًا، وقد حدث خطأ بشري خطير في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، حيث رصدت الطائرة بدون طيار عندما بدأت تتحرك شرقًا من البحر الأبيض المتوسط باتجاه تل أبيب، ولم يتم تصنيفها كهدف جوي معادٍ يتطلّب اعتراضه، وقد وقع الانفجار قرب مبنى السفارة الأميركية، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي، وإصابة 8 آخرين، ولم يتم إطلاق أي إنذار، ولا تزال القوات الجوية الإسرائيلية تحقق في ملابسات ما جرى.
وأشار هرئيل إلى أن الحوثيين ربما قللوا وزن المادة المتفجّرة في الطائرة المسيّرة لتقليل وزنها، بما يسمح بمضاعفة المسافة التي تقطعها.
وبعد الظهر في اليوم نفسه، عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يؤآف غالانت، سلسلة مشاورات أمنية، وفي نهايتها تمت الموافقة على الإجراء ضدّ اليمن، وذلك خلال جلسة المجلس الوزاري السياسي الأمني (الكابينت) في اجتماع غير عادي.
بحسب مقال "هآرتس" فإنّ "الغارات" الإسرائيلية على اليمن جرى تنسيقها مع الإدارة الأميركية، وقد سبقها استعدادات مطوّلة من قبل القوات الجوية (الإسرائيلية) التي كانت تجري استعدادات لاحتمال اضطرارها لشن غارات في اليمن، منذ بدأ الحوثيون إطلاق طائرات دون طيّار وصواريخ باليستية على "إسرائيل" بداية الحرب.
وشاركت في الهجوم الإسرائيلي على اليمن أكثر من 20 طائرة مقاتلة من طراز "إف 35" و"إف 15" وطائرات استطلاع وطائرات التزويد بالوقود. ووفقًا للصحيفة فإن قصف ميناء الحديدة جاء للرد على كل الهجمات التي استهدفت "إسرائيل" من اليمن، وليس فقط ردًا على إطلاق طائرة دون طيار على تل أبيب، وتسببت في إصابة قاتلة.
العدوان على اليمن وتعزيز الردع الإسرائيلي
وعن إمكانية تأثير العدوان على اليمن فيما يتعلق بتعزيز الردع الإسرائيلي، رأت "هآرتس" أن من المتوقع في "إسرائيل" أن يرد الحوثيون على الهجوم في الحديدة بمحاولات إطلاق صواريخ وطائرات دون طيار على جنوب إسرائيل، وربما مرة أخرى على تل أبيب.
وأضافت أن التهديد المتزايد من اليمن يتطلّب المزيد من التغييرات والتحسينات في المنطقة، وبناء تشكيلات لاعتراض الطائرات بدون طيار، إذ أنه حتى يومنا هذا، يتم تصوير هذا التهديد على أنه نقطة ضعف القوات الجوية الإسرائيلية في الحرب.
ورغم التهديد اليمني، إلّا أن كاتب المقال في "هآرتس" يرى أنّ الخطورة تكمن بشكل خاص في إطلاق طائرات بدون طيار قصيرة ومتوسطة المدى من الحدود اللبنانية إلى منطقة الجليل، وتدرك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية جيّدًا أن فرص ردع الحوثيين عن شنّ مزيد من الهجمات، ليست عالية.