24-نوفمبر-2023
مقاومون من كتائب عز الدين القسام. 30 يونيو 2023. تصوير سعيد الخطيب

مقاومون من كتائب عز الدين القسام. 30 يونيو 2023. تصوير سعيد الخطيب

الترا فلسطين | فريق التحرير 

كشف رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس بالخارج، علي بركة، المقيم في لبنان، خلال حديث مع لـ الترا فلسطين، جزءًا من كواليس المفاوضات غير المباشرة التي كانت بين حماس والاحتلال الإسرائيلي فيما يخص اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، الذي أعلنت تفاصيله الخارجية القطرية أمس الخميس، بعد جهود من الأخيرة ومصر والولايات المتحدة الأمريكية. 

وقال علي بركة إن المفاوض الإسرائيلي طرح هدنة لـ 24 ساعة من أجل إتمام صفقة تبادل، فيما كانت حركة حماس قد طرحت هدنة لخمسة أيام تشمل تفاصيل إدخال مساعدات للقطاع، وإجراء صفقة تبادل إنسانية.

علي بركة: بجعبة المقاومة مفاجآت لم تظهر كلّها على سطح المعركة حتى الآن، وهي مستعدة للقتال لفترات طويلة.

دفع هذا الولايات المتحدة إلى التدخل في الوساطة، وطرح هدنة لثلاثة أيام، أعقبه تدخل الوسطاء الآخرين في الصفقة، الذي أفضى لهدنة مدّتها أربعة أيام قابلة للتمديد، وهذا ما يعتبر وفق علي بركة نصرًا للحركة بعد رضوخ المفاوض الإسرائيلي للشروط. 

كما رفضت الحركة، بحسب علي بركة، شروط الاحتلال باستثناء الأسرى الفلسطينيين وفق التقسيمات الجغرافية، وتعاملت معهم بشمولية دون تفريق بين أسرى القدس والضفّة والداخل المحتل، ومبدأ أسير إسرائيلي مقابل ثلاثة فلسطينيين، كما استطاعت أن تصل في الهدنة إلى اتفاق يقضي بإدخال 200 شاحنة من المساعدات الطّبية والغذائية، وأربع شاحنات كانت ترفض "إسرائيل" سابقًا الموافقة عليها، وهي شاحنات الوقود والغاز الطبيعي. 

ويسعى الوسطاء إلى تمديد الهدنة لأكثر من فترتها المحددة، لإجراء صفقة تبادل أسرى أخرى. وعن موقف حماس من هذه الجهود، أجاب علي بركة: "كان جوابنا واضحًا من البداية ألّا مانع لدينا تجاه صفقة شاملة نخرج فيها كل ما لدينا من أسرى الاحتلال، مقابل تبييض السجون من المعتقلين الفلسطينيين كافّة، وإن كان الاحتلال يرفض هذا المقترح ويريد استمرار العدوان، فنحن مستعدون للدفاع عن شعبنا". 

وأكد علي بركة على أن ما بجعبة المقاومة من مفاجآت لم تظهر كلّها على سطح المعركة حتى الآن، وهي مستعدة للقتال لفترات طويلة، إذ أن المقاومة، وفق تعبيره، تواجه جيشًا دون المستوى المطلوب للقتال، حيث يقاتل أفراد المقاومة من مسافة صفر فيما يقاتل جيش الاحتلال من داخل الدبابات. 

وعن سؤال الترا فلسطين حول جبهة لبنان وتدخّل حزب الله في المعركة، أوضح علي بركة أن جبهة جنوب لبنان مرتبطة بالتصعيد في غزّة، أي في حال استمرت الهدنة بالقطاع ستكون جبهة لبنان هادئة، وحال عودة العدوان على غزة ستستمر جبهة لبنان بالقصف وإدخال أسلحة وصواريخ جديدة في المعركة. 

وأثنى علي بركة على موقف حزب الله والشعب اللبناني في المعركة، ووصفه بالمتقدم عن موقف الدول العربية الأخرى، قائلًا: "جبهة لبنان الوحيدة التي قدّمت شهداء من خارج فلسطين حيث ارتقى من حزب الله قرابة 80 شهيدًا، وهم يدفعون ثمن نصرة غزة"، مضيفًا أن من يقدم لهم الشهداء والدماء ليس كمن يقدّم المال، ومن يقدم المال ليس كمن يقدّم المظاهرات المؤيدة لغزة، ومن يخرج في المظاهرات ليس كمن يرسل الأكفان كمساعدات للقطاع.

ووفق تقديرات حماس، فإن استهداف كتائب القسام 335 آلية للاحتلال الإسرائيلي، يعني مقتل قرابة 700 جندي، وأن ما يقوم به حزب الله في جبهة الجنوب لا يعني أنه يمارس مشاغلة ميدانية، بقدر ما هي حرب استنزاف لجيش الاحتلال الذي قتل منه قرابة 130 إسرائيليًا، عدا عن تحريك ثلث الجيش الإسرائيلي نحو منطقة الجليل الأعلى، الذي من شأنه أن يخفف الضغط عن قطاع غزة، كما يقول بركة.