02-يوليو-2018

نشرت منظمة ائتلاف نساء من أجل السلام الحقوقيّة الإسرائيلية، تقريرًا بعنوان "مسيرة العودة: مختبر وصالة عرض للصناعات العسكرية الإسرائيلية"، أشارت فيه إلى طريقة التعاطي الإسرائيلي مع مسيرات غزة، باعتبارها فرصة لتطوير وسائل حديثة لقمع الاحتجاجات وتسويقها للعالم.

   تقرير لمنظمة حقوقيّة إسرائيلية يسلّط الضوء على جزئية في التعاطي الإسرائيلي مع مسيرات غزة، باعتبارها ميدان لتجربة وسائل القمع المصنّعة إسرائيليًا  

"غزة تحوّلت لصالة عرض للجدران الذكية التابعة للشركة.. الزبائن يثمّنون المنتجات التي تم اختبارها مؤخرًا"، جاءت هذه الكلمات على لسان "ساعر كورش" المدير التنفيذي السابق لشركة "مغال" التي أنتجت جزءًا كبيرًا من الجدار الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة.

أقوال "كورش" التي اقتبسها تقرير المنظمة الحقوقية، أطلقها خلال مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبيرغ في 11 نيسان/ ابريل، أي قبل أسبوعين من انطلاق المسيرات بجوار الجدار.

ويستعرض التقرير الابتكارات الإسرائيلية الجديدة التي حاولت الشركات الإسرائيلية منذ انطلاق مسيرات العودة التربّح منها، والابتكار الأول هو "بحر الدموع" وهي طائرة مُسيّرة قادرة على نشر غاز مُسيل للدموع على المتظاهرين، وهذه الطائرة أنتجتها شركة Da Jiang Innovations الصينية وشركة اكتونكس الإسرائيلية، وتمت تجربتها لأول مرة عبر "حرس الحدود" الإسرائيلي بعد استبدال الكاميرا الأصلية بكاميرا إسرائيلية صنّعتها شركة "اكتونكس".

يقول مصنّعوا هذه الطائرة إنّها تقلّص الخطر على الجنود الذي يقمعون التظاهرات إلى الصفر، وبإمكانها الوصول إلى أي مكان من الاحتجاجات، الأمر الذي يجعلها "محل تقدير الزبائن المحتملين".

   بعد انطلاق المسيرات بغزة، اشترت إدارة تطوير الوسائل القتالية في جيش الاحتلال المئات من هذه الطائرات المسيرة

ووفقًا لتقرير "نساء من أجل السلام" فإنّ المرة الأولى التي استخدمت فيها الطائرات المسيرة الخفيفة في قمع وتفريق التظاهرات كان من قبل بلدية الاحتلال في القدس، لمنع الفلسطينين من رشق القطار الخفيف بالحجارة أثناء الاحتجاجات على حرق وقتل الطفل محمد أبو خضر عام 2014.

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ صناعة السلاح في إسرائيل.. 3 مراحل و3 أهداف

الابتكار الآخر الذي يتحدّث عنه التقرير هو طائرة شكولاتة المسيّرة، التي تقذف المتظاهرين بمياه عادمة كريهة الرائحة وتسبب الغثيان. صحيفة "كالكيست" الاقتصادية أشارت إلى أن هذه الطائرة من إنتاج شركة "ايروتكس" الإسرائيلية، وقد ابتاعت منها كرواتيا بقيمة 4.87 مليون دولار بعد استخدامها في غزة.

ويشير التقرير إلى أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة خلال العقد الماضي كانت "مربحة" بشكل كبير بالنسبة للشركات الخاصة والحكومية في إسرائيل، من خلال اعتبار ساحة غزة بمثابة مختبر للأسلحة والتكنولوجيات الحديثة، لتسويقها بعد ذلك، ومن بين الأمثلة التي تُضرب في هذا السياق، عدوان "الجرف الصامد" عام 2014، حيث اختبر الاحتلال طائرات "هرميس" المسيّرة، والقبة الحديدية، وقذائف "Hatzav".

ويكشف التقرير أن ممثل دولة أجنبية وصل "إسرائيل" في حزيران/ يونيو لاختبار الطائرات المسيرة التي تم استخدامها في قمع المسيرات باستهداف المحتجين بإطلاق النار عليهم أو تنفيذ هجمات أخرى مثل حرق مستودع إطارات كان يخطط الناشطون لحرقها بهدف التشويش على القناصة.

ووفقًا للتقرير فإن وسائل الإعلام العبرية ركزت على الاستعدادت التي سبقت قمع مسيرات العودة، والتي جرى خلالها ابتكار واختبار استراتيجيات حديثة لتشتيت حشود المتظاهرين والسيطرة عليها، متوقعة بأن يقوم الخبراء الإسرائيليون بتنظيم تدريبات لدول أجنبية على هذه التقنيات.

ويلفت التقرير الانتباه إلى فعالية أجريت في 14 أيار/ مايو والتي تزامنت مع القمع العنيف لمسيرات النكبة في غزة، حيث استضافت مجلة Israel Defense، في تل ابيب، مؤتمرًا تحت عنوان: "النار: المناورة والاستخبارات في بئية معقدة"، شارك فيها حوالي ألف ضابط وممثلين عن الصناعات العكسرية وشخصيات أجنبية.

المتحدثون الرئيسيون كان من بينهم يوآف غالانات وهو قائد لواء الجنوب السابق، ورئيس أركان جيش الاحتلال السابق موشيه يعلون، واللواء كوبي بارك، قائد سلاح اليابسة، وأقيمت الفعالية برعاية شركة ألبيت وشركات تصنيع عسكرية أخرى، تخللها تغطيات عن التطورات بغزة.

ويعلّق التقرير على ذلك بالقول إنه وفي الوقت الذي كان يدفن الفلسطينون قتلاهم، واصلت الصناعات العسكرية الإسرائيلية عملها كالمعتاد، وعملت على تسويق منتجاتها بعنف، ووقّعت اتفاقيات جديدة.


اقرأ/ي أيضًا:

كيف طوّرت إسرائيل صناعة السلاح؟ كتاب يُجيب

ماذا تعرف عن أكشاك التجميل الإسرائيلية؟

عن صرفند الصغرى وجنود "أنزاك" وبندقيّة العنكوش