"في انتخابات نيسان/ ابريل، انتخبنا الليكود، لكن في انتخابات الكنيست الأخيرة، صوّتنا، وأقنعنا عائلاتنا بالتصويت لحزب أزرق أبيض"، بهذه الكلمات تلخّص الناشطة الإسرائيلية في الشأن الاجتماعي، من أصل أثيوبيّ؛ ياميكر ترفيه، وزمليها كسهون شيفورهو، السلوك الانتخابيّ في معاقبة الحزب الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو.
الناشطان من أصل أثيوبي أوضحا للتلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان" أنهما من الداعمين لحزب "الليكود"، لكن في انتخابات الكنيست الأخيرة (17 أيلول/ سبتمبر) قررا مثل الكثير من الاثيوبين تغيير توجّهاتهم.
سببان ساهما في عزوف الناخبين الإسرائيليين من أصل أثيوبيّ عن التصويت لحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو
وتشير القناة العبرية إلى أنّ الشعور السائد لدى الأثيوبين بأنهم يتعرّضون لتمييز على أساس عرقيّ في "إسرائيل"، وهو ليس بالأمر الجديد، لكن المدة الفاصلة بين جولتي الانتخابات في الأشهر الماضية، شهدت تعاظمًا في اليأس، انطلاقًا من تلك اللحظة التي أطلق فيها شرطي إسرائيليّ النار على الفتى الأثيوبي "سلومون تيكا" في شهر تموز/ يوليو المنصرم، فأرداه قتيلًا، ما دفع آلاف الأثيوبيين الغاضبين للخروج إلى الشوارع. وفي ذروة تلك الاحتجاجات العاصفة أدرك الشبان من أصل أثيوبيّ أنهم لوحدهم في المعركة.
في حينه، خاطب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأثيوبيين قائلًا: "توقفوا عن إغلاق الشوارع. نحن دولة ديمقراطية، ولن نتحمّل إغلاق الطرق الرئيسة؛ أطلب منكم أن نحل المشاكل معًا بالتوازي مع احترام القانون"، وهو ما عدّوه إهانة لهم، وبمثابة "صبّ للزيت فوق النار المشتعلة في صدورهم".
يقول الناشط الاجتماعي الأثيوبي الأصل، كسهون شيفورهو، للقناة العبرية، إن تعقيب نتنياهو في شهر تموز/ يوليو تضمّن شجبًا واستنكارًا لاحتجاجات الأثيوبيين بدل أن يستنكر قتل الفتى الأثيوبي، مضيفًا أنّ نتنياهو استنكر لجوءنا للاحتجاج بدل أن يشجب ما وقع بحقّنا، وكان ذلك صفعة على الوجه، أيقظت الجمهور، لينتخب "أزرق - أبيض".
وأجرت "قناة كان" فحصًا لنمط التصويت في أحياء الأثيوبيين لتحديد ملامح سلوكهم الانتخابي في الانتخابات الأخيرة، ومقارنة ذلك بانتخابات نيسان/ ابريل التي أجريت قبل نحو خمسة أشهر. ففي منطقة "رحوڤوت" جنوب تل أبيب كانت حصّة "الليكود" من المصوّتين في انتخابات نيسان/ ابريل تصل 53% مقابل 13% فقط لـ "أزرق - أبيض". لكن الصورة تغيّرت في الانتخابات الأخيرة؛ فارتفعت حصّة "أزرق - أبيض" إلى 28%، بينما لم تزد حصّة "الليكود" عن 42%.
وتكرر هذا السلوك الانتخابي في حيّ "رامات الياهو" في "ريشون لتسيون"، حيث حصد الليكود في الجولة الأولى 53% من الأصوات وتراجع إلى 43% في الجولة الثانية، بينما ارتفع "أزرق - أبيض" من 15% إلى 24%.
الحال ذاته تكرر أيضًا في حيّ "فايتسمان" في "كريات ملاخي" حيث ذهبت نصف الأصوات إلى الليكود في الجولة الأولى، ولم يحصل حزب غانتس على أكثر من 6.5%. لكنّ "أزرق - أبيض" ضاعف حصّته في الانتخابات الأخيرة ليصل 18%، بينما هبط "الليكود" إلى 39%.
السبب الآخر الذي رأت القناة العبرية أنه أسهم في ارتفاع أسهم حزب غانتس، هو أنّ "الليكود" لم يضع على قوائمه الانتخابية اثيوبيين في مواقع مهمّة، وفي المقابل فإن قائمة "أزرق - أبيض" ضمّت مرشحين من أصل أثيوبيّ في مواقع متقدّمة.
وكشف عضو الكنيست من أصل أثيوبي غادي بيركو، الذي وصل الكنيست حديثًا ضمن قائمة "أزرق - أبيض" الانتخابية، أنّ حزبه اتفق مع رجال دين أثيوبيين على حثّ الجمهور للتصويت لحزب غانتس، مقابل التعاطي مع ملف الأثيوبيين بطريقة أفضل، بعد تشكيله الحكومة.
اقرأ/ي أيضًا:
أين نقف من نضال اليهود الأثيوبيين؟
"القسام": الاحتلال لم يُدرج اسم الجندي منغستو في أي مفاوضات