01-مارس-2017

يتأثر السوق المحلي بأسعار الدولار - Getty

يتابع الفلسطينيون بحذرٍ هبوط سعر الدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي، في ظل التعامل بالعملتين داخل فلسطين إلى جانب الدينار الأردني، فيتفاعلون بسخرية أحيانًا، وبقلقٍ أو فرحٍ أحيانًا أخرى، خاصة بالنسبة للفئات التي تتقاضى رواتبها بالدولار، أو التي تتقاضى رواتب بالشيكل، وتدفع أقساطًا شهريةً بالدولار.

ووصل سعر صرف الدولار مقابل الشيكل، مساء الثلاثاء 28 شباط/فبراير، إلى أدنى مستوى له منذ شهر آب/أغسطس 2014، إذ تم صرفه بـ3.64، بعد أن وصل سعر الصرف 3.87 نهاية 2016.

تذبذب سعر الدولار عالميًا قابله ارتفاع سعر الشيكل، لكن إسرائيل تسعى لإضعاف عملتها، ما يعني ارتفاع سعر الدولار مقابل الشيكل مجددًا

ويبين الصحفي محمد عبد الله خبيصة، وهو متخصص في الشأن الاقتصادي، أن ما يحدث نتيجة لارتفاع سعر الشيكل، وأداءٍ متذبذبٍ لسعر الدولار في آن، موضحًا، أن ارتفاع الشيكل جاء نتيجة تحسن مؤشرات الوظائف، وتحسن الصادرات الإسرائيلية في الربع الأخير من عام 2016، إضافةً للاستقرار النسبي الجيوسياسي بالنسبة لإسرائيل.

واستقرت البطالة في إسرائيل خلال كانون ثاني/يناير الماضي عند 4.3%، وهي ذات النسبة المسجلة في كانون أول/ديسمبر السابق عليه، وفق مكتب الإحصاءات الإسرائيلية (حكومي).

وتزامن ارتفاع سعر الشيكل مع انخفاض سعر الدولار عالميًا عن أعلى مستوياته في 14 عامًا التي سجلها نهاية 2016، وهو ما يعزوه الصحفي خبيصة إلى "سياسات ترامب الضبابية"، وتلويحه بتنفيذ السياسات الحمائية على التجارة، التي تعني فرض قيودٍ صارمةٍ على الواردات الخارجية للولايات المتحدة، وتحديداً من الصين والاتحاد الأوروبي.

وأوضح خبيصة لـ"ألترا فلسطين"، أن المخاوف من تنفيذ ترامب هذه السياسات جعل المتعاملين يهربون من صناديق الاستثمار المقومة بالدولار، لصناديق أخرى مثل الذهب، أي أنهم أصبحوا يشترون الذهب بدل الدولار، ما أدى لرفع سعر الذهب مؤخرًا.

وأضاف، أن نهاية عام 2016 شهدت ارتفاع أسعار الدولار لأعلى مستوى في 14 عامًا، وكان من الطبيعي أن يتبع ذلك هبوط سعره، "ارتفاع سعر الدولار دفع إلى الاستثمار بصناديقه، وعندما يصل سعره لسقفٍ محددٍ لا يُتوقع أن يزيد عنه، يبدأ المتعاملون بالدولار ببيعه لجني الأرباح، وبالتالي تقل قيمته وينخفض".

وتحدثت مصادر إسرائيلية عن نية البنك المركزي الإسرائيلي شراء نصف مليار دولار من السوق المحلية، الأمر الذي سيؤدي لوضع حدٍ لارتفاع سعر الشيكل مقابل الدولار، ما يعني معاودة الدولار الارتفاع تدريجيًا حتى شهر أيار/مايو المقبل.

وعلق خبيصة بأن البنك المركزي اشترى بالفعل الأسبوع الماضي 400 مليون دولار، وينوي شراء المزيد، مبينًا، أن الهدف من ذلك إضعاف قيمة الشيكل لزيادة الصادرات قيمة وحجمًا، "عندما تضعف عملتك المحلية يزيد طلب المستوردين على بضائعك أكبر، كما أن المصدرين يبيعون بالدولار ثم يحولونه إلى شيكل، وبالتالي فإن أرباحهم تكون أعلى".

وعلى الصعيد المحلي، رأى خبيصة أن الأشخاص الذين يتلقون رواتبهم بالدولار لن يتأثروا كثيرًا، إذ لن تتجاوز خسائرهم عادة الـ200 شيكل لكل 1000 دولار، مضيفًا، أن التأثير الأكبر سيكون على الاستيراد، إذ سيؤدي ارتفاع سعر الدولار إلى انخفاض أسعار الواردات، "نحن نشتري بالدولار ثم نبيع بالشيكل، وهنا يكون الفرق".

وأشار خبيصة إلى أن انخفاض سعر الدولار يجب أن يرافقه انخفاض في أسعار السلع محليًا، لكن ذلك لا يظهر فورًا، مضيفًا، "نحن نحتاج إلى دورة حياة سوق مدتها ثلاثة أشهر على الأقل، لنشاهد أثر الانخفاض على أسعار الواردات. لكن الفارق يظهر في أسعار المحروقات التي يتم تحديثها شهريًا، وهذا ما يبرر انخفاض سعر المحروقات محليًا بداية هذا الشهر، رغم ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً".

اقرأ/ي أيضًا: 

وثائق | هل نفّذ الأمن إعدامات ميدانية في نابلس؟

فيديو | هكذا تلقت إسرائيل إخفاق جيشها في حرب غزة

في الضفة: رخص سياقة بالواسطة والرشوة