21-يناير-2024
أعمدة الدّخان في مواقع عسكرية إسرائيلية بغلاف غزة إثر معارك كتائب القسام يوم 7 أكتوبر - Gallo Images

أعمدة الدّخان في مواقع عسكرية إسرائيلية بغلاف غزة إثر معارك كتائب القسام يوم 7 أكتوبر - Gallo Images

الترا فلسطين | فريق التحرير

أصدرت حركة حماس في اليوم الـ107 لمعركة طوفان الأقصى، وما تلاه من عدوان إسرائيليّ مستمرّ على قطاع غزة والضفة الغربية، ورقة موقف، تضمّنت توضيحًا لما جرى يوم 7 أكتوبر، ولماذا جرى ما جرى.

أصدرت حماس ورقة "لماذا طوفان الأقصى؟" أوضحت فيها سياقات أوصلت إلى 7 أكتوبر، واعتبرت أن عملية طوفان الأقصى كانت خطوة ضرورية لمواجهة ما يحاك من مخططات إسرائيلية لتصفية قضية فلسطين

والورقة التي أصدرتها حماس، الأحد، في 18 صفحة وباللغتين العربية والإنجليزية، حملت عنوان " هذه روايُتنا ..لماذا طوفا ُن الأقصى؟"، تضمّنت تبيانًا لسياق عمليّة طوفان الأقصى المرتبط بالقضية الفلسطينية، وجاء فيه ردّ على الادّعاءات الإسرائيلية، والمطالبة بتحقيق دولي نزيه.

لماذا معركة طوفان الأقصى؟

أجابت الورقة التي قدّمتها حركة حماس على السؤال أعلاه في 7 نقاط، بدأتها بعرض سياق تاريخي أشار إلى أنّ معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال والاستعمار لم تبدأ يوم 7 أكتوبر، وإنما قبل ذلك بنحو 105 أعوام، 30 منها تحت الاستعمار البريطاني، و75 تحت الاحتلال الإسرائيلي، وتذكير بأن الشعب الفلسطيني كان في 1918 يملك 98.5 في المئة من أرض فلسطين، ويتمتّع بأغلبيّة 92 في المئة من السكّان، قبل أن يبدأ الواقع بالتغيّر على إثر فتح الاستعمار البريطاني الباب على مصراعيه لهجرة اليهود الاستيطانيّة إلى فلسطين، وصولًا إلى نكبة فلسطين عام 48، واحتلال ما تبقى من أرض فلسطين عام 67.

وعرّجت ورقة حركة حماس على الحصار الإسرائيلي الخانق لقطاع غزة منذ 17 عامًا، ما جعل منه أكبر سجن مفتوح في العالم. وبالتوازي مع ذلك تعرّض القطاع لخمس حروب إسرائيلية مُدمّرة، تخللها احتجاج سلمي عام 2018، عُرف بـ "مسيرات العودة" وقد واجهته "إسرائيل" بقتل أكثر من 360 فلسطينيًا، وجرح نحو 20 ألفًا، رُبعهم من الأطفال.

وخلال نحو 20 سنة (منذ عام 2000 وحتى أيلول/ سبتمبر 2023 أي ما قبل السابع من أكتوبر) قتلت "إسرائيل" أكثر من 11 ألف فلسطينيّ غالبيتهم من المدنيين، وجرحت نحو 156 ألفًا آخرين. وقالت الورقة إن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يلتفتوا إلى فظائع الفلسطينيين، وتابعوا تغطية البطش الإسرائيلي، ولم يتباكوا إلّا على الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر، ووفروا لها الذخائر وأدوات القتل والدمار، والغطاء والدعم لقمع الشمع الفلسطيني، ومصادرة أرضه ومقدّساته، وتهجيره، وظلّوا يتعاملون مع إسرائيل -منذ إنشائها- كدولة فوق القانون، سيما وأنّ الأمم المتحدة ومؤسساتها صدّرت أكثر من 900 قرار لصالح الشعب الفلسطيني، إلّا أن إسرائيل رفضت تنفيذ أي منها، وكان الفيتو الأمريكي حاضرًا دائمًا.

ورغم أنّ مؤسسات الأمم المتحدة ولجان التحقيق والمحاكم الدولية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، وثّقت انتهاكات الاحتلال، إلّا أنّ ذلك كلّه مرّ وما يزال يمر دون أي مساءلة أو عقاب، بحسب الورقة التي أشارت إلى ما فعله سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان عام 2021، حين مزّق تقرير مجلس حقوق الإنسان على منصّة الجمعية العامة، وفي وجه ممثلي دول العالم، وقال إن مكانه سلة المهملات.

وتساءلت الورقة الشارحة لعملية طوفان الأقصى، عمّا يتوقع أن يقوم به الشعب الفلسطيني بعد 75 عامًا من الاحتلال والمعاناة، وإفشال أي أمل بالتحرير والعودة، وبعد نتائج قالت إنها كارثية لمسار التسوية السلمية، ومخططات تهويد للمسجد الأقصى، وفي مواجهة ائتلاف يمينيّ أكثر تطرفًا وسعيًا للسيطرة على الضفة، وحسم السيادة على القدس، ولتحرير آلاف الأسرى، وفك حصار قطاع غزة الذي كان يموت موتًا بطيئًا.

كما تساءلت حركة حماس: هل كان المطلوب من الشعب الفلسطيني أن يواصل الانتظار والرّهان على الأمم المتحدة ومؤسساتها العاجزة؟ أم المبادرة للدفاع عن الأرض والحقوق والمقدسات، وهو دفاع كفله القانون الدولي والشرائع والأعراف البشرية.

وخلصت حركة حماس في معرض إجابتها على سؤال: "لماذا معركة طوفان الأقصى؟" إلى أنّ عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023، كانت خطوة ضرورية واستجابة طبيعية لمواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وخطوة طبيعية في إطار التّخلص من الاحتلال واستعادة الحقوق، وإنجاز الاستقلال والحريّة كباقي شعوب العالم.

ردٌ على الأكاذيب الإسرائيلية

في القسم الثاني من ورقة حماس، قدّمت الحركة توضيحات وردودًا على كثير من الاتهامات والمزاعم الإسرائيلية المتعلق بما جرى يوم 7 أكتوبر. أوّلها أن عملية طوفان الأقصى استهدفت المواقع العسكرية الإسرائيلية، وسعت كتائب القسام لأسر جنود بهدف الوصول لتبادل أسرى، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وأضافت أنّ تجنّب استهداف المدنيين، خصوصًا النّساء والأطفال وكبار السن، هو التزام ديني وأخلاقي يتربى عليه أبناؤها، وأشارت إلى أنه ربما يكون حدث بعض الخلل أثناء تنفيذ عملية طوفان الأقصى، بسبب انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بشكل كامل وسريع، وحدوث بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج والمنظومة الفاصل بين قطاع غزة، ومناطق عمليّات كتائب القسام.

وأشارت الحركة إلى أن ما تروجّه إسرائيل من استهداف عناصر القسام لمدنيين إسرائيليين وقتل أطفال واغتصاب نساء هو محض افتراء وكذب، ولم توثّق صحته مصادر مستقلة. كما أن وقوع عدد كبير من القتلى الإسرائيليين المدنيين سببه استهدافهم بطائرات إسرائيلية.

مطالبة بتحقيق دوليّ نزيه

وأشارت الوقة إلى أنّ فلسطين انضمت إلى المحكمة الجنائية الدولية، ووقعت على الانضمام لميثاق روما، وعندما طلبت التحقيق في الجرائم الإسرائيلية على أراضيها، واجهت صلفًا إسرائيليًا ورفضًا للخطوة، بل وسعت سلطات الاحتلال لمعاقبة الفلسطينيين على ذلك.

ودعت حماس في ورقتها، الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وبريطانيا -إذا كانت معنيّة بالعدالة- لدعم مسار المحكمة في التحقيق بالمجازر المرتكبة. وقالت إن سياق أحداث 7 أكتوبر يجب أن توضع في سياقاتها الأوسع، وأنه بمقدار ما كان هناك اضطهاد إسرائيلي، فإن ذلك استجلب ردًا ومقاومة فلسطينية.

حماس للعالم: نحن حركة تحرر

وفي القسم الرابع من ورقة الموقف، حاولت حركة حماس تذكير العالم بها، وقالت إنها حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تنبذ التطرّف وتؤمن بقيم الحق والعدل والحرية وتحريم الظلم.

وأضافت أن صراعها مع المشروع الصهيوني ليس صراعًا مع اليهود بسبب ديانتهم، وإنما تخوض صراعًا مع الصهاينة لاحتلالهم أرض فلسطين والاعتداء على شعبها، ومحاولة الصهاينة فرض الطبيعية اليهودية لإسرائيل بناء على خلفيّات دينية وقومية.

وفي نهاية الورقة التي حملت عنوان "ما هو المطلوب؟" قالت حماس إن الاحتلال هو الاحتلال مهما تغيّر مسمّاه ووصفه وشكله، بصلفه ووحشيّته، وسعيه لكسر إرادة الشعوب واضطهادها. ورأت أن الواجب الإنساني والأخلاقي والقانوني يفرض على دول العالم دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، وحمايتها، وليس التواطؤ لسحقها والقضاء عليها.

ودعت الحركة إلى وقف العدوان الإسرائيلي فورًا على قطاع غزة، العمل على معاقبة الاحتلال، ودعم المقاومة ضد الاحتلال، والتوقف عن توفير الغطاء للكيان الإسرائيلي، ورفض أي مشاريع دولية وإسرائيلية تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزة بما يتناسب مع مشاريع الاحتلال، والسعي لإجبار الاحتلال على الانسحاب، والوقوف في محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، وتفعيل حركات رفض التطبيع، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية.