12-مارس-2023
AAFAR ASHTIYEH/Getty Images

AAFAR ASHTIYEH/Getty Images

الترا فلسطين | فريق التحرير

دعا "مؤتمر وثيقة جنين" الذي عقد السبت قرب مخيم جنين بهدف إصدار وثيقة وطنية تدعو لمواجهة الحكومة الإسرائيلية اليمينية، لتشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة شؤون الفلسطينيين وفق "برنامج تعزيز الصمود والمواجهة"، في الوقت الذي قاطعته حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وحضره ممثل واحد عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

غابت حماس والجهاد الإسلامي رسميًا عن المؤتمر الذي دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، باعتبارها المرجعية القيادية الأولى لكل الشعب الفلسطيني

وقال الناطق باسم المؤتمر فتحي خازم، إن عقد المؤتمر يهدف للخروج بتوصيات ووثيقة إجماع وطني شاملة، مشيرًا إلى أن فكرته انطلقت من الأوضاع الفلسطينية الداخلية والمخاطر التي يتعرّض لها المشروع الوطني.

وأقر ممثلون عن فصائل منظمة التحرير ومؤسسات وشخصية فلسطينية، إطلاق وثيقة وطنية تدعو صناع القرار لدعم المقاومة بكافة أشكالها، كحق مشروع في نضال الشعب الفلسطيني، في االمؤتمر الثاني للسلم الأهلي في جنين، والذي عُقد اليوم تحت عنوان "نحو مواجهة حكومة حسم الصراع، ما العمل؟ ومال المطلوب؟"، وذلك بهدف مواجهة حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

أثناء المؤتمر - صورة وفا
أثناء المؤتمر - صورة وفا 

وقال مسيّر المؤتمر، رمزي فياض لـ "الترا فلسطين" إن المؤتمر هدف لإطلاق وثيقة رسمية وشعبية للضغط على صنّاع القرار في كل الاتجاهات لاتخاذ خطوات وحدوية في مواجهة حكومة الاحتلال اليمينية، مضيفًا أن فصائل منظمة التحرير والجبهة الشعبية وثلاثة من قياديي الجهاد الإسلامي حضروا بشكل شخصي، أما بشكل رسمي فقد قاطعت حماس والجهاد الإسلامي المؤتمر، ونوّه إلى أن القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة حضر المؤتمر ممثلًا عن "مؤسسة الهدف".

وتضمنت بنود "وثيقة مؤتمر جنين" التي حصل عليها "الترا فلسطين"، إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، باعتبارها المرجعية القيادية الأولى لكل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، والدعوة لعقد لقاء الأمناء العامين للفصائل، وتفعيل قيادة وطنية سياسية وميدانية موحدة يقع علي عاتقها صياغة برنامج نضالي موحد، وترسيخ مفهوم الوحدة السياسية والجغرافية والشعبية ورفع شعار الشعب والسلطة والمقاومة في خندق واحد.

بنود وثيقة المؤتمر
بنود وثيقة المؤتمر

ومن بين البنود التي خرج بها المؤتمر، إعلان حاله الاشتباك النضالي والسياسي والقانوني مع المشروع العنصري الصهيوني ونظام التفريغ العنصري في كل الساحات الوطنية والمحافل الدولية والجهات القانونية وحشد كل الطاقات لعزل نظام التفريغ العنصري الصهيوني وهزيمته، والدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج تعزيز الصمود والمواجهة، وإطلاق مبادرة التكافل الاجتماعي والوطني والاقتصادي بين مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني في كل الساحات، والعمل على فضح سياسات الاحتلال، والتأكيد على أن مقاومة المحتل بكافة أشكالها حق مشروع. 

لم يتم التوقيع على الوثيقة من قبل المؤتمرين، ولكن جرى إعلان الموافقة عليها 

وكشف فياض لـ "الترا فلسطين" عن أنه لم يتم التوقيع على الوثيقة من قبل المؤتمرين، ولكن جرى إعلان الموافقة عليها، على أن تُرسل نسخة منها إلى حركتي حماس وفتح.

وقال الأسير السابق ثامر سباعنة، والذي كان من المفترض أن يكون من بين المتحدثين في المؤتمر، إنه التزم بقرار حركة حماس بمقاطعة المؤتمر، بسبب الاعتداء الذي تعرضت له جنازة الشهيد "عبد الفتاح خروشة" وما تبعها من اعتقالات واسعة في نابلس، وتصريحات قال إنها "تحريضية" من جانب حركة فتح.

وأبدى سباعنة خلال حديثه لـ "الترا فلسطين" استغرابه من تجدد التصريحات الهجومية من قبل عضو مركزية حركة فتح عزام الأحمد خلال المؤتمر. لكنّه أكد في نفس الوقت، أن حركة حماس لن تمانع التوقيع على الوثيقة في حال تم الالتزام بالوثيقة التحضيرية، وبأن تتضمن نقاطًا تضمن الحفاظ على المقاومة وحمايتها، وتؤكد على الوحدة الوطنية، وعلى السلم الأهلي.

عمر شحادة: المؤتمر كان خطوة إيجابية جيّدة، ولكنّها غير مكتملة بسبب غياب بعض القوى الأساسية

من جهته، قال القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة لـ"الترا فلسطين"، إنه شارك في المؤتمر كممثل عن مركز دراسات الهدف التابع للجبهة الشعبية، مضيفًا أن المؤتمر كان خطوة إيجابية جيّدة، ولكنّها غير مكتملة بسبب غياب بعض القوى الأساسية مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والذين كان لهما أثر في خلق وصنع أسطورة مخيم جنين.

وعلّق شحادة على غياب حماس والجهاد الإسلامي عن المؤتمر بالقول إن هذا الغياب "كان غير محبب" وأنّه كان يحبّذ حضور الجميع، لشق طريق مناهض للمشاركة الرسمية في مؤتمر العقبة الأخير، واعتبر أن المؤتمر في جنين اليوم كان بمثابة رفض وإدانة للمشاركة في قمة العقبة، وتحذير من المشاركة في قمة شرم الشيخ المقبلة.

ورأى أن بيئة المؤتمر عكست المزاج الشعبي في مدينة جنين ومخيمها، والقائم على رفض الاحتلال والتمسّك بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل الأشكال، والتأكيد على أن هذا هو الخيار الشعبي الفلسطيني لإفساح المجال لأوسع مشاركة شعبية تؤكد على أن درب مخيم جنين ودرب المقاومة هو السبيل لمواجهة الحكومة الإسرائيلية الفاشية.

وفي وقت سابق، قررت حركة الجهاد الإسلامي عدم المشاركة في مؤتمر "وثيقة جنين"، وقال الناطق باسم الحركة، طارق عز الدين لـ "الترا فلسطين"، إن حركته اتخذت قرارًا "بعدم المشاركة لاعتبارات لا يُفضّل ذكرها على الإعلام"، وأنّ حركته "ترى أن الظروف غير مناسبة لطرح قضايا ونقاشات من السّهل على الاحتلال القضاء عليها وتدميرها". 

الجهاد الإسلامي: كل ما يتم نقاشه سبق وطرح في اجتماعات سابقة 

ورأى القيادي في الجهاد الإسلامي أن "أولويات حركته هي مواجهة مجازر الاحتلال، وتعزيز العمل المقاوم وصمود الشعب الفلسطيني، وبعد ذلك كل ما يتم نقاشه سبق وطرح في اجتماعات سابقة.

وحضر المؤتمر عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" توفيق الطيراوي، وعضو مجلس ثوري فتح، وفاء زكارنة، وأمين سر إقليم "فتح" في جنين عطا أبو ارميلة، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، ومنسق الفصائل راغب أبو دياك.

وقال عزام الأحمد: إن "القيادة السياسية هي منظمة التحرير ولا غيرها، وأن السلطة الوطنية هي ولادة قرار من المجلس المركزي، وبرنامجنا الوطني وهو الذي يقرر قراراتنا الوطنية"، مضيفًا "لن نسمح بالتدخل بالقرار الفلسطيني المستقل"، وأن حكومة الاحتلال تهدف لقتل وترحيل الشعب الفلسطيني من الضفة.