15-مايو-2024
دير الغصون

شهداء دير الغصون الأربعة

انتهى عدوان إسرائيلي استهدف اغتيال خلية تابعة لكتائب القسام في بلدة دير الغصون شمال طولكرم، يوم الرابع من أيار/ مايو الجاري، بالإعلان عن استشهاد 5 مقاومين خطف الاحتلال جثامين 4 منهم، فيما عثر على بقايا أشلاء وجثمان بلا رأس، وظلّ "الشهيد الخامس" المفترض مجهول الهوية حتى يوم الثلاثاء (14 أيار/ مايو)، إذ تبيّن أن الشهداء أربعة فقط، وقد اختلطت جثامين اثنين منهم ببعضها البعض، وخطف الاحتلال أجزاءها الباقية.

بعد 10 أيام من معركة دير الغصون، خرجت نتائج فحوص عيّنات DNA التي أخذت من أمهات الشهداء الأربعة، وحددت هوية الأشلاء والجسد مقطوع الرأس، بأنها ليست جثمان شهيد خامس مجهول الهوية، وإنما أشلاء شهيدين اختلطت ببعضها البعض

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت يوم تنفيذ الاغتيال في دير الغصون، أن الارتباط العسكري الإسرائيلي أبلغهم باحتجاز جثامين 4 شهداء هم: تامر فقهاء، وعدنان سمارة، وعلاء شريتح، وآسال بدران.

يومها، عثر مواطنون توافدوا إلى منزل عائلة بدران فور انسحاب جيش الاحتلال منه بعد حصاره وتجريفه وهدمه بالكامل، على جثة أحد الشهداء، وقد كان رأسه مفصولًا عن جسده، ولم يتم تحديد هويته حينها.

وبعد عشرة أيام من معركة دير الغصون، خرجت نتائج فحوص عيّنات DNA التي أخذت من أمهات الشهداء الأربعة، وحددت هوية الأشلاء والجسد مقطوع الرأس، بأنها ليست جثمان شهيد خامس مجهول الهوية، وإنما أشلاء شهيدين اختلطت ببعضها البعض.

يقول عبد شريتح شقيق الشهيد علاء شريتح لـ"الترا فلسطين" إنّ نتائج تحليل عينة الـDNA  التي أخذت من والدته فائدة شريتح قبل أيام، وصلتهم بالفعل، وجرى إبلاغهم رسميًا أن 90 في المئة من الأشلاء الموجودة في مستشفى الشهيد ثابت ثابت بطولكرم هي لشقيقه علاء.

وأضاف شريتح، أنّ الجسد مقطوع الرأس فقد تطابقت العينة التي أخذت منه مع العيّنة التي أخذت من والدة الشهيد تامر فقهاء، ما يعني أن الاحتلال خطف رأس تامر وأشلاء من شقيقه علاء.

ويروي شريتح، بأنه في يوم اغتيال شقيقه علاء، وأثناء العملية العسكرية الإسرائيلية تواصل معه الارتباط الفلسطيني، وأرسل له صورة وصلت إليهم من الاحتلال، تطالبه بالتعرف على جثمان أحد الشهداء إن كان شقيقه أو لا.

وأضاف بأن الصورة كانت لشقيقه علاء، حيث ظهر النصف العلوي من الجسد سليمًا، باستثناء تشوّهات في الرأس، فيما كان النصف الثاني تحت الركام، وأكد لهم حينها بأنه شقيقه علاء.

وتابع أنه وبعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في دير الغصون، خرج من تحت الركام جثمان مقطوع الرأس وأشلاء كثيرة كلها معجونة ببعضها، وقد توجّهوا يومها للمستشفى وكان وضع الجثة صعبًا، ما حال دون معرفة أي شيء منها، وذلك بخلاف الصورة التي وصلته أثناء العملية العسكرية، لذا ظنوا بأن جثمان شقيقه مع الاحتلال وهذه جثة مجهولة الهوية.

هذا الأمر دفع الجهات الرسمية لأخذ عينات من أمهات الشهداء، وكانت المفاجأة بحسب عبد شريتح أن 90 في المئة من الأشلاء هي لشقيقه علاء، والجسد مقطوع الرأس لتامر فقهاء.

واتّهم الشاب عبد شريتح قوات الاحتلال بتعمّد تهشيم جسد شقيقه رغمًا أن جسده كان سليمًا في اللحظات الأولى التي أعقبت استشهاده، وتوقّع أن يكون الجنود قد سحبوا الجثمان بواسطة جرافة ما أدى لتقطيعه لأشلاء، أو أن الآليّات العسكرية دهسته مرارًا حتى صار على هذه الصورة المفتتة، كما قال.

وشيع أهالي طولكرم الثلاثاء، جثمان الشهيد تامر فقهاء دون رأسه المحتجز لدى قوات الاحتلال، أما عائلة شريتح فهي بصدد تشييع 90 في المئة من أشلاء جثمان نجلها علاء اليوم الأربعاء.