تقول نقيبة المهندسين الفلسطينيين إنّ المباني التي تُبنى حديثًا في فلسطين يُفترض أنها "مقاومة للزلازل" لأنّ نقابة المهندسين تتبنّى "كود الزلازل" لمقاومة أحمال الزلازل وتأثيراتها، ما يعني أنهم يشترطون أن تكون المباني "مقاومة للزلازل"، باعتباره شرطًا من شروط التصميم ويتم التدقيق عليه، نظريًا.
في فلسطين، تغيب الإحصاءات الرسمية التي تقدّم صورة عن أوضاع وأعداد المباني التي قد يتهددها الخطر جرّاء الزلازل
فمن حيث المبدأ تشير نقيبة المهندسين نادية حبش في حديثها مع "الترا فلسطين" إلى أن المباني مصممة لمقاومة الزلازل، لكنّ المشكلة تتعلق بالوعي العام بخطر الزلازل، كما تقول، ففي كثير من الأحيان لا يتم الالتزام بالمواصفات الواردة في كود الزلازل، خلال عملية تنفيذ البناء، وهذا ناتج عن جهل، أو أن الناس حتى الآن غير واعية بأهمية وجود المهندس وأهمية التصميم.
وبحسب النقيبة حبش، فإنّ المهندس يُصمم المبنى مراعيًا بالحسبان أن يكون مقاومًا للزلازل، لكن ما يحدث عادة أنّه وخلال التنفيذ والبناء قد يقوم البنّاء/ المقاول بتغيير التصميم للتوفير على صاحب المبنى، إذا لم يكن هناك إشراف هندسي.
وترى المهندسة حبش أن أغلب البناء في فلسطين خرساني، وبالتالي فإن التصميم المقاوم للزلازل له شروط من حيث التفاصيل وتتعلق أكثر بطريقة وضع الحديد وثنيه، وكميّته، والأساور التي تقاوم قوى القص العرضية.
▶️ شاهد/ي تقنية العزل الزلزالي في المباني التي تم عزل قواعدها، وكيف أنها تحافظ على سلامة المبنى بخلاف المباني العادية.
بحسب نقابة المهندسين الفلسطينيين فإن كلفة العوازل لا تتجاوز 15٪من كلفة المبنى. pic.twitter.com/y5p7eVIqkB— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 9, 2023
وتقول إنه وعلى سبيل المثال فإنه عندما كان يتم بناء طابق في السابق، كان يتم إظهار حديد الأعمدة، ومن ثم مع البناء الجديد يتم التشبيك مع هذه الأعمدة الظاهرة من الطابق السابق، ولكن الآن هناك شروط تتعلق بهذا الأمر وهي أن يكون الحديد الظاهر من الأسفل بطول متر ونصف ويصل إلى نصف طول العمود الجديد الذي نريد أن نصله به، مع تفاصيل فنية أخرى يجب العمل عليها.
وتبيّن المهندسة ناديا حبش إلى أنّهم وفي سبيل مواجهة غياب "الإشراف الهندسي"، قطعوا "خطوات" تقول إنها "جيدة" في سبيل "إلزامية الإشراف الهندسي"، لافتةً إلى أن الإشراف أصبح إلزاميًا بقرار من مجلس الوزراء، وبالتالي فإنهم كنقابة مهندسين يصيغون حاليًا اتفاقيات مع البلديات بخصوص ضرورة تبني الإشراف الإلزامي والقيام بدوريات مشتركة من نقابة المهندسين والبلديات للتفتيش على إلزامية الإشراف والتأكد من وجوده.
العدد الأكبر من المباني الفلسطينية بُنيت دون إشراف هندسي
وتضيف أنّ نقابة المهندسين تطلب الالتزام بـ "الكود المقاوم للزلازل" ولكن حتى الآن تبقى المشكلة بأن "الإشراف الهندسي" لم يكن إلزاميًا، والعدد الأكبر من المباني بُنيت دون إشراف هندسي، وهنا الرهان هل تم الالتزام بالتصاميم أم لا؟!
وبحسب نقيبة المهندسين، فإن وزير الحكم المحلي أصدر اليوم تعميمًا على جميع البلديات بإلزامية التفتيش على وجود إشراف هندسي، واعتبرت أن ذلك سيساعد على ضبط الموضوع، وتنفيذ التصاميم المقاومة للزلازل.
وفي فلسطين، تغيب الإحصاءات الرسمية التي تقدّم صورة عن أوضاع وأعداد المباني التي قد يتهددها الخطر جرّاء الزلازل.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تقديرات لوزارة البناء والإسكان الإسرائيلية، أشارت فيها إلى أنه يوجد في "إسرائيل" حوالي 80 ألف مبنى من 3 طوابق أو أكثر تتطلب حماية من الزلازل.
وأضافت أنه ووفقًا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، فأنه بشكل عام يوجد حوالي 1.6 مليون شقة غير محصّنة في "إسرائيل"، يعيش فيها حوالي 5.5 مليون شخص معظمهم في القدس وتل أبيب وحيفا.
