الترا فلسطين | فريق التحرير
للمرة الأولى، يستخدم بيان رسمي مشترك لجيش الاحتلال وجهازي "الشاباك" والشرطة وصف "قائد مخيم جنين"، في وصف الشهيد محمد الزبيدي، الذي اغتاله جيش الاحتلال خلال اقتحام كبير لجنين ومخيمها استمرّ قرابة 19 ساعة.
هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال في بيان رسمي مصطلح "مفاكيد" في وصف شهيد من المقاومة في الضفة الغربية، وكلمة "مفاكيد" تدل باللغة العبرية على "القائد الذي يتمتع، داخل هيئة ذات هيكل هرمي، بسلطة أن يأمر مرؤوسيه بما يجب عليهم فعله
الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أنس أبو عرقوب، أوضح لـ الترا فلسطين، أن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال في بيان رسمي مصطلح "مفاكيد" في وصف شهيد من المقاومة في الضفة الغربية، وكلمة "مفاكيد" تدل باللغة العبرية على "القائد الذي يتمتع، داخل هيئة ذات هيكل هرمي، بسلطة أن يأمر مرؤوسيه بما يجب عليهم فعله مثل الجيش والأذرع الأمنية الأخرى".
ورأى أنس أبو عرقوب، أن استخدام مصطلح "مفاكيد" يشير إلى نية الاحتلال لتصوير مخيم جنين كأنه موقع عسكري، تمهيدًا لنفي الطابع المدني للمخيم، والإيحاء بأن سكانه من العسكريين. وهذا قد يعني ارتكاب مجازر في المستقبل، وتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، أعنف من عدوان تموز/يوليو الذي نفذه قبل شهور في مخيم جنين واستمرت لأيام.
وتبنت القناة 12 الإسرائيلية والإذاعة العامة مصطلح "مفاكيد" - قائد مخيم جنين، وجاء في عنوان الخبر الذي على موقع القناة 12: "تمت تصفية قائد مخيم جنين وابن شقيق زكريا الزبيدي". وجاء في التفاصيل: "وكان محمد الزبيدي أحد الناشطين البارزين في حركة الجهاد الإسلامي وكان مسؤولاً عن العديد من عمليات إطلاق النار والأنشطة الأخرى. وتحصن مع مسلح كبير آخر في المبنى وقتلهما الجيش الإسرائيلي. مسؤول أمني بعد انتهاء العملية: قطعنا الشريان الرئيسي للكتيبة الإرهابية في جنين".
وخلال اقتحامه الكبير لمخيم جنين، الذي بدأ مع ساعات ليلة الثلاثاء/الأربعاء الأولى، أجبر جيش الاحتلال سكان منازل في حارة الدمج في مخيم جنين على مغادرة منازلهم، ثم فجرها لاحقًا. كما طرد الصحفيين ومركبات الإسعاف من المخيم، وحاصر المستشفيات، ما جعل سلوك الاحتلال في هذا الاقتحام تطورًا خطيرًا عن ما حدث في الاقتحامات السابقة على مدار الشهور الماضية، واستنساخًا جزئيًا لسلوكه في الهجوم البري على شمال قطاع غزة، برأي مراقبين.
في شمال قطاع غزة، استخدم جيش الاحتلال في بداية حرب غزة 2023 "مصطلحًا" آخر بحق المدنيين هناك، وهو مصطلح "سكان حماس"، في إشارة إلى المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في بيت حانون وبيت لاهيا وغيرها من مناطق شمال قطاع غزة. واستخدام هذا المصطلح، وفقًا لأنس أبو عرقوب، جاء نتيجة دعوات في أعقاب عدوان 2008 -الرصاص المصبوب- إلى تجريد الفلسطينيين من مصطلح "مدنيين فلسطينيين"، واستبداله بمصطلح "سكان العدو"، أو "سكان حماس"، في إشارة إلى صلتهم المباشرة بحركة حماس والفصائل المسلحة في قطاع غزة، والتعامل معهم على هذا الأساس، وليس كأشخاص مدنيين يجب احترام حقوقهم وتجنيبهم ويلات الحرب وفقًا للقانون الدولي.
وأشار أبو عرقوب إلى أن هذه الدعوات أطلقها منذ 2008 كبار مُنظّري الحرب الإسرائيليين، عوزري آراد وغيور ايلند، وهما رئيسان سابقان لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
نزع صفة المدنيين عن الفلسطينيين في قطاع غزة
ورغم أن استخدام مصطلح "سكان حماس" لم يحدث إلا مرة واحدة في بداية الحرب، غير أن الدعوات إلى اعتبار المدنيين في قطاع غزة مسؤولين عن عملية طوفان الأقصى مثلهم مثل حركة حماس، وضربهم بلا رحمة ودون اكتراث لعدد الضحايا، هي دعوات تكرر خروجها من أفواه مسؤولين إسرائيليين.
"نحن نقاتل حيوانات بشرية، وسنتصرف على هذا الأساس". كان هذا أحد التصريحات التي نزعت صفة الإنسانية وليس فقط صفة المدنيين عن الفلسطينيين في قطاع غزة، وقد ورد على لسان وزير الجيش يوآف غالانت.
كذلك فعل وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، الذي صرح بأن القضاء على حماس يعني القضاء على "أولئك الذين يغنون لها أو يدعمونها" في إشارة إلى المدنيين.
أيضًا، وزير التراث الإسرائيلي عيمحاي إلياهو، دعا إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، في تصريح واضح بارتكاب مذبحة كبيرة تطال بالدرجة الأولى المدنيين هناك.
حتى الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، القادم حزب العمل -اليساري- اعتبر أن المدنيين في قطاع غزة أيضًا مسؤولين عن عمليات المقاومة.