10-سبتمبر-2021

من حرق غرف الأسرى في النقب وريمون قبل أيام

يقدم الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ على حرق غرف زنازينهم، في خطوة من بين إجراءات أخرى قاسية يلجأون إليها لمواجهة التنكيل الذي يتعرّضون له من إدارة "مصلحة السجون".

 الخطوة الأشدّ قسوة، وقد تعني أنّ المواجهة مع السجّان باتت مفتوحة 

وعقب تمكّن 6 أسرى من جنين، من الهرب من سجن جلبوع شديد التحصين، أقدمت إدارة سجون الاحتلال على فرض عقوبات وإجراءات تنكيلية، تمثلت بنقل أسرى الجهاد الإسلامي، وتشتيتهم على باقي السجون، الأمر الذي جوبه بخطوات تصعيدية، تمثلت بعدم الانصياع لأوامر السجانين، ورشقهم بالماء السّاخن، أو حتى حرق الغرف التي يُحتجزون بداخلها.

الأسير المحرر عصمت منصور أمضى أكثر من عقدين في سجون الاحتلال، ويقول في حديثه لـ "الترا فلسطين" إن حرق الأسرى لغرفهم نادر الحدوث، وهي آخر خطوة يمكن للأسرى اللجوء إليها.

وبحسب عصمت فإن اتّخاذ هذه الخطوة يعني أنّ سلطات الاحتلال مسّت بقضايا استراتيجيّة للأسرى الذين يردّون بخطوة سريعة ورادعة مثل حرق الغرف.

ووفقًا لمديرة دائرة الإعلام في "نادي الأسير"، أماني سراحنة فإن الأسرى أحرقوا 9 غرف في سجني النقب وريمون في اليومين الماضيين، مشيرةً إلى أنّ من أقدم على هذه الخطوة الاحتجاجية، هم أسرى حركة الجهاد الإسلامي، نتيجة لما يتعرّضون له من عمليات قمع وتنكيل ونقل، والأخطر من ذلك أنّ الاحتلال يحاول كسر بُنيتهم التنظيمية.

وترى سراحنة أن كسر البنية التنظيمية من أخطر الأمور التي يمكن أن يتعرض لها الأسرى، لذا أقدموا على خطوة حرق الغرفة التي تعدّ أقصى الخطوات الاحتجاجية وفقًا للمتّبع في السجون.

وتشير إلى أنّ حرق الغرف جزء من أدوات المواجهة التي يمتلكها الأسرى لمواجهة أي عمليات ردع، وهي الشيء الأصعب، لأنها تعني "المواجهة الميدانية" مع السّجانين.

وتضيف أن ما يدفع الأسرى لهذه الخطوة، هو استعانة مصلحة السجون الإسرائيلية بوحدات من جيش الاحتلال، عدا عن وحدات القمع الموجودة في السجون، وهذا الأمر عدّه الأسرى خطرًا كبيرًا على حياتهم، بالتالي أقدموا على هذه الخطوة للضغط على منظومة الاحتلال.

وبالعودة إلى عصمت منصور، فإنه عندما يتم حرق الغرف، فهذا يعني أنّ حرق كل مقتنيات الأسرى الموجودة بداخلها، بما في ذلك حاجات أساسية لهم وملابسهم وكتب ودفاتر وصور وذكريات، لذا فهي من أشد الخطوات وأصعبها. 

 حرق الغرف يعني أنّ كل مقتنيات الأسرى، بما فيها حاجات أساسيّة، وذكريات، ستُحرق 

من جهته، كتب أستاذ الإعلام في جامعة القدس، نادر صالحة، عن ما وصفها بـ "جسارة أسرى الجهاد الإسلامي في ردهم الناري والسريع بحرق (غرف) السجون"، وقال إنّ هذا الردّ "مش مزحة"، مضيفًا أنّ هذا الرد الجنوني والمتطرف وعلى هذا النطاق يبدو أنه سينجح في لجم جموح إدارة السجون، وسيلجمها.

وأضاف، أنّ أسرى حركة الجهاد الإسلامي كسروا إدارة سجون الاحتلال لمرتين "مرة بالعقل، ومرة بالجنون؛ عقل كبير في تخطيط وتنفيذ الهروب، وجنون في حرق السجون".


اقرأ/ي أيضًا:

ليان كايد: الحريّة جميلة

جنين: الاحتلال يعتقل 5 من أقارب منفذي الهروب الكبير