03-يناير-2022

مقاتلان يحملان صاروخ "سام 7" خلال عرض لكتائب القسام في 2015 (نضال الوحيدي/ Getty)

شكّل إطلاق المقاومة صواريخ من طراز "سام 7" على طائرات الاحتلال التي أغارت على قطاع غزة بعد منتصف ليل اليوم الثاني من العام الجديد 2022، مفاجأة لـ "إسرائيل" خاصة في ظلّ محدودية استخدامه منذ إعلان المقاومة امتلاكه عام 2013.

 لصواريخ "سام 7" قدرة على مفاجأة الطائرات المعادية المحلّقة على ارتفاعات منخفضة، فهو سهل الحمل، سريع الاستخدام، ولا يمكن رصده

وأثار الإعلان عن إطلاق هذا النوع من الصواريخ "سام 7 " تساؤلات عن فعاليته، ومدى قدرته على إصابة الطائرات الحربية الحديثة، بعد أن أقرّت إذاعة جيش الاحتلال بتعرّض إحدى الطائرات الإسرائيلية لصاروخ أرض - جوّ مضاد للطيران، قبل يومين.

نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق في الجيش الأردني قاصد محمود، قال لـ "الترا فلسطين" إن صاروخ "سام 7 " يعد سلاح دفاع جوي ميداني قصير المدى، ويعمل فوق رؤوس الجنود في الميدان لاصطياد الطائرات التي تحلّق على ارتفاعات تقل عن 5 آلاف متر، بالتالي فإن توفّره يُجبر الطائرات المعادية على الارتفاع إلى ما فوق مدى الاستهداف الذي يصله.

وأوضح القائد العسكري الأردني أنّ هذا الصاروخ يكون أداؤه فعالًا جدًا في مدى يتراوح بين (ألفين إلى ثلاثة آلاف متر)، ويستخدمه شخص واحد عبر حمله على الكتف، كما أنه يستخدم لمرة واحدة.

  يستخدمه مقاتل واحد، ويمكن إعداده للإطلاق خلال 5 إلى 10 ثوان  

وبيّن محمود أن الطائرات العمودية تعتبر من الأهداف المناسبة جدًا لمثل هذا السلاح، كما أنّ مجرد امتلاكه يعتبر مفاجأة نوعية وقيمة تضاف لقوة المقاومة وقدرتها على إحداث تغيير، لذلك فإنّ الطائرات العمودية الإسرائيلية ستحسب ألف حساب قبل أن تنطلق إلى أجواء غزة، لأن هذا السلاح يستطيع أن يصطادها، فهو سلاح من الصّعب اكتشافه نظرًا لصغر حجمه، كما أن إطلاقه يتم في وقت لا يتجاوز الثواني المعدودة.

ويشير القائد العسكري الأردنيّ إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ صاروخ "سام 7" يضيف قوة جديدة إلى قوة المقاومة، ويفرض على الطيران الإسرائيلي معادلة جديدة في المواجهة والقصف، لكنه غير فعّال مع الطائرات الحديثة، كونها تحلق وتُطلق على أهدافها من ارتفاعات عالية جدًا.

وفي 2011 تحدّثت تقارير صحفية إسرائيلية أنّ صواريخ أرض ـ جو متقدمة من الترسانة الليبية ظهرت في قطاع غزة لدى حركة حماس.

استخدمت كتائب القسام هذا الصاروخ لأول مرّة عام 2012 

واستخدمت كتائب القسام هذا الصاروخ لأول مرّة في استهداف طائرة حربية إسرائيلية عام 2012 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبثت فضائية الأقصى في حينها مقطع فيديو للحظة إطلاق ملثم للصاروخ تجاه طائرة إسرائيلية.وسُجّل أول حضور علني للسلاح في قطاع غزة عام 2013 خلال عرض عسكري نظمته كتائب القسام شرق غزة.

من جانبه أكد اللواء المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية واصف عريقات، أن استخدام المقاومة في قطاع غزة لصاروخ "سام 7" يقيّد حركة الطائرات الإسرائيلية، ويحرم الطيارين من عنصر المناورة والانخفاض باتجاه الأهداف، وذلك على الرغم من أنه سلاح قديم.

وأوضح عريقات في حديثه لـ "الترا فلسطين" أنّ السلاح فعّال في حال استخدامه ضد الطائرات العمودية والمسيّرة، فهو يقلل من حركتها ويضعف من معنويات الطيارين، بعدما كانت الطائرات الإسرائيلية تصول وتجول في سماء قطاع غزة دون حسيب أو رقيب.

 اللواء عريقات: هذا الصاروخ يحرم الطيارين من عنصر المناورة والانخفاض باتجاه الأهداف، على الرغم من أنه سلاح قديم 

وأشار إلى أن أهمية استخدامه تأتي كعنصر ردع في ظل سعي "إسرائيل" للمحافظة على تفوقها الجوي في قطاع غزة، وأكد أن "إسرائيل" ستأخذ بالحسبان هذا التطور لدى المقاومة.

وعن تأثيره على الطائرات الحديثة، قال عريقات إنه ليس المهم التأثير على الطائرات الحديثة بقدر التأثير على صناع القرار الإسرائيليين، بمعنى أن المقاومة الفلسطينية لديها العزم على مقاومة الاحتلال بكافة الأسلحة.

وصاروخ "سام 7" الروسيّ الصنع، دخل الخدمة العسكرية منذ عام 1968، وما يزال مستخدمًا في المنطقة العربية (مصر، سوريا، لبنان، العراق، ليبيا، اليمن والسودان) ​لكن الجيوش النظامية الحديثة لم تعد تستعمله.

وبحسب تقرير لموقع "ميليتري فاكتوري" الأمريكي، فإنّ "سام 7" هو الاسم الأكثر انتشارًا لهذا النوع من الصواريخ التي يطلق عليها "الناتو" اسم "غريل"، وتحمل أيضًا الاسم السوفييتي "ستريلا 2" الذي يعني "السهم".


اقرأ/ي أيضًا: 

المقاومة جدوى مستمرة: بيتا نموذجًا

"كلنا للمقاومة": "التجنيد" لتحرير فلسطين