05-أبريل-2024
تتجه القاهرة إلى سلسلة من الاجتماعات الجديدة، من أجل بحث صفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وكشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" على تحركات بشأن ملف صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة.

(Getty) قالت قناة NBC عن مسؤولين أمريكيين: إن "بايدن أوضح لنتنياهو أنه إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار فستتغير العلاقات بشكل كبير"

تتجه القاهرة إلى سلسلة من الاجتماعات الجديدة، من أجل بحث صفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" على تحركات بشأن ملف صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة. 

وتحدثت مصادر مصرية، عن "ضغوط" من جانب الإدارة الأمريكية، من أجل التوصل إلى هدنة "إنسانية" عاجلة في قطاع غزة، خلال أيام عيد الفطر، مشيرةً إلى أن هناك ما يمكن وصفه بـ"التحول النوعي" في موقف إدارة بايدن، منذ قتل الجيش الإسرائيلي، عمال الإغاثة الأجانب الأسبوع الماضي.

وقال مصدر لـ"العربي الجديد" إنّ "اتصالات مصرية أمريكية جرت خلال الساعات الماضية، بهدف حثّ القاهرة على ممارسة ضغوط على حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة، من أجل التراجع عن موقفها بشأن الطروحات الخاصة بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في الوقت الراهن".

قال دبلوماسي لـ"هآرتس": "من الواضح أن نتنياهو لا يضع صفقة الرهائن على رأس قائمة أولوياته"

وبحسب المصدر، فإنّ "الإدارة الأمريكية تسعى لقطع الطريق أمام محاولات التصعيد الإيرانية في المنطقة، بعد استهداف مسؤوليها في دمشق، إذ تعمل إدارة بايدن على تبريد الساحة بهدنة إنسانية على أقل تقدير خلال عيد الفطر".

وفي السياق نفسه، تتعرض حركة حماس إلى هجوم كبير في وسائل الإعلام المصرية، بعد رفضها المقترح المصري لصفقة التبادل، الذي لم يتغير بشكلٍ كبير عن المقترح السابق.

وسيصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز ، إلى القاهرة في نهاية هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع رئيس الموساد وكبار المسؤولين القطريين والمصريين في محاولة لضمان إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس في غزة.

سيعقد الاجتماع بعد أن حث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية، يوم الخميس، على "تمكين مفاوضيه من إبرام اتفاق دون تأخير لإعادة الرهائن إلى وطنهم"، بحسب ما ورد في موقع "أكسيوس".

أشارت رسالة بايدن إلى نتنياهو إلى أن الرئيس الأمريكي يعتقد أن نتنياهو لا يبذل كل ما في وسعه للحصول على صفقة التبادل ويحتاج إلى إظهار المزيد من المرونة.

ومن المتوقع أن يجتمع بيرنز مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ومدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع.

وقال مسؤول أمريكي إن موقف بايدن لا يزال قائمًا وهو أنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار كجزء من صفقة التبادل ويجب أن يحدث ذلك على الفور، ولهذا السبب ضغط الرئيس على نتنياهو بشأن هذه القضية خلال المكالمة.

وفي الأسبوع الماضي، استدعت الحكومة الإسرائيلية فريق المفاوضات الخاص بها من قطر بعد أن وصلت المحادثات التي استمرت عشرة أيام إلى طريق مسدود.

وبعد وقت قصير من استدعاء فريق المفاوضات الإسرائيلي من الدوحة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا ألقى فيه باللوم على "حماس في الوصول إلى الطريق المسدود".

وسافر فريق المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة في وقت سابق من هذا الأسبوع. بينما قال مسؤول إسرائيلي أن مسألة عودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة هي نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.

وتطالب حماس بعودة المدنيين الفلسطينيين كاملة إلى شمال قطاع غزة وانسحاب إسرائيلي كامل من الممر البري الذي يفصل جنوب القطاع عن شمال القطاع ويمنع الحركة.

بدورها، ترفض إسرائيل مطلب حماس بعودة أهالي الشمال الجماعية وبدون تحديد أو سقف، كما تعارض انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم وسط قطاع غزة.

وقال المسؤول الإسرائيلي: "تم تحديث المعايير فيما يتعلق بعدد الفلسطينيين الذين ترغب إسرائيل في إعادتهم إلى شمال القطاع كل يوم عند تنفيذ الاتفاق".

وقال الموساد في بيان يوم الثلاثاء الماضي إنه خلال المحادثات في القاهرة مع المفاوضين الإسرائيليين، قام الوسطاء القطريون والمصريون مع فريق من وكالة المخابرات المركزية بصياغة اقتراح محدث لحماس.

بدوره،  أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أمس الخميس، أنه لا تقدم في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى حتى الآن. مشيرًا إلى أنها تراوح مكانها بسبب التعنت الإسرائيلي رغم كل الجهود المبذولة، وأنها "تدور في حلقة مفرغة". 

وكشف حمدان عن أنه تم إبلاغ الوسطاء في مصر وقطر في ساعة متأخرة من ليلة أمس بموقف الحركة، مؤكدًا على تمسكها بموقفها الذي جرى تسليمه يوم 14 آذار/مارس الماضي.

وأوضح حمدان: "عناصر موقفنا متمثلة في ضرورة وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم خاصة في الشمال، وتكثيف وصول الإغاثة إلى كل أماكن قطاع غزَّة والبدء في إعادة الإعمار، وعملية تبادل أسرى حقيقية وجادة". 

وقال إنه "رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات، لأجل تسهيل الوصول لاتفاق، لا يزال موقف الاحتلال متعنتًا ورافضًا الاستجابة والقبول بمطالب شعبنا الوطنية".

صرح دبلوماسي أجنبي مشارك في محادثات صفقة التبادل لصحيفة "هآرتس" أن قرار حماس برفض العرض الأخير لم يكن مفاجئًا. وقال الدبلوماسي "لا يوجد فرق كبير بما فيه الكفاية بين المخطط السابق والمخطط الحالي في استجابته للمطالب التي طرحتها حماس". مشيرًا إلى أن المفاوضات يمكن أن تستمر لأسابيع.

وانتقد الدبلوماسي سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريق التفاوض الإسرائيلي، قائلًا: "من الواضح أن نتنياهو لا يضع صفقة الرهائن على رأس قائمة أولوياته. فإذا كان هدفه الرئيسي هو إخراج الرهائن الأحياء بأسرع ما يمكن، فإن عملية صنع القرار على الجانب الإسرائيلي ستبدو مختلفة".

وتعتقد المصادر الأجنبية أن قرار نتنياهو، المدعوم من مجلس الوزراء الحربي، بالسماح لفريق التفاوض بنطاق محدود فقط لاتخاذ القرارات على الطاولة، أعاق الجهود المبذولة لصياغة خطة أكثر أهمية، والتي كان من الممكن أن تدفع بالصفقة للأمام.

وقالت قناة NBC عن مسؤولين أمريكيين: إن "بايدن أوضح لنتنياهو أنه إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار فستتغير العلاقات بشكل كبير"، مضيفةً: "بايدن طلب من نتنياهو  أن يوافق على وقف إطلاق النار وأن يوسع صلاحيات وفد التفاوض".