05-أبريل-2024
صورة محمد رضا زاهدي في إيران

تظهر صورة القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي في شوارع إيران وذلك بعد اغتياله في غارة إسرائيلية في دمشق

الترا فلسطين | فريق التحرير 

قال عاموس جلعاد، الذي كان رئيسًا لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" سابقًا، في حوار مع القناة 12، إن قواعد اللعبة مع إيران تغيرت بعد عملية الاغتيال التي استهدفت المسؤول الإيراني في دمشق. وأوضح جلعاد قائلاً: "أعتقد أن هناك تغييرًا لسببين، الأول هو لمكانة المسؤول الكبير الذي استهدف، والثاني هو المنطقة التي وقعت فيها العملية. فقد ادعوا أنها منطقة دبلوماسية تابعة لسيادة إيران، مما يعني أن الهجوم يعد بمثابة اعتداء داخل الأراضي الإيرانية. وبالنظر إلى اقتراب نهاية شهر رمضان، يبدو أن الإيرانيين يتعرضون لضغوط شديدة تفرض عليهم الاستجابة الفورية".

وبالنسبة للرد الإيراني المرتقب، قال إنه، قد يتمثل في إطلاق نار يستهدف "إسرائيل" من داخل الأراضي الإيرانية، ولكن ليس بواسطة الوكلاء أو خارج البلاد، بل من داخل إيران مباشرة نحو "إسرائيل". وقال: "لن يدهشني إذا شنت إيران هجومًا مباشرًا على إسرائيل. ونظرًا لأننا أخطأنا في السابع من أكتوبر، يجب أن نكون على استعداد لسيناريو الهجوم المحتمل".

تدعي إسرائيل أن  الإشارات والتحذيرات المرسلة من إيران تُظهر أن النظام مستعد للانتقام

ووفقًا للمعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، يبدو أن النظام في طهران مصرّ على رد هجوم الاحتلال، الذي اغتال فيه قادة بارزين من الحرس الثوري في دمشق. وتُظهر الإشارات والتحذيرات المرسلة من إيران أن النظام مستعد للانتقام، وتشير الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" إلى درجة عالية من اليقظة نظرًا لاحتمال وقوع هجوم انتقامي، بحسب الصحيفة. 

وتتوقع "إسرائيل" أن يشمل هذا الرد سيناريوهات متعددة، مثل الهجوم المباشر باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ كروز من إيران نفسها على البنية التحتية الإسرائيلية، أو إطلاق صواريخ من لبنان أو سوريا بواسطة وكلاء إيران، مثل حزب الله، أو حتى محاولة استهداف إحدى السفارات الإسرائيلية في الخارج. 

يتفق المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن دافيد، مع زملائه المحللين العسكريين في أبرز وسائل الإعلام الإسرائيلية بخصوص الرد الإيراني المتوقع. ويُلاحظ في "إسرائيل" أن الإيرانيين مصرون على الرد بشكل أكبر من السابق. والسؤال الإسرائيلي الآن هو ما إذا كانوا  سيهاجمون بشكل مباشر من إيران نفسها، ولهذا السبب يُجَهز الجيش بدرجة استنفار هائلة.

 لكن المحلل العسكري في قناة 12، نير دفوري، اختار التلميح إلى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد لا تحظى بحماية كافية لمواجهة إيران. قال دفوري: "أنا أقل قلقًا بشأن قدرتنا على شن هجوم على الطرف الآخر، ولكنني أكثر قلقًا بشأن قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا هنا. ليس فقط على مستوى المنظومة الجوية، بل أيضًا فيما يتعلق بتوفير الملاجئ للجمهور. إذا نشبت حرب شاملة، فإن الجبهة الداخلية قد تتعرض لضرر كبير. وندرك أن الإيرانيين سيسعون للرد والانتقام، وهذا قد يحدث في أي لحظة. ورغم أن الرد قد يستغرق أسابيع أو شهور، إلا أن إسرائيل لا يمكنها تحمل المخاطرة بهذا النوع من الهجمات".

أغلقت إسرائيل 28 سفارة لها في دول العالم خوفًا من رد إيراني

ونقلت غيلي كوهين، مراسلة الشؤون السياسية في التلفزيون الإسرائيلي "قناة كان"، تصريحًا يقول: "نحن على أعتاب أيام مليئة بالتوتر الشديد، وهناك حالة تأهب واسعة للغاية نتيجة لتهديدات الانتقام الإيرانية والمخاوف من وقوع عمليات بنهاية شهر رمضان. وبحسب تقديرات الأجهزة الاستخبارية، فإنه من الممكن أن يحاول الإيرانيون تنفيذ ردهم الانتقامي بالتزامن مع الرمزية الدينية للجمعة الأخيرة من رمضان، وربما قبل نهاية يوم القدس الذي يصادف هذا اليوم".

وفي سياق متصل، كشفت "قناة كان" أن المستشفيات تحافظ على حالة من التأهب منذ ستة أشهر تحسبًا لتصاعد الأوضاع، وتشمل هذه الاستعدادات العديد من السيناريوهات الخطيرة. وفي الأيام الأخيرة، قامت المستشفيات في تل أبيب بتعزيز حالة التأهب في صفوف طواقمها.

وكشفت القناة أيضًا أن ضباطًا كبارًا من المنظومة الأمنية عقدوا سلسلة من الاجتماعات خلال الساعات الماضية مع مدراء المدارس في الشمال وتل أبيب خلال الأسبوعين الماضيين. وقد تم إبلاغهم بالاستعداد للتحول إلى التعلم عن بُعد في الأيام التالية لعيد الفصح في حالة الضرورة، وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي، وذلك عبر تنظيم التعلم الذاتي المستقل.

كما أغلقت إسرائيل 28 سفارة لها في دول العالم خوفًا من رد إيراني.