19-أبريل-2020

الترا فلسطين | فريق التحرير 

نشرت صحيفة "كالكيست" الاقتصادية العبرية تحقيقًا حول العائدات المالية التي يتم جنيها من نقل الجثث إلى "إسرائيل" جوًا، لدفنها، سيما وأن الثمن قد يصل أحيانًا لربع مليون دولار للرحلة الخاصّة، وتطرّق التحقيق لازدهار تجارة بيع القبور في القدس المحتلة، من خلال سماسرة يهود. 

    عائلات يهود أثرياء تدفع مئات آلاف الدولارات لنقل الجثث جوًا، مع تفشي فايروس كورونا، ولدفنها في القدس المحتلة     

وأشار التحقيق إلى أن شركات طيران خاصة وسماسرة يجنون جزءًا كبيرًا من المرابح، فيما تزدهر عمليات بيع القبور في القدس المحتلة.

وبيّن التحقيق أن "جمعية دفن الموتى وفقًا للشريعة اليهودية" التابعة للمتشددين دينيًا "الحريديم" تمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية ووزارة الصحة من أجل السماح بجلب أكبر عدد من الجثث خلال كل رحلة جوية قادمة إلى "إسرائيل".

    نقل الجثث هذه الأيام مع تفشي فايروس كورونا، وإغلاق المطارات ووقف الرحلات الجوية، بات يكلف مئات آلاف الدولارات   

ونلقت الصحيفة عن "يوسي لندو" وهو صاحب شركة نقل جوي ومتطوّع في "جمعية الدفن وفقًا للشريعة اليهودية" أن سوق نقل الجثث بات يقدم خدمات مطلوبة جدًا في العالم الآن، وأشار إلى أنّ نقل جثة من الولايات المتحدة الأمريكية لـ "إسرائيل" بطائرة خاصّة هذه الأيام مع إغلاق المطارات ووقف الرحلات الجوية، بات يكلف مئات آلاف الدولارات.

وقال مسؤول في مطار اللد للصحيفة الإسرائيلية، إن نقل الجثث أصبح صناعة جنونية، فقد وصلت مؤخرًا طائرة على متنها 16 جثة لمتوفين بفايروس كورونا من نيويورك وباريس ولندن، ويلفت إلى أنه وفي الأحوال العادية كانت تصل جثة كل بضعة أيام. 

وبحسب معطيات رسمية حصلت عليها الصحيفة العبرية من وزارة الأديان الإسرائيلية، فقد وصلت إلى "إسرائيل" منذ منتصف آذار/ مارس وحتى مطلع شهر نيسان/ ابريل 151 جثة، ولكن هذا الرقم تضاعف عدة مرات، وتشير التقديرات إلى أنه وبعد انتهاء فترة الأعياد ستصل المزيد من شحنات الجثث. 

   تشير التقديرات إلى أنه وبعد انتهاء فترة الأعياد ستصل المزيد من شحنات الجثث إلى "إسرائيل" 

وبيّنت الصحيفة العبرية أن عددًا من المتوفين اليهود كانوا قد اشتروا قبورًا لهم في القدس بمبالغ تتجاوز عشرات آلاف الدولارات. فيما تبحث بعض الأسر عن قبور لشرائها في القدس بعد الوفاة، فيقعون فريسة لسماسرة القبور الذين يستغلون حاجتهم فيطلبون مبالغ فلكية. 

وقدّم مسؤول إسرائيلي شرحًا للصحيفة عن ملامح "الصناعة الجديدة" بالقول "تتطور هنا صناعة جديدة وهي نقل جثث للدفن في "إسرائيل" وجزء كبير منهم توفي جرّاء كورونا"، مضيفًا أن تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية واضحة بخصوص نقل الجثث، وهي أن تكون الجثة في تابوت، ومرفقة بتصريح من القنصلية. 

وأضاف أن بعض الجثث تصل عبر طائرات خاصة وبأثمان جنونية، لأفراد الجاليات اليهودية الثرية والنافذة في مناطق مثل الولايات المتحدة وفرنسا التي تفشى فيها فايروس كورنا.