20-أكتوبر-2024
مجزرة بيت لاهيا

(Getty) قال الدفاع المدني في غزة للتلفزيون العربي: إن "جيش الاحتلال يحاول إخراج المواطنين من جباليا باستهداف المستشفيات ومراكز الإيواء"

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، مساء السبت، استشهاد 73 فلسطينيًا وسقوط عشرات الجرحى والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة أولية لمجزرة جديدة ارتكبتها إسرائيل بمنطقة مشروع بيت لاهيا في محافظة شمال قطاع غزة.

وفي أعقاب مجزرة بيت لاهيا.. قال مدير مستشفى كمال عدوان للتلفزيون العربي: نُقل أعداد كبيرة من الشهداء للمستشفى وسط نقص حاد بالطواقم والمستلزمات الطبية

وهذه المجزرة الثانية التي ترتكبها إسرائيل في شمال غزة، السبت، حيث قتلت 33 مدنيًا فلسطينيًا، بينهم 21 امرأة، وأصابت أكثر من 85 آخرين، بقصف جوي طال عدة منازل سكنية بمخيم جباليا في الدقائق الأولى من اليوم. وتشير تقارير إعلامية إلى أن جيش الاحتلال، يعمل على تطبيق "خطة الجنرالات"، في شمال قطاع غزة، التي تهدف إلى إفراغ شمال القطاع من سكانه.

وأفاد مدير مستشفى كمال عدوان للتلفزيون العربي، بأنه "نُقل أعداد كبيرة من الشهداء للمستشفى وسط نقص حاد بالطواقم والمستلزمات الطبية"، مضيفًا: "الكثير من المصابين يواجهون خطر الموت جراء العجز عن علاجهم"، وتابع: "محيط المستشفى يتعرض لقصف وإطلاق نار مباشر".

بدوره، قال الدفاع المدني في غزة للتلفزيون العربي: إن "جيش الاحتلال يحاول إخراج المواطنين من جباليا باستهداف المستشفيات ومراكز الإيواء".

وأوضحت مصادر محلية، أن طيران الاحتلال قصف مربعًا سكنيًا في منطقة مشروع بيت لاهيا، مشيرةً إلى أن القصف دمر بشكل كامل عددًا من المنازل القريبة من بعضها، على رؤوس ساكنيها. ولا تزال أعمال البحث جارية عن عدد من المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل القصف.

وبالتزامن، أكدت مصادر محلية، قيام طائرات الاحتلال بإطلاق النيران على مدرسة خليفة التي تؤوي نازحين في مشروع بيت لاهيا.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب التطهير العرقي والاستئصال والإبادة بشكل واضح، وهذه المرة في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة".

وأضاف البيان أن ذلك تمثل في ارتكابه "مجزرة مُروّعة راح ضحيتها حتى الآن 73 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك بعد قصف مربعات سكنية مكتظة بالسُّكَّان الآمنين من الجو".

وأشار إلى أن "هذه المذبحة الجديدة تأتي بالتزامن مع قضاء الاحتلال على المنظومة الصحية في محافظة شمال قطاع غزة والتي يقطنها حاليا قرابة 400 ألف إنسان".

وأوضح أن "الاحتلال هدد المستشفيات (بهذه المحافظة) وطالب الطواقم الطبية بإخلائها وتركها على الفور، كما ويمنع الاحتلال من وصول الوقود إلى هذه المستشفيات، كما وقام الاحتلال بقطع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة وهذا ما تسبب في حدوث أزمة إنسانية عميقة".

وأدان المكتب بـ"أشد العبارات المذبحة الجديدة واستمرار حرب الاستئصال والتطهير العرقي الإسرائيلية ضد المدنيين والأطفال والنساء". وطالب "كل دول العالم بإدانة هذه الجرائم المستمرة ضد النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء".

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، "الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية".

وتابع: "خاصة حرب التطهير العرقي والإبادة في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، واستمرار ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في محافظة الشمال، وفي شمال قطاع غزة (بما فيه محافظة غزة)".

وفي وقت سابق، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة جويس مسويا إن الفلسطينيين في شمال غزة يعانون من "أهوال لا توصف" نتيجة الحصار الإسرائيلي.

بدورها علقت حركة "حماس" على هذه المجزرة، معتبرة في بيان، أن "الصمت العربي والعجز الدولي شجع هذا العدو الفاشي المجرم على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، لإفراغ شمال القطاع من سكانه".

وقال بيان حماس: "يسابق العدو الصهيوني المجرم الزمن في مجازره وفظائعه التي يرتكبها على مدار الساعة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرها القصف الهمجي والعشوائي الليلة وارتكابه مجزرة وحشية استهدفت مربعًا سكنيًا مكتظًا بالسكان والنازحين الآمنين في منطقة مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، ما أدى في حصيلةٍ أولية لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى".

ودعا بيان حماس "الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة وكافة الجهات الدولية المعنية إلى التحرك الفاعل، لوقف هذه المحرقة التي يرتكبها النازيون الجدد، والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على أمن المنطقة وسلمها".

بدورها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الشعوب "العربية والقوى الحية فيها، وأحرار العالم وقوى التضامن إلى رفع مستوى الاحتجاج وتصعيد النضال ضد الحكومات الشريكة في حرب الإبادة على شعبنا، وخصوصًا مجازرها الوحشية في شمال قطاع غزة وجباليا".

وأوضحت الجبهة، أن "الاحتلال بات ينسف بشكلٍ يومي أحياءً بأكملها بما فيها من السكان في مناطق شمال قطاع غزة، ويواصل تدمير المستشفيات وتجويع شعبنا حتى الموت، مستفيدًا من المُهل والغطاء الذي تُقدّمه الإدارة الأمريكية والمنظومة الدولية المنحازة والمهترئة".

وأكدت الجبهة أن "الاحتلال الصهيوني يشن حملة قتل وتطهير عرقي شامل في شمال قطاع غزة ومخيم جباليا، ويستمر في حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة وكافة أماكن تواجده، بدعمٍ وشراكة كاملة من الإدارة الأمريكية والحكومات الاستعمارية العدوانية".

وشددت الجبهة على أن "الإدارة الأميركية هي القائد الفعلي لهذا العدوان، وأنها تخوض الحرب ضد شعبنا مستفيدة من التواطؤ الدولي والصمت العربي".

كما أكدت الجبهة أن "حرب الإبادة ما كانت لتستمر لولا المواقف الداعمة من بعض الأنظمة العربية التي كشفت عن عدائها لشعبنا ولشعوب أمتنا، واستعدادها لتجييش إعلامها وأموالها وسياساتها في خدمة الاحتلال والعدوان".

ووصفت حركة حماس، وفي وقت سابق من السبت، على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري، ما يحدث في شمال قطاع غزة، بـ"التصعيد الهمجي المتواصل لجيش الاحتلال"، قائلةً: "بشاعة الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في شمال قطاع غزَّة هي أكبر من أن توصف أو أن تختزل في صورة أو تقرير، فما يجري هو إبادة كاملة وتنفيذ لحكم الإعدام بحقّ أبناء شعبنا المتواجدين هناك، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وكل المواثيق والأعراف الدولية".

وأضافت حركة حماس: "المجتمع الدّولي ومؤسساته باتوا أمام اختبار حقيقي للخروج من هذا الصمت والعجز، والعمل على احترام القيم الإنسانية والعدالة والمبادئ التي قاموا عليها".

واستمرت في القول: "لم يعد مقبولًا الاكتفاء بلغة الشجب والاستنكار والتي يستهين بها الاحتلال ولا يكترث بها، بل يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرّك الفاعل والجاد لفرض عقوبات على هذه الحكومة الفاشية وعزلها عن كلّ مؤسسات الأمم المتحدة، والضغط عليها وعلى داعميها حتّى يوقفوا حرب الإبادة الجماعية ضدَّ شعبنا".

وقال بيان حماس: إنَّ "قطع جيش الاحتلال المجرم للاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزَّة، يستهدف التغطية على جريمة الإبادة التي يرتكبها، ومحاولة عزل أهلنا، ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن المحرقة والمجزرة اليومية التي ينفذها هناك".

كما تابع بيان حماس، قائلًا: " نستهجن ونستنكر قيامَ بعضِ وسائلِ الإعلامِ النّاطقةِ باللّغةِ العربية بتبنّي سياسة تحريرية وخطاب إعلامي يتساوق مع أجندات الاحتلال الصهيوني وروايته السوداء في تشويه مقاومة شعبنا ورموزه الوطنية، ممّا يجرّدها من كلّ قيم الموضوعية والمهنية، ويضعها في صفّ العدو الصهيوني والشراكة في حرب الإبادة الجماعية ضدَّ شعبنا".

وواصل بيان حماس، القول: "يواصل الاحتلال الصهيوني سياسة التضليل الإعلامي حول دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزَّة؛ عبر نشر أخبار وتقارير كاذبة ولا أساس لها من الصحّة، تُوهم بوصول المساعدات إلى كافة مناطق قطاع غزَّة. والحقيقة أنَّ مساعدات قليلة وصلت إلى منطقة مدينة غزَّة فقط، وهي كذلك منطقة منكوبة وبحاجة إلى مساعدات، وعليه، فإنَّنا نؤكّد مجدّدًا أنَّه لا مساعدات دخلت إلى محافظة شمال غزَّة، منذ أكثر من أسبوعين". 

وأوضح البيان: "لا يزال الاحتلال يمارس سياسة الكذب والتّضليل حول وجود مناطقَ أو ممراتٍ آمنةٍ، يدعو أهلنا للتوجّه إليها، فلا وجودَ لمكان آمن في ظلّ تصعيدِه كلَّ أنواعِ القصف الهمجي؛ فهذا الاحتلالُ الفاشيّ يستهدف بالإعدام أو الاعتقال كلَّ منْ يخرجُ من الشمال إلى المناطق والممرّات التي حدّدها بأنَّها آمنة".

وتابع البيان: "إنَّ العدو المجرم مستمرٌ في سياسته الإجرامية غير المسبوقة في تاريخ الحروب، باستهداف المستشفيات بالقصف والتدمير، ومنع الأطقم الطبية والدّفاع المدني من الوصول للمصابين، وهنا ندعو كلّ الدول والمنظمات الصحية والإنسانية إلى التحرك العاجل، وتحمّل مسؤولياتهم في إنقاذ المنظومة الطبيَّة، والضَّغط لحمايتها وتزويدها بالوقود وكل الاحتياجات اللازمة لتقوم بدورها".

وحمل البيان "الإدارةَ الأميركيةَ وكلَّ الدَّولِ الدَّاعمةِ للاحتلال في حربِه ضدَّ شعبنا، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا، المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب يومياً ضد أهلنا في قطاع غزَّة، بسبب تزويدِ جيشِ الاحتلالِ بالأسلحةِ والقنابل والعتاد العسكري، إلى جانب منحه غطاءً سياسيًا"، داعيًا العدل الدولية إلى التدخل مع هذه الدول.

ودعا البيان "الأمة العربية والإسلامية بدولها وحكوماتها ومؤسساتها إلى الانخراط في هذه المواجهة التاريخية مع العدو الصهيوني، إسنادًا لغزَّة والمقاومة، وإرسال رسالة للاحتلال وداعميه أنَّ غزَّة ليست وحدها، كما ندعو جماهير أمَّتنا إلى الخروج في مظاهرات ومسيرات حاشدة في كل العواصم والساحات، انتصارًا لشعبنا ومقاومتنا وتضامنًا مع أهلنا في قطاع غزَّة".

وختم البيان، بالقول: "نجدّد التأكيد على أنَّ خيار شعبنا ومقاومتنا الأوحد، كان وسيبقى خيارًا أبديًا في الثبات على الأرض والصمود والمقاومة ومواجهة عدوان الاحتلال، وإحباط مخططاته في التهجير وتصفية قضيتنا الوطنية، حتى التحرير الشَّامل والاستقلال والعودة".