الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
بثّت القناة الإسرائيلية "13" تقريرًا ادّعت فيه أنّ "مستعربين" تحصّلوا على نسخ من مخططات البناء الفلسطيني في مناطق (ج) من مسؤولين في وزارة الحكم المحلي بالضفة الغربية، بعد أن تقمّصوا دور صحفيين في وكالة إعلام بلجيكية.
"الترا فلسطين" تواصل مع المسؤول الذي ذكره التقرير العبري، وزعم أنه تحصّل منه على مخططات بناء فلسطينية في مناطق (ج)
يظهر الجزء الأول من التقرير الذي بثّته القناة الإسرائيلية الأربعاء الماضي، وأعدّه "تسفكيا يحزيقلي"، انتحال مستوطنة إسرائيلية شخصية صحفية بلجيكية، أثناء لقائها مسؤولًا في وزارة الحكم المحلي، وقد رافقها أثناء ذلك مجموعة مستوطنين خدموا في وحدات "المستعربين"، متقمّصين هويات طاقم إعلامي، وشخصيات فلسطينية.
اقرأ/ي أيضًا: ذراع استخباري جديد لمراقبة البناء الفلسطيني في مناطق (ج)
وتقول المستوطنة التي انتحلت شخصية صحفية بلجيكية لمعد التقرير (تم إخفاء وجهها) إن العملية هدفت لاستخراج خطط البناء الفلسطينية في مناطق (ج) لفهم ما يجري هناك.
وبحسب معدّ التقرير فإن فريق المستعربين التابع للمستوطنين حدد الشخص الذي سيتم استهدافه، وهو المهندس جهاد ربايعة المسؤول عن مخططات البناء الفلسطينية في مناطق (ج) بوزارة الحكم المحلي، والذي يفترض أنه يعمل لتحويل الملايين من المساعدات الأوروبية إلى مخططات بناء.
وتقول المستعربة "شيرين" إنها اتصلت هاتفيًا بمكتب وزير الحكم المحلي وطلبت بعض التفاصيل، وتم تحويلها إلى الوزير الذي أعطى الضوء الأخضر لجهاد ربايعة للحديث معها، وقد سألها الأخير عن هويتها، فأجابت أنها مراسلة صحفية لوكالة أنباء بلجيكية وتريد إعداد تقرير حتى تصل المزيد من التبرعات المالية من الاتحاد الاوروبي، وقد تم تحديد لقاء لهذه الغاية.
اقرأ/ي أيضًا: شخصية منتحلة... حقيقة اختراق صحافي "إسرائيلي" لإخوان أوروبا
ويظهر تقرير القناة العبرية مشاهد من الاجتماع الذي أجراه "المستعربون" مع مهندس التخطيط جهاد ربايعة، الذي يبدأ حديثه بالقول إنه يشرف على خطط البناء في مناطق (ج). وتقول شيرين (المستعربة) التي أخفت القناة العبرية وجهها، إنّ الأمر متعلّق بالتواصل، لقد تحدثوا وهم يريدون الحصول على التبرعات، ثم جاء أشخاص وببساطة فتحوا أمامنا كلّ شيء.
ويستعرض معدّ التقرير خرائط يقول إنه تم الحصول عليها من وزارة الحكم المحلي إثر لقاء المستعربة "شيرين" مع مسؤولين فلسطينيين، زاعمًا أنها وثائق مهمة تعرض مخططات هيكلية للقرى الفلسطينية في مناطق (ج).
"الترا فلسطين" بحث مطوّلًا في المشاهد التي بثّتها القناة العبرية، وتوصّل إلى صور تظهر وجه المستوطنة الإسرائيلية "المستعربة"، وتبيّن أن اللقاء الذي جرى الإشارة إليه في التقرير الاستعراضي يتحدث عن اجتماع عُقد في الخامس من آذار/ مارس 2020، جمع جهاد ربايعة مدير التخطيط في وزارة الحكم المحلي مع مجلس قروي أم الريحان غرب جنين.
وبحسب منشور للمجلس القروي على "فيسبوك" في حينه، فإنّه تم إجراء "مقابلة تلفزيونية مع وكالة الإعلام البلجيكية لاستعراض الإنجازات في قرى الجدار والتخطيط لإنجاز مشاريع حيوية".
توجّهنا في "الترا فلسطين" إلى المهندس جهاد ربايعة، مدير دائرة المساحة والخرائط في الحكم المحلي، طالبين منه التعقيب على ما أورده التقرير العبري، وعن ماهيّة المعلومات التي حصلها عليها "المستعربون" الذين قدموا أنفسهم كصحفيين، فقال إن ما تم عرضه "مسرحية غبية"، وكلها "كذب وادّعاء"، "بروباغندا.. لم يأخذوا أي شيء كما يدّعون".
وأشار إلى أنّ الخرائط التي تم عرضها خلال اللقاء منشورة على موقع وزارة الحكم المحلي أساسًا، مضيفًا "هذه بلدنا، ونريد بناءها، ونحن لا نعمل بالسّر.
ولفت المسؤول في الحكم المحلي إلى أن التقرير تضمّن مشاهد مثل تغيير لوحة تسجيل السيارة، وهذه مسرحية غبية؛ فهم لم يغيّروا لوحة تسجيل السيارة إلى نمرة بيضاء (فلسطينية) كما ظهر في الفيديو، بل جاؤوا بمركبة لوحة تسجيلها نمرة صفراء (إسرائيلية).
اقرأ/ي أيضًا:
كمال عبد الفتاح: جبل من جنين يوازي كرمل حيفا