14-أكتوبر-2024
ضم زاحف لغزة

العدوان على شمال قطاع غزة يهدف لزيادة الضغط على المدنيين هناك

أكد مسؤولون كبار في جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك"، أن "حكومة نتنياهو تخلّت عن المفاوضات وتعمل لتنفيذ ضم زاحف لغزة"، وفقًا لما ورد في تقرير لصحيفة "هآرتس"، أعده مراسلها للشؤون العسكري يانيف كوبوفيتش، يوم الأحد.

 قادة عاملون في قطاع غزة يؤكدون أن قرار التحرك نحو جباليا وبيت لاهيا وبقية مناطق الشمال تم اتخاذه دون نقاش متعمق، ويبدو أن الهدف منه هو زيادة الضغط على المدنيين هناك

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن المسؤولين أن فرصة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى باتت ضئيلة، خاصة مع توقف المفاوضات وغياب المحادثات مع الأطراف الدولية، هذا إلى جانب توقف النقاش بين المستوى السياسي وكبار المسؤولين العسكريين حول وضع الأسرى منذ فترة.

وأوضح تقرير "هآرتس"، أن قادة عاملين في قطاع غزة يؤكدون أن قرار التحرك نحو جباليا وبيت لاهيا وبقية مناطق الشمال تم اتخاذه دون نقاش متعمق، ويبدو أن الهدف منه هو زيادة الضغط على المدنيين هناك، ودفعهم إلى الانتقال نحو الساحل، رغم أن فصل الشتاء يقترب.

وأكد القادة الميدانيون، أن ما يجري منذ بداية الأسبوع الماضي في شمال قطاع غزة قد يكون تمهيدًا لتنفيذ خطة الجنرالات في هذه المناطق، التي تنص على فرض حصار عسكري على شمال قطاع غزة، وقطع المساعدات الغذائية عنه، والتعامل مع كل من يبقى في الشمال بعد الحملة الجارية حاليًا على أنه عضو في حركة حماس ويمكن استهدافه.

وبحسب تقرير "هآرتس"، فإن تنفيذ العملية في شمال قطاع غزة بدأ دون وجود معلومات استخباراتية كافية لتنفيذ هذه العملية، وبدون توافق قيادة الجيش و"الشاباك" على العملية أيضًا، إذ أعرب بعض القادة عن قلقهم من أن هذه العملية قد تعرض حياة الأسرى للخطر.

وتشير تقديرات استخباراتية إسرائيلية إلى أن شمال القطاع يضم نحو 4 آلاف مقاوم، بينما يُعتقد أن عددهم في الجنوب أكبر، وأن العديد من المقاومين غادروا مناطق القتال قبل وصول الجيش الإسرائيلي إليها، في حين أن مقاومين آخرين مازالوا يعملون وسط قطاع غزة.

وبيّن تقرير "هآرتس"، أن حركة حماس تسيطر بشكل كامل على كافة جوانب الحياة المدنية في قطاع غزة رغم مرور عام على الحرب، وأنشأت وحدة شرطة جديدة تقمع أي محاولات لإضعاف قبضتها على القطاع غزة. وفي المقابل، رفض المستوى السياسي المقترحات التي قدمت له بخصوص الدفع نحو تدخل دولي لسد مكان حماس في غزة.

ويضيف التقرير، أن الوضع المدني المتدهور في قطاع غزة يشكل تهديدًا كبيرًا لحركة حماس، لأنه قد يدفع إلى انتفاضة شعبية ضدها. "لكن، رغم ذلك، يعتقد العديد من سكان غزة أن حماس ستظل في السلطة حتى بعد انتهاء الحرب" بحسب التقرير.

وأشار تقرير "هآرتس" إلى تصريحات قادة الجيش "والشاباك" الذين تحدثوا للصحيفة، بأن التحدي الذي تشكله حماس على المستوى المدني، أكبر من التحدي الذي تشكله في الجانب العسكري، "إذ رغم الأضرار التي لحقت بجناحها العسكري، إلا أنها مازالت القوة الوحيدة المسيطرة في قطاع غزة" وفق قولهم.