05-أبريل-2024
قصف إسرائيلي على سفارة دمشق

(AFP) رجحت المصادر أن الرد سيكون قويًا، وربما من خلال استهداف مقر دبلوماسي إسرائيلي من خلال طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى

تداولت وسائل إعلام خلال الساعات الماضية ترجيحات استخباراتية بخصوص طبيعة الرد الإيراني المحتمل على استهداف سفارتها في دمشق. فيما كشف نائب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، محمد جمشيدي، عن فحوى الرسالة التي بعثتها طهران إلى الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي بعد الهجوم على سفارتها، موضحًا أن بلاده حذرت واشنطن من الوقوع في فخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن تبقى محايدة لكي "لا تتعرض للضرب". 

ونقلت شبكة "سي بي إس" عن مصادر استخبارية أمريكية، أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات تشير إلى أن الرد الإيراني سيكون بصواريخ بعيدة المدى وسرب من مُسيّرات "شاهد". فيما أشارت إلى أن  موعد الهجوم الإيراني غير معروف بعد، لكن التقديرات ترجح أنه سيكون قبل نهاية شهر رمضان.

كما رجحت المصادر أن الرد سيكون قويًا، وربما من خلال استهداف مقر دبلوماسي إسرائيلي من خلال طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى.

ترى مصادر استخبارية أن إيران لن تفوت الهجوم على سفارتها واغتيال قيادي كبير في الحرس الثوري دون رد على إسرائيل

وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي إن الرئيس الأمريكي بايدن ناقش في اتصاله الهاتفي الخميس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "التهديدات الإيرانية" لإسرائيل. موضحًا: "لقد كان هناك نقاش بين الزعيمين حول التهديد العملي والعلني الذي تشكله إيران لأمن إسرائيل في اليوم الأخير أو نحو ذلك، وأوضح الرئيس بوضوح شديد لرئيس الوزراء نتنياهو أنه يمكنه الاعتماد على الدعم الأمريكي".

ووضح كيربي ما سبق بالقول: "مساعدتهم في الدفاع عن النفس ضد التهديدات المباشرة والعلنية التي تشكلها إيران"، وفق تعبيره. 

وخلال كلمة له، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في وقت سابق من مساء اليوم: إن "الرد آتٍ لا محالة" على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق.

وفي أثناء كلمة نصر الله، أعلن عن زيارة وزير الأمن الإسرائيلية يوآف غالانت إلى القاعدة الجوية في تل نوف. وقال جالانت: "الاستعداد والتأهب واليقظة ليست مرادفات للذعر والخوف". وأضاف "لقد تعرض العدو لضربات قوية في كل مكان ولذلك فهو يبحث عن سبل للرد. نحن مستعدون بدفاع متعدد الطبقات"، وفق قوله.

واستمر غالانت في القول: "إننا نهاجم أينما تقرر دولة إسرائيل ضد أي عدو، يمكن أن يكون في دمشق ويمكن أن يكون في بيروت. نحن نهاجم أينما قررنا، هجومنا قوي جدًا، جدًا. قوي ودقيق للغاية ويضرب العدو بقوة. ونتيجة لذلك فهو يبحث عن طرق للرد، وطرق الرد هذه يمكن أن تأتي من أي مكان، ونحن نستعد لمواجهة هذا الأمر"، بحسب تعبيره.

وفي سياق متصل، أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الشعبة الأمنية في وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت بالتنسيق مع الشاباك، الإغلاق المؤقت لعدد من البعثات الإسرائيلية حول العالم، وذلك بسبب التنبيهات الأمنية والخوف من هجمات انتقامية من إيران ، وصدرت تعليمات للمبعوثين بعدم الذهاب إلى البعثات وبقيت مغلقة.

وأخلت وزارة الخارجية سبع سفارات منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر (في مصر والأردن والبحرين والمغرب وأنقرة واسطنبول في تركيا، وفي تركمانستان) ولكن في أعقاب الاغتيال في دمشق، تم إعلان حالة التأهب القصوى في جميع سفارات العالم

وتابع التقرير الإسرائيلي، في بعض البلدان، كانت المبادئ التوجيهية صارمة للغاية لدرجة أنه تم منع الموظفين من مغادرة المنزل حتى إلى صالة الألعاب الرياضية الموجودة في المبنى أو إلى متجر قريب. ويقول مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية: "اضطررنا أكثر من مرة إلى إخراج بعض الدبلوماسيين من بلد الخدمة بسبب التحذيرات والمخاطر".  

في بعض البلدان، صدرت تعليمات بعدم الذهاب إلى الأماكن المرتبطة بإسرائيل أو الإسرائيليين. وصدرت تعليمات للدبلوماسيين بزيادة اليقظة وكذلك "كسر" الروتين وتغيير المسارات وتقليل حركة المرور.

وقال دبلوماسي إسرائيلي يعمل في الخارج: "إنه أمر مخيف حقًا. لا نعرف إلى أين يتجه. لا شك أننا مكشوفون». وأشار أحد الدبلوماسيين: "منذ تشرين الأول/أكتوبر، كل خطوة وكل حركة نقوم بها تتطلب موافقة مسبقة. وهناك مناطق حتى في وسط المدينة يمنعنا دخولها خوفًا من مواجهة المتظاهرين أو العناصر المعادية".  

مؤخرًا، قال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يعقوب (كوبي) بليتشتاين، في مناقشة في لجنة فرعية تابعة للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، إنه بعد الحرب، طلب الشاباك مبلغًا إضافيًا قدره 100 مليون شيكل للأمن في سفارات إسرائيل حول العالم. وتوضح "يديعوت أحرونوت": "هذه إضافة دراماتيكية تضمنت تعزيزات أمنية كبيرة".

يشار إلى أنه تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، إلى قصف إسرائيلي، مطلع شهر نيسان/أيريل، مما أدى إلى تدميره بشكلٍ كامل، ومقتل القيادي في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي المعروف باسم "حسن مهدوي"، ونائبه العميد حاجي رحيمي.

حينها، ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية القصف بـ"الهجوم الجريء في أعماق دمشق"، وبالإضافة إلى كونه "هجوم غير عادي".

وقال مراسل هيئة البث الإسرائيلية: عن اغتيال رضا زاهدي "إذا كان هذا صحيحًا، فهو اغتيال دراماتيكي". ووصف اغتيال زاهدي بأنه أكبر اغتيال إسرائيلي لشخصية إيران منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وبعد القصف، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا: نحن أمام أيام معقدة، مضيفًا في تصريحات لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي": "لست واثقًا أن الأيام السيئة أصبحت من خلفنا"، وذلك على خلفية ترقب في إسرائيل لإمكانية حصول رد إيراني على استهداف قنصليتها في طهران، واغتيال القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن كلام حاليفا دليلٌ على أنه "في إسرائيل تؤخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد".

قالت "يديعوت أحرونوت" إن الشعبة الأمنية في وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت بالتنسيق مع الشاباك، الإغلاق المؤقت لعدد من البعثات الإسرائيلية حول العالم

ورغم تصريحات حاليفا، إلّا أنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، خرج للتقليل من أهميتها، والتأكيد على عدم حدوث أي تغير في الجبهة الداخلية.

وقد تكثفت في الأسبوع الماضي عمليات التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) التي تقوم بها إسرائيل منذ اندلاع الحرب، وامتدت في الأيام الأخيرة إلى تل أبيب والقدس.

وهدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، بأن اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، "لن يمر دون رد".