04-يوليو-2022
معبر الكرامة

أزمات متافقمة سنويًا على معبر الكرامة الرابط بين الضفة الغربية والعالم دون أيّ حلول جذرية (gettyimages)

مع بداية كل صيف، يختنق معبر الكرامة بالمسافرين، وهو النقطة الحدودية الوحيدة تقريبًا، التي يمكن من خلالها العبور والخروج من الضفة الغربية إلى الأردن والعالم. وما يتكرر مع بداية كل صيف، الأزمات الخانقة التي يعاني منها المسافرين، والتي تجعل عملية عبور المعبر التي تتطلب أقل من ساعة في وضعٍ طبيعي، تحتاج إلى 8 ساعات أو أكثر، والمشكلة تحديدًا تأتي لكون هذه الأزمة تتكرر منذ أعوام في نفس موعدها تقريبًا، وتتفاقم سنويًا دون إيجاد أيّ حل فعلي لها، ففي كل عام تزداد عمليات طلب الرشاوي من المسافرين، وتزيد ساعات الوقت اللازمة للعبور، وتمتهن كرامة الناس.

مع بداية كل صيف، يختنق معبر الكرامة بالمسافرين، وهو النقطة الحدودية الوحيدة تقريبًا، التي يمكن من خلالها العبور والخروج من الضفة الغربية إلى الأردن والعالم

وتظهر الحركة الكبيرة والنشطة للسفر في هذه الأيام، من خلال تتبع أعداد المسافرين عبر معبر الكرامة خلال شهر حزيران/ يونيو، وهو الشهر الأول في الإجازة الصيفية، فقد بلغ عدد المغادرين عبر معبر الكرامة حوالي 87 ألف شخص، فيما بلغ عدد القادمين ما يزيد عن 97 ألف شخص، بحسب تقرير صادر عن إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة.

وأول ما تمسّه أزمة جسر الكرامة هو الوقت، كما يقول عضو سكرتاريا الحملة الوطنية لحرية حركة المسافرين "بكرامة" طالب عوض لـ"الترا فلسطين"، أن المسافر يحتاج في الوضع الطبيعي من عمان إلى رام الله 4 ساعات، ولكن هذه الأيام يحتاج من 8 ساعات إلى 10 ساعات وأحياناً أكثر من ذلك.

أمّا الشرطة الفلسطينية، وعلى لسان مدير مركزها على معبر الكرامة مصطفى دوابشة فيعتبر أن الحركة الكبيرة للمسافرين هي من يتسبب في الازدحامات الحالية. مشيرًا إلى أن عدد القادمين من الخارج مرتفع، ففي يوم أمس وحده كان هناك 6250 عابرًا للمعبر باتجاه الضفة الغربية، وذلك نتيجة رغبة كُثر في تمضية إجازة العيد في فلسطين. وتوقع دوابشة أن تشمل الازدحامات مسار المغادرين بعد عيد الأضحى مباشرةً، داعيًا إلى تجنب السفر في صباح في تلك الفترة.

من جانبه، اتفق عوض من حملة "بكرامة" في أن الأزمة الحالية هي للقادمين من الأردن. لكنه أشار إلى ضرورة وجود ترتيبات مع الجانب الأردني من أجل التخفيف منها وترتيب الدخول بشكلٍ منظم. مستدركًا، بإشارته إلى أن الأهم من كل ما سبق، هو أن يعود نظام السفر لأن يكون 24 ساعة على مدار أيام الأسبوع. مع تأكيده على ضرورة زيادة عدد نوافذ المراجعة، وإنشاء نظام للدور، وزيادة عدد الموظفين، وإيجاد ترتيبات فعالة لعملية نقل الأمتعة، التي يُفقد عدد كبير منها.

حالة الغضب والتذمر من جسر الكرامة باتت حديثًا يوميًا في الأيام الأخيرة

وحول تكلفة السفر الكبيرة، قال عوض إن مشكلة السفر لا تقتصر على عدد الساعات الطويل وإنما على تكلفته الكبيرة أيضًا، وخاصةً ضريبة المغادرة. مشيرًا إلى أن ظاهرة الواسطات والرشاوي، بدأت تأخذ حيزًا أكبر على الجسر في هذه الأيام، داعيًا الجهات المسؤولة لمحاربتها.

أزمة في حركة السفر هذه الأيام

حالة الغضب والتذمر من جسر الكرامة باتت حديثًا يوميًا لكثر في الأيام الأخيرة، خاصةً الذين يتنقلون بشكلٍ دوري ويلاحظون الفرق في أيام الصيف والذروة عن الأيام العادية، بالإضافة إلى المتغيرات على الجسر، منبهين إلى محاولة دفع المسافرين نحو استخدام سيارات الـVIP خلال سفرهم، خاصةً في الجانب الأردني. 

"الفلسطينيون بشر تمتهن كرامتهم على المعابر، والسلطة هي الحاضر الغائب في وقف معاناة المسافرين"

ويعاني الناس بشكلٍ حقيقي مؤخرًا خلال عملية التنقل على معبر الكرامة، كما أشار الكاتب الحقوقي ماجد العاروري، بعد عودته من السفر قبل أيام، قائلًا: "الفلسطينيون بشر تمتهن كرامتهم على المعابر، والسلطة هي الحاضر الغائب في وقف معاناة المسافرين"، في تدوينة على صفحته على موقع فيسبوك.

أزمة في حركة السفر هذه الأيام

واصفًا رحلته عبر الجسر "لا يمكن وصف الحالة المزرية التي يعانيها الفلسطينيون على المعابر أثناء توجهم أو عودتهم من الأردن سوى بامتهان عال لكرامتهم الإنسانية، فلا يعقل أن تستغرق رحلة العودة من عمان إلى الضفة الغربية 10 ساعات متواصلة". وحمل العاروري السلطة الفلسطينية مسؤولية ذلك، بصمتها وعدم شعورها بالانزعاج نتيجة ما يحدث على المعبر، تاركةً القرار للجانب الأردني والاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف العاروري في تدوينته: "السلطة تنشر قواتها في استراحة أريحا كأنها معبر حدودي، ولا دور لهم سوى تنظيم دخول المسافرين إلى الباصات وفحص الحصول على تسجيل على المنصة الأردنية، وأثناء العودة ترى عيونهم ثاقبة تراقب المسافرين لا رأفة بحالهم بل لضبط أي مسافر يسعى خلسةً لتهريب "كروز" زائد من الدخان، فتهريب الدخان قد يكون أخطر تهديد للأمن القومي الفلسطيني ومسًا بجيب السلطة وجيوب المسؤولين".