21-أغسطس-2022
غزة

وداع أطفال استشهدوا في غارات إسرائيلية خلال عدوان بزوغ الفجر | تصوير سامح رحمة

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

نشر البروفيسور يجيل ليفي، وهو محاضر في العلوم السياسية؛ وخبير في شؤون جيش الاحتلال، معطياتٍ قال إنها تُثبت كذب مزاعم جيش الاحتلال التي واكبت عدوان "بزوغ الفجر" على قطاع غزة بداية شهر آب/أغسطس؛ بأنه قلص نطاق إلحاق الضرر بالمدنيين في قطاع غزة خلال عمليات القصف الجوي.

نسبة الضحايا المدنيين في عمليتي "عامود السحاب" و"حارس الأسوار تدور حول 40% من مجموع الضحايا. أما في عملية "بزوغ الفجر" فكانت النسبة 42%، وهذا يؤكد أن هناك "فجوة بين الخطاب الرسمي لإسرائيل وسلوك القوات الفعلي" وفقًا لليفي

وقال ليفي، إن جيش الاحتلال وفي سياق إقناع الناس بمزاعمه، كشف، على نحو غير مسبوق، تفاصيل خطة اغتيال القيادي في سرايا القدس تيسير الجعبري، مضيفًا: "لدى إسرائيل أسبابٌ للترويج لهذه العملية بشكل براق. لكن اختبار الحلوى يتم بفحص طعمها. وإحدى طرق فحص العلاقة بين السياسة والواقع في هذا المجال هو فحص عدد القتلى".

واستعرض ليفي في مقاله عدد الضحايا المدنيين (غير الضالعين في أعمال للمقاومة) من إجمالي عدد الضحايا في ثلاث "عمليات" نفذها جيش الاحتلال على قطاع غزة، تضمنت غارات جوية، وهي: "عامود السحاب 2012" التي استمرت أسبوعًا، وكذلك "حارس الأسوار 2021" التي استمرت قرابة أسبوعين، ثم أخيرًا "بزوغ الفجر" التي استمرت ثلاثة أيام.

واستند في المعطيات التي أوردها إلى "مركز معلومات المخابرات والإرهاب" الذي يحمل اسم الجنرائل مئير عميت، ويحلل باستمرار أرقام القتلى ويحدد انتماءاتهم أيضًا. وهذا المركز، وفقًا للبروفيسور ليفي، مرتبطٌ بجهاز المخابرات الإسرائيلي، "وبالتالي فإن الاعتماد على بياناته سيُقلل من الجدل" حسب قوله.

وأظهرت المعطيات التي أوردها ليفي في مقاله، أن نسبة الضحايا المدنيين في عمليتي "عامود السحاب" و"حارس الأسوار" تدور حول 40% من مجموع الضحايا. ففي عملية "عامود السحاب" كان عددهم 68 من 169 قتيلاً. وفي "حارس الأسوار" كان عددهم 95 من 236 قتيلاً. وفي بزوغ الفجر كان عدد الضحايا المدنيين 16 قتيلاً من 38 قتيلاً، أي أن النسبة في هذه العملية 42%، وهذا يؤكد أن هناك "فجوة بين الخطاب الرسمي لإسرائيل وسلوك القوات الفعلي" وفقًا لليفي.

في "إسرائيل"، يواصل ليفي كلامه، كانت هناك زيادة في الغارات الجوية على المناطق المكتظة بالسكان، وفي ضرب المباني السكنية، ولذلك ظل عدد القتلى كما هو. "وبالتالي، فإن زيادة دقة الأسلحة زادت من الجرأة، ولم تقلل الضرر الذي يلحق بالمدنيين"

وأشار ليفي إلى تقرير نشرته الصحافية أميرة هآس في صحيفة "هآرتس"، بعد أيام من انتهاء عدوان "بزوغ الفجر"، وجاء فيه أن عدد الضحايا المدنيين في هذا العدوان كان أعلى من العدد الذي أورده مركز "مئير عميت"، ما يعني أن النسبة أعلى من 42%.

وأضاف، أن جيش الاحتلال يسلك سلوكًا "متهورًا" في المناطق المزدحمة في قطاع غزة. ورغم الانتقادات لـ"إسرائيل" في أعقاب "العمليات" السابقة، والتحقيق الذي أجرته محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد الإسرائيليين المشتبه بهم بارتكاب جرائم حرب، إلا أن السلوك الإسرائيلي لا يُظهر أي تغيير جوهري في العدوان الأخير.

وتحدث البروفيسور ليفي عن "نقاش" يدور في الغرب، حول درجة المساعدة التي تحققها الأسلحة الدقيقة في تقليل الضرر الذين يلحق بالمدنيين لدى العدو، مبينًا أن هناك ادعاءً بأنه بفضل الأسلحة الدقيقة يُصادق المسؤولون في الدولة والجنرالات على شن الهجمات على الأهداف التي لم يكن من الممكن في ظروف أخرى سابقًا مهاجمتها خوفًا من وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.

لكن في "إسرائيل"، يواصل ليفي كلامه، كانت هناك زيادة في الغارات الجوية على المناطق المكتظة بالسكان، وفي ضرب المباني السكنية، ولذلك ظل عدد القتلى كما هو. "وبالتالي، فإن زيادة دقة الأسلحة زادت من الجرأة، ولم تقلل الضرر الذي يلحق بالمدنيين".