الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
تستعدّ منظمة "اليوبيل" الإنجيلية لبدء المرحلة الثانية من مشروع يهدف لزراعة ثلاثة آلاف شجرة قبل نهاية العام 2022، في محيط مستوطنة "هار براخا" المقامة على أراضي بورين وكفر قليل جنوب نابلس، في خطوة قال مؤسس المنظمة إنّها "رسالة توراتية" ستتوسّع لاحقًا بحيث يتم زراعة 20 ألف شجرة سنويًا، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس"، الخميس.
منظمة يقودها الانجيليون الأمريكيون تعكف على "تحويل إسرائيل إلى اللون الأخضر" بزراعة مئات آلاف الأشجار في الضفة الغربية
وكتب موقع صحيفة "هآرتس": "عندما تنظر جنوبًا من مستوطنة "هار براخا" التي أقيمت عام 1983 على أراضي قرى بورين وكفر قليل، إلى الجانب الآخر من الوادي، يمكنك رؤية بقعة خضراء تبرز على المنحدر البني والقاحل. وبحسب لافتة خشبية مطلية حديثًا، وُضعت للترحيب بالزوار، توجد في المكان غابة زُرعت بتمويل من محطة تلفزيونية مسيحية نرويجية تسمى Vision Norway، والغابة جزء من مبادرة "تخضير إسرائيل - Greening Israel" والهادفة لتغطية جبال وتلال الضفة الغربية بمئات آلاف الأشجار.
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن الأحرف الكبيرة والعريضة أسفل اللافتة تُظهر أن اسم المنظمة المسؤولة عن هذا المشروع الطموح هو "اليوبيل"، وقد تم تأسيس المنظمة وإدارتها من قبل الإنجيليين الأمريكيين، ومنذ سنوات تقوم على فكرة "أرض إسرائيل كاملة"، لكنّها حتى الآن تركّز بشكل أساسي على تجنيد متطوعين مسيحيين لحصاد العنب في مزارع الكروم التابعة للمستوطنين.
تقوم منظمة "اليوبيل" على فكرة "أرض إسرائيل كاملة"، لكنّها حتى الآن تركّز على تجنيد متطوعين مسيحيين لحصاد العنب في مزارع الكروم التابعة للمستوطنين
ووفق ما أوردته "هآرتس" فإنه ومن أجل الانتقال إلى المرحلة التالية من المشروع، أطلقت "اليوبيل" مؤخرًا حملة جمع للتبرعات، وقد حققت نصف هدفها تقريبًا بجمع الأموال الكافية لزراعة ثلاثة آلاف شجرة بحلول نهاية العام الجاري. وبحسب ما ذُكر على موقع "اليوبيل"، فإن المنظمة تخطط لزراعة 20 ألف شجرة سنويًا خلال الأعوام المقبلة، في منطقة تبلغ مساحتها نحو ألف دونم في مواقع مختلفة من جبال الضفة الغربية.
ومنظمة "اليوبيل" مسجّلة في الولايات المتحدة الأمريكية كمنظمة غير ربحية، ما يعني أن جميع التبرعات لهذا المشروع معترف بها لأغراض ضريبية، وتعرّف المنظمة نفسها على أنها تقدم "خدمة ومساعدة إلى المجتمعات الزراعية في إسرائيل"
وتشير "هآرتس" إلى أنّ "الغابة" الاستيطانية جنوب نابلس، والتي تم تمويل زراعتها من قبل النرويجيين، هي المرحلة الأولى من المشروع، وتوصف بأنها "قطعة أرض تجريبية". إذ تمت زراعة حوالي ألفي شجرة من أنواع مختلفة في المنطقة منذ عامين، بهدف تحديد أي منها يمكن أن يتجذّر بشكل أفضل في الأرض، علمًا أن من قدّموا المساعدة في أعمال الزراعة، مختصّون قدموا من الخارج مع نحو مئة متطوّع إنجيلي من أنحاء العالم.
تمت زراعة حوالي ألفي شجرة من أنواع مختلفة في المنطقة منذ عامين، بهدف تحديد أي منها يمكن أن يتجذّر بشكل أفضل في الأرض
والأرض التي تقوم عليها "الغابة" القريبة من مستوطنة "هار براخا" مملوكة ملكية خاصة لفلسطينيين من قرية بورين المجاورة، وعن ذلك، تنقل صحيفة "هآرتس" عن "درور إتكس"، مؤسس جمعية "كير نبوت" الحقوقية الإسرائيلية التي تدرس سياسة الأراضي الإسرائيلية في الضفة الغربية وتتابعها، الذي قال إنه صادف خلال عقدين من عمله في الضفة الغربية، عددًا لا يحصى من الحالات التي سرق فيها مستوطنون يهود أرضًا فلسطينية، غير أنه لم يصادف حتى الآن حالة قام فيها مسيحيون قدموا من الولايات المتحدة بسرقة أرض من الفلسطينيين، مثلما يجري جنوب نابلس.
ويبني "إتكس" تصريحاته على الصور الجوية والمعلومات التي تلقتها منظمته من "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية، وذلك بموجب قانون "حرية المعلومات" في "إسرائيل". ويشير "إتكس" إلى أن الصور الجوية تُظهر أن المنطقة المعنية كان يفلحها الفلسطينيون بلا توقف حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وأن سبب عدم زراعة الفلسطينيين للأرض في السنوات الأخيرة يعود لأنه بات الدخول لتلك الأراضي محظورًا عليهم قبل مستوطنين "هار براخا" وجنود الجيش الإسرائيلي.
وعقّبت المنظمة الإنجيلية "اليوبيل" على استفسار صحيفة "هآرتس" بالقول: "نحن لا نمتلك الأراضي التي نزرع فيها الأشجار. نحن نعمل جنبًا إلى جنب مع المزارعين والمجتمعات اليهودية المحلية والسلطات البلدية اليهودية".