05-يوليو-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

انتقدت منظمة العفو الدولية، ترويج شركاتٍ عالميةٍ في مجال السياحة لمستوطناتٍ إسرائيليةٍ مقامةٍ في الضفة الغربية، مؤكدة أن هذه الشركات تُساهم في تعزيز نظامٍ للتمييز المؤسسي والانتهاك الجماعي لحقوق الإنسان، يعاني منه مئات آلاف الفلسطينيين.

ونشرت المنظمة الحقوقية مقالاً على موقعها الإلكتروني، ركّزت كاتبته الناشطة صابرينا توتشي على دور شركة "تريب أدفايزر" السياحية الدولية في انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق خربة سوسيا جنوب الخليل، ويسكنها 300 فلسطيني.

منظمة العفو تنتقد ترويج شركة "تريب أدفايزر" لمستوطنة سوسيا في مواقعها السياحية

وأشارت توشتي إلى أن أهالي خربة سوسيا يعيشون في مساكن تسندها بعض الأخشاب، وفي خيمٍ يكسوها الغبار، في حين تقع مستوطنة سوسيا الإسرائيلية على بعد أكثر من كيلومتر واحد بقليل، يسكنها 1000 مستوطن، ويحظون فيها بـ"عنايةٍ جيدةٍ وضواحي مترفة، ما يُجسد انعدام المساواة".

اقرأ/ي أيضًا: خيمة للزواج.. حُلم مستحيل في سوسيا

ومضت توتشي تسرد تطور مستوطنة سوسيا وتأثيرها على خربة سوسيا وأهلها الفلسطينيين، حيث أُقيمت عام 1983 على أرض مملوكة لأهالي خربة سوسيا، "ما أجبر مجتمعًا كان يعيش لعقودٍ حول الآثار القديمة لسوسيا، وفي الأراضي الزراعية المحيطة بها، على النزوح"، قبل أن تصنف سلطات الاحتلال القرية "موقعًا أثريًا" وتُخلي جميع الفلسطينيين من المكان قسرًا.

وأشارت إلى أن أهالي سوسيا المشرّدين الذين لم يُعرض عليهم أي سكن بديل أو تعويض، انتقل معظهم إلى القرى القريبة، إلا أن عائلة نواجعة قررت البقاء في المنطقة الفاصلة بين المستوطنة الإسرائيلية والموقع الأثري، وهي تعيش بلا ماءٍ ولا كهرباءٍ بعد أن سلبت سلطات الاحتلال كل خيرات أرضهم لصالح المستوطنة.

وتطرقت توتشي إلى الاعتداءات الجسدية واللفظية التي يرتكبها المستوطنون بحق أهالي سوسيا، إضافة لتسيير طائراتٍ بلا طيار فوق الخيام لترويع قاطنيها، وتدمير أشجار الزيتون ونهب محصولها.

وتحدثت عُلا نواجعة لتوتشي كيف تعرضت طفلاتها الثلاثة لاعتداءٍ بالحجارة من قبل مستوطنين أثناء عودتهن من المدرسة، وقالت إحدى الطفلات إنها تكره الذهاب للمدرسة بسبب المستوطنين، "فهم مسلحون وأخطر من الجيش".

رغم ذلك، قالت عُلا لتوتشي: "هذه أرضنا ولن نتركها. سيواصلون الهدم، وسنواصل نحن البناء: باقون هنا."

وأكدت توتشي أن ما فعلته سلطات الاحتلال بحق سوسيا هو جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي.

وأفادت بأن شركة "تريب أدفايزر" أدرجت موقع سوسيا الأثرى، ومصنعًا للنبيذ داخل المستوطنة، في إعلاناتها بصفتها مواقع جذب سياحي.

منظمة العفو: يتوجب على الشركات احترام حقوق الإنسان والتقيد بالقانون الدولي

وبيّنت توتشي، أن شركة "تريب أدفايزر" تجني أرباحًا بفضل تعزيز اقتصاد المستوطنة التي أُقيمت على أرضٍ مسروقة، وتُسبب انتهاكات مستمرة للحقوق الإنسانية للفلسطينيين.

وأضافت أن منظمة العفو الدولية دعت "تريب أدفايزر" لوقف إدراج أماكن الجذب السياحي في المستوطنات مثل سوسيا على قائمتها الخاصة بالمواقع السياحية، لكن الشركة تجاهلت ذلك ومازالت تروج للمستوطنة، مضيفة، "بفعلتها هذه، فإن تريب أدفايزر قد اختارت مواصلة الإسهام في هذه الانتهاكات، والاستفادة منها".

وأكدت توتشي، أن على الشركات مسؤولية احترام حقوق الإنسان والتقيد بالقانون الدولي، بغض النظر عن المكان الذي تقوم فيه بعملياتها في العالم، موضحة أن هذه المسؤولية تشمل تجنب التسبب بالانتهاكات أو الإسهام فيها، والتصدي لمثل هذه الانتهاكات عندما تقع.

وأشارت إلى وجود صعوبة كبيرة في إخضاع الشركات الكبرى ذات النفوذ للمحاسبة، مضيفة أن مقالها لا يكفي وحده لإقناع الشركة وغيرها بتغيير سلوكها، لكنها أعربت عن أملها في أن يساعد من يقرأونه على "اتخاذ قراراتٍ مستنيرة بشأن إجازاتهم" وفق وصفها.

ودعت توتشي إلى النضال الجماعي من أجل وقف إسرائيل عن انتهاك الحقوق الإنسانية للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


اقرأ/ي أيضًا: 

سوسيا.. هدم منتظر على خُطى الخان الأحمر

مجاري المستوطنات تهلك الحرث والنسل في دورا

تجوّل في أرضك تمتلكها..