01-أكتوبر-2018

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشف صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، تفاصيل سرية عن عمل "الوحدة 3060" في جيش الاحتلال، مبينة أن هذه الوحدة التي أُسّسَت قبل أربع سنوات تقود ثورة في المعلومات الاستخبارية، مستخدمة قدرات متطورة، وقد ظلّت محاطة بالسرية حتى مطلع العام الجاري.

ونشرت الصحيفة تقريرًا تضمن مقابلة مع قائد الوحدة الذي لم تكشف هويته، وقد تحدث قائلاً: "نحن الآن في مرحلة متقدمة من ثورة السايبر، ونحتاج لمواجهة طوفان المعلومات الناجم عنها، وهذه هي في الواقع الثورة المقبلة في مجال المعلومات".

وبحسب الصحيفة، فإن "الوحدة 3060"  أو كما تُسمى "وحدة النخبة"، أُنشِئَتْ عام 2014 فورًا بعد "عملية الجرف الصامد"، ولكنها بقيت تحت ستارٍ من السرية حتى شهر كانون أول/يناير الماضي، عندما قرر الجيش كشف النقاب عن وجودها.

تقوم الوحدة - وفق "يديعوت" - على فكرة بسيطة، وهي أن العصر التكنولوجي الحالي يضع تحديات فعلية أمام الأجهزة الاستخبارية  والعمليات العسكرية التي يتم تنفيذها بناءً على معلومات استخبارية، وتمتاز هذه التحديات بأمرين هما: كمية المعلومات الهائلة المتدفقة، إلى جانب التنوع في نوعية المعلومات بدءًا من النصوص المكتوبة والمقروءة والصور والفيديوهات، مما يزيد الأمر تعقيدًا في تحليل تلك المعلومات.

وأضافت "يديعوت" أن ثمرة كل ذلك طوفان من المعلومات الاستخبارية التي يكون القادة الميدانيون - أحيانًا - بحاجة ملحة لها أثناء العمليات التي يقودونها في الميدان. "وفي ظل هذه الواقع فإن الحل يكمن في مختبر صناعي يعمل بناء على لورغتميات، يعني أن تقوم آلة  بمعالجة وتحليل وتنصيف تلك المعلومات واستخلاص الاستنتاجات، وهي قادرة على التعاطي مع كم هائل من المعلومات في فترة زمنية وجيزة".

تعمل الوحدة على تطوير تطبيقات ومنظومات إلكترونية تقدم استجابة لحاجات ضباط الاستخبارات في كل المستويات، ولإذرع الجيش المتعددة. يشرح ذلك قائد الوحدة قائلاً: "لنتفرض أننا الآن نخوض معركة، إذن نحن بحاجة  لتحديد أهداف، عملية إنتاج الأهداف تشمل سلسلة من ضباط الاستخبارات كل في ميدان تخصصه. فعملية جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها ومعالجتها؛ يشترك فيها الكثير من الأشخاص، وهي بحاجة للكثير من المصادقات، وفي نهاية ذلك يصادق الجيش على تحديد الهدف، وإجراء هذه العملية في ظل وقت محدود".

ويُشير قائد الوحدة إلى الآلة "ألبرت"، التي يقول إنها تُقدم المساعدة في التعامل مع كمية هائلة ومتنوعة من المعلومات في ظل ضغط الوقت، لكن هذه الآلة - وفق قوله - لا تؤدي بنفسها كل العمل، "نحن نعلمها جوهر الهدف، ونزودها بأمثلة لأهداف جيدة، ثم في نهاية الأمر تصير الآلة قائدة على تشخيص أهداف جيدة".

والآلة "ألبرت" هي أنبوبة معلومات ضخمة تتدفق عبرها الصور والنصوص والفيديوهات والمراسلات النصية ومضامين البريد الإلكتروني، إضافة  لمواد تم تسجيلاها عبر أجهزة التصنت ثم تقوم "ألبرت" بمعالجتها.

ورأى قائد الوحدة إن "ألبرت" أحدثت ثورة حقيقية في مجال علوم تحليل البيانات ومعالجتها، ليس فقط العسكرية، وإنما في مجال معالجة البيانات بشكل عام، "الأمر الذي سيضع إسرائيل في مقدمة الدول في هذا المجال" كما يقول.