29-ديسمبر-2023
عناصر من قوات الأمن التابعة لحركة حماس الفلسطينية يحملون نعشا يحتوي على جثمان العالم الفلسطيني فادي البطش، الذي اغتيل في ماليزيا، في معبر رفح الحدودي في جنوب قطاع غزة في 26 أبريل، 2018

عناصر من قوات الأمن يحملون نعشًا يحتوي على جثمان العالم فادي البطش، الذي اغتيل في ماليزيا.

الترا فلسطين | فريق التحرير 

أورد موقع ستراتفور، أمس الخميس، تقييمًا للتداعيات المحتملة للحملة الإسرائيلية لاغتيال قادة حركة حماس.

وذكر الموقع الأمريكي، الذي يوفر تحليلات وتقييمات بشأن الجغرافية السياسية والقضايا الأمنية والعسكرية، أنه إن نفذت "إسرائيل" حملة اغتيالات ضد قادة حماس في الخارج، فمن المرجح أن يثير ذلك المزيد من "معاداة السامية"، والتوبيخ من الحكومات الغربية، وتخاطر برد فعل سلبي إقليمي، مما يؤدي إلى بطء جهود "التطبيع" بعد الحرب على غزة، وقد يولد ردود فعل انتقامية من حماس، ويُبقي على التهديد بالتصعيد الإقليمي، بما في ذلك احتمال مشاركة أكبر من إيران على الطاولة العام المقبل. 

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أصدر تعليماته لأجهزة المخابرات في تعقب كبار مسؤولي حماس الذين يعيشون في لبنان وتركيا وقطر.

وقال الموقع إنه خلال الشهر الماضي، تناولت سلسلة مستمرة من التقارير الإعلامية تفاصيل خطة بين القادة الإسرائيليين لاغتيال قادة حماس في الدول الأجنبية بمجرد تراجع حدة الحرب الحالية في قطاع غزة.

وفي الأول من كانون الأول\ديسمبر، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال لأول مرة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أصدر تعليماته لأجهزة المخابرات في تعقب كبار مسؤولي حماس الذين يعيشون في لبنان وتركيا وقطر.

 ووفقًا للتقرير، فإن الجدل بين قادة الأمن الإسرائيليين ركز بشكل أكبر على متى وكيف يتم تنفيذ الاغتيالات، بدلًا من التركيز على ما إذا كان سيتم القيام بذلك في المقام الأول.

وبعد ذلك، في 3 ديسمبر/كانون الأول، بثت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية تسجيلًا غير مؤرخ، ذكر فيه رئيس الشاباك أنه تلقى أمرًا واضحًا من مجلس وزراء الاحتلال "للقضاء على مسؤولي حماس" في لبنان وتركيا وقطر أو في أي مكان يقيمون فيه.

وفي رده على سؤال أحد الصحفيين في خطاب عام يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني، ألمح نتنياهو بقوة إلى حملة اغتيالات سرية بقوله إنه "أصدر تعليمات" للموساد "بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا". وفي الوقت نفسه، قال وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت إن قادة حماس "وُضعوا تحت علامة الموت".

وقال الموقع إن لدى "إسرائيل" تاريخ طويل من تنفيذ الاغتيالات في الخارج، ولكنها تسببت بـ"ازدراء" واسع، ومن بين الأسباب كان قتل نادل مغربي في النرويج في فترة السبعينيات ظنوا خطأً أنه مسؤول كبير في منظمة أيلول الأسود، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية وإجبار أجهزة المخابرات الإسرائيلية على تقليل عملياتها في الغرب. وفي عام 2010، قتل إسرائيليون مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس في دبي محمود المبحوح، ولكن تم اكتشافهم من خلال كاميرات المراقبة قبل الاغتيال في عملية أدت إلى سنوات من القطيعة الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة.

رجح موقع ستراتفور أن تتركز الاغتيالات في لبنان وسوريا وتركيا، كما اعتبر ماليزيا، أيضًا مكانًا محتملًا لتنفيذ الاغتيالات الإسرائيلية.

وعندما كان  بنيامين نتنياهو يشغل منصب رئيس الوزراء في عام 1997، عانى أيضًا من إحراج كبير بعد أن أمر جواسيس إسرائيليين بقتل خالد مشعل، زعيم الجناح السياسي لحركة حماس آنذاك، في الأردن. وفي عملية جرت على نحو خاطئ للغاية، تم القبض على قاتلين إسرائيليين بعد رش مشعل بمادة سامة أصابته ولم تقتله. وبعد أن هددت الحكومة الأردنية بإلغاء معاهدة السلام مع "إسرائيل"، ووسط ضغوط من الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون، اضطر نتنياهو إلى إرسال رئيس الموساد إلى عمان ومعه الترياق لمشعل، ولم يطلق سراح الجواسيس الإسرائيليين إلا بإطلاق سراح العشرات من الأسرى الفلسطينيين.

ورجح موقع ستراتفور أن تتركز الاغتيالات في لبنان وسوريا وتركيا، كما اعتبر ماليزيا، أيضًا مكانًا محتملًا لتنفيذ الاغتيالات الإسرائيلية.

وقال الموقع إن الاغتيالات الإسرائيلية في تركيا ستكون أكثر خطورة مقارنة مع لبنان، نظرًا لعلاقات الاحتلال مع أنقرة، وحقيقة أن تركيا عضو في الناتو.

ومن بين الدول الثلاث المذكورة في التقارير الإعلامية، فإن قطر هي الأقل احتمالًا أن تشهد اغتيالات إسرائيلية، على الرغم من استضافة الدولة الخليجية للمكتب السياسي لحماس. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن قطر لعبت دورًا رئيسيًا في تسهيل المفاوضات وتبادل الأسرى؛ وبالتالي فإن "إسرائيل" سوف تخشى من إثارة ردة فعل عكسية قد تؤدي إلى تعطيل العلاقات مع محاور بالغ الأهمية.

ووجد الموقع أن الاغتيالات في الولايات المتحدة وأوروبا غير محتملة إلى حد كبير، ولكن الهجمات في أماكن أخرى من شأنها أن تؤجج المزيد من "معاداة السامية" والاحتجاجات المناهضة للحرب في الغرب، بينما من المحتمل على الأقل أن تثير توبيخًا خاصًا من الحكومات الغربية، الأمر الذي قد يفرض المزيد من الضغط العام على "إسرائيل" إذا تسببت بهجمات أدت إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو كانت علنية بشكل واضح. 

فيما قال التقرير إن الاغتيالات داخل المنطقة قد تؤدي إلى خطر التسبب في ردود فعل دبلوماسية واقتصادية، وقد تؤخر عمليات "التطبيع" بعد الحرب مع الدول الإقليمية الرئيسية الأخرى، وأبرزها المملكة العربية السعودية. 

كما أن الاغتيالات، بحسب التقرير، قد تؤجج غضب حركة حماس وسوف تؤدي إلى انتقام محتوم ضد "إسرائيل".