الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أكد المحلل السياسي والخبير الاقتصادي نير كيبنيس، أن خسائر جيش الاحتلال البشرية في قطاع غزة تتزايد، بينما تكرس حركة حماس نفسها في الوعي العربي كقوة هجومية ودفاعية، مرجحًا أن ينخفض مستوى المعيشة للإسرائيليين في عام 2024 بسبب الحرب. جاء ذلك في مقال نشره بالتزامن موقع واللا وصحيفة معاريف، الأحد، بعنوان "هل يغرق الجيش في وحل غزة؟".
نير كيبنيس: إسرائيل تقوم بإحصاء القتلى في كل يوم يمر، دون أن تتمكن من تقديم إنجازات مهمة في ملف المختطفين أو في القضاء على حماس
وقال نير كيبنيس: "بعد شهرين ونصف من القتال، يبدو أنه لم يتبق الكثير من الوعود بتحقيق نصر عسكري ساحق. ففي حين أن قائمة أسماء القتلى من الجنود تطول، يبدو أن حماس تزداد قوة في الوعي العربي، ليس فقط باعتبارها التي الحركة التي تمكنت من مفاجأة إسرائيل بهجوم مفاجئ، ولكن أيضًا باعتبارها تدير حرب خنادق ناجحة ضدها".
وأشار نير كيبنيس في مقاله إلى مقتل 13 جنديًا وضابطًا في نهاية الأسبوع العبري، وفق إعلانين للجيش مساء السبت وفجر الجمعة، معتبرًا أن الحزن هذه المرة ضرب قلب الدولة بأكملها ليس فقط على القتلى، بل بسبب الشعور أن الحرب رغم مرور شهرين ونصف مازالت بعيدة جدًا عن تحقيق أهدافها (..) وأن إسرائيل تقوم بإحصاء القتلى في كل يوم يمر، دون أن تتمكن من تقديم إنجازات مهمة في ملف المختطفين أو في القضاء على حماس.
ويعترف كيبنيس بأن المقاومة في قطاع غزة لم تضعف، بل إن استطلاعات الرأي "من رام الله إلى جدة" تظهر حركة حماس بموقف المنتصر، كما أنها تمكنت من تحرير أعداد من الأسرى الفلسطينيين وما زالت تحتفظ بأكثر من نصف المختطفين كورقة مساومة ذات أهمية، وباتت تتحكم في جدول أعمال المرحلة المقبلة.
وتابع: "منذ اليوم الأول للحرب شرعت إسرائيل بالبحث دون جدوى عن مؤشرات لتأكيد هزيمة حماس، مثل نشر صور مدنيين في غزة يتجولون حاملين العلم الأبيض، ونشر أنباء عن استسلام الإرهابيين وخروجهم بملابسهم الداخلية وتسليم أسلحتهم، وإعلان القضاء على مسؤول كبير أو مسؤول شبه مهم قمنا نحن بترقيته إلى رتبة رئيس إحدى منظومات حماس العسكرية، ولكن بشكل عام: يحيى السنوار يعيش ويقتل جنودنا ويُظهر رفضًا لمحاولات التفاوض، إذ أن كل عرض جديد يؤدي إلى تحسين موقفه التفاوضي."
ورأى نير كيبنيس، أن جميع القصص الإسرائيلية عن الضغوط التي ترزح تحت وطأتها حركة حماس، والتفاخر بأعداد القتلى الفلسطينيين، وحتى التباهي "بأشياء غريبة" مثل العثور على بطاقة هوية محمد الضيف أو ما يشتبه أنه حذاء يحيى السنوار، كل ذلك لا يؤدي إلى أن تصاب حركة حماس بالذعر ولا يزيد الضغوط عليها، بل يزيد فقط من الضغط الدولي على إسرائيل.
واعتبر كيبنيس، أن هذا "الخلط" يحمل خطورة تتمثل في الرسالة التي يتم إرسالها إلى "أعداء إسرائيل الكثيرين" أينما كانوا، خاصة حزب الله الذي نجح في فرض إخلاء شمال "الدولة" من سكانها الذين "أصبحوا لاجئين في دولتهم"، ليس بسبب الصواريخ التي يمطرها على رؤوسنا وهي جزءٌ صغيرٌ من قدراته، ولكن بشكل رئيسي بفضل الرعب الذي زرعته حماس في الجنوب.
وواصل كيبنيس حديثه: "هذا كله ولم نبدأ حتى الآن بالحديث عن الأضرار غير المباشرة، مثل نفقات الحرب الهائلة التي سيؤدي دفعها إلى خفض مستوى معيشتنا بدءًا من موازنة 2024."