05-ديسمبر-2023
أنفاق حماس، مدن تحت الأرض

مقاتل من كتائب القسام في نفق تحت الأرض في غزة | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أكد مسؤولٌ أمني إسرائيلي كبير سابق، أن كلمة "أنفاق" ليست منصفة في وصف ما أنشأته حركة حماس تحت قطاع غزة، بل هي "مدنٌ تحت الأرض" وفق وصفه في حديث لصحيفة "فايننشال تايمز"، ضمن تقرير نُشر، الثلاثاء، استعرضت فيه الصحيفة أحد أقوى أسلحة كتائب القسام في مواجهتها مع جيش الاحتلال.

شبكة أنفاق حماس تُقدر بأنها أكبر من شبكة أنفاق مترو لندن، وهي محصنة من مراقبة الطائرات بدون طيار وغيرها من القدرات الإسرائيلية الأخرى، بما في ذلك الضربات الجوية

وأوضحت أن شبكة أنفاق حماس تُقدر بأنها أكبر من شبكة أنفاق مترو لندن، وهي محصنة من مراقبة الطائرات بدون طيار وغيرها من القدرات الإسرائيلية الأخرى، بما في ذلك الضربات الجوية، وهي أيضًا المكان الذي يُعتقد أن حماس تحتفظ فيها بترسانتها من الصواريخ، كما تحتجز فيها الأسرى الإسرائيليين الذين أخذتهم في عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر.

وقال مسؤول إسرائيلي، إن أنفاق حماس تمثل تحديًا كبيرًا، لأن كتائب القسام وضعت بداخلها كمائن مفخخة وعقبات أخرى أمام أي تحرك للجيش بداخل هذه الأنفاق. وبالفعل، اعترف جيش الاحتلال بمقتل أربعة جنود إثر تفجير فتحة نفق بهم أثناء معركة طوفان الأقصى، غير أن كتائب القسام أعلنت هذا الأسبوع عن تفجير فتحتي نفق آخرين بجنود إسرائيليين، ولم يعترف الاحتلال بهذه العمليات.

يهودا كفير، مهندس مدني إسرائيلي وضابط في قوات الاحتياط، قال إن حركة حماس تعلمت الدروس من القصف الجوي العنيف في المواجهات العسكرية السابقة، وحفرت عميقًا في الأرض، وغلفت أنفاقها بالخرسانة المسلحة، ويُحتمل أن تكون قد بنت طبقات مختلفة من الأنفاق، تنقسم إلى مستوى دفاعي علوي به كمائن مفخخة، وأنفاق ضيقة جدًا وأبواب مقاومة للانفجار، وسمتوى هجومي أقل وأعمق وأوسع، يضم أماكن معيشة ومراكز لوجستية ومخازن أسلحة.

وبحسب تقرير "فايننشال تايمز"، فإن إسرائيل تلقت منذ عام 2016 مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 320 مليون دولار مخصصة لتطوير تقنيات لمكافحة أنفاق حماس، ولكن بدون جدوى.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "الحكومة تضخ موارد لإيجاد حل لتدمير أنفاق حماس لكن العملية تشبه الخيال العلمي".

وأشارت إلى أن الأنفاق تقنية قديمة في القتال، استخدمها مقاتلو فيتنام في مقاومة القوات الأمريكية، وهزموها في نهاية المطاف، لكن حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة قبل 16 عامًا، "نقلت مفهوم حرب الأنفاق إلى مستوى جديد" وفق تعبير "فايننشال تايمز".

إسرائيل تلقت منذ عام 2016 مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 320 مليون دولار مخصصة لتطوير تقنيات لمكافحة أنفاق حماس، ولكن بدون جدوى.

وأوضح التقرير، أن قوات الاحتلال ورغم أنها تسيطر على جزء كبير من شمال قطاع غزة فوق الأرض، إلا أنها مازالت تتعرض لهجمات من مقاتلي حماس، الذين يظهرون من أنفاق خلف القوات ثم ينسحبون "مثل الفئران" على حد وصف ضابط إسرائيلي لوسائل إعلام إسرائيلية.

أفكار إسرائيلية لتدمير أنفاق حماس

واستعرض تقرير "فايننشال تايمز" آليات يُمكن لجيش الاحتلال استخدامها في تدمير أنفاق حماس، من بينها إطلاق قنابل دخانية بداخلها ثم إغلاقها، أو استخدام الأسلحة الحرارية التي تمتص الأكسجين لتوليد انفجار عالي الحرارة، لكن هذه الآلية مثيرة للجدل بسبب التأثير الأوسع للانفجارات خاصة في المناطق المأهولة بالسكان.

إحدى الطرق المقترحة، وكان قد أشار إليها تقريرٌ لموقع وول ستريت جورنال، هي ضخ مياه من البحر الأبيض المتوسط بضغط مرتفع إلى الأنفاق، وقد بدأت إسرائيل بالفعل بتجميع المضخات اللازمة لهذه الغاية، لكن المشكلة هنا أن لا أحد يستطيع توقع حجم الفيضانات التي ستنجم عنها، كما أن كمية المياه المطلوبة تبقى مجهولة، فهي تعتمد على حجم الأنفاق وامتصاص الأرض للمياه، وقد يكون لها تأثير كبير على مصادر المياه بسبب الكمية الضخمة التي سيتم ضخها، خاصة أن العملية ستسغرق أكثر من أسبوع بحسب تقديرات إسرائيلية.