24-نوفمبر-2023
الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 24 أكتوبر 2023. GETTY Images

الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 24 أكتوبر 2023. GETTY Images

الترا فلسطين | فريق التحرير

كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تقريرًا مطولًا تناقش فيه عمّا إن كانت السلطة الفلسطينية جاهزة لحكم غزة في "اليوم التالي".

التقرير الذي عنون بـ"هل تستطيع السلطة الفلسطينية فعلاً أن تحكم غزة بعد الحرب؟"، تساءل عن قدرة السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، رغم اعتبارها استبدادية وفاسدة، بحسب الصحيفة، مضيفة أن الكثيرين يعتقدون أن السلطة لن تحظى بالمصداقية الآن إلا إذا ضمت حماس.

استطلاع للرأي: 66% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يعتبرون السلطة عبئًا، ونحو 85% يريدون استقالة محمود عباس.

وأفادت نيويورك تايمز أن عدد قليل من الناس في الضفة الغربية أو "إسرائيل" يعتبرون السلطة الفلسطينية قادرة على حكم غزة في مرحلة ما بعد الحرب، خاصة أنها لا تحظى بشعبية كبيرة في الضفة الغربية، لأنه يُنظر إليها على "أنها وكيل فلسطيني للاحتلال الإسرائيلي الطويل".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن قد أعلنا، في وقت سابق، أنه بعد الحرب الأخيرة، يجب توحيد غزة مع الضفة الغربية في ظل سلطة فلسطينية  "معاد تنشيطها"، ولكن في الواقع، بحسب نيويورك تايمز، فإن الدعم التي تحظى فيه السلطة ضعيف للغاية، لدرجة أنه من غير المرجح أن تستمر في البقاء دون الأمن الذي يوفره لها الجيش الإسرائيلي.

وتقول نيويورك تايمز، على لسان خبراء، إن استعادة مصداقية السلطة الفلسطينية، يتطلب توسيع قاعدتها لتشمل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وإجراء انتخابات لتشكيل قيادة جديدة، والإصرار على توحيد الضفة الغربية وغزة. 

وترى الصحيفة، أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فمن المحتمل، كما يشير خبراء واستطلاعات الرأي، فإن حماس سوف تفوز مرة أخرى، وكان الرئيس محمود عباس أكد على عدم إجراء انتخابات وطنية منذ أن خسرت حركته فتح الانتخابات التشريعية أمام حماس في عام 2006، وذلك بعد عام من انتخابه رئيسًا لفترة كان من المفترض أن تكون أربع سنوات.

وأضافت أن نجاح حماس في توجيه ضربة قوية لـ"إسرائيل" كان سببًا في إذلال محمود عباس، الذي يحاول في الوقت نفسه مع الإسرائيليين "الحفاظ على السلام" في الضفة الغربية، رغم صعوبة ذلك وعدم شعبيته، خاصة مع تزايد عنف المستوطنين، والحواجز الإسرائيلية.

وحتى بين الطبقة المتوسطة الناشئة التي نشأت في ظل الاستقرار النسبي في الضفة الغربية، لا يوجد احترام كبير للسلطة، بحسب الصحيفة، خاصة مع وجود مشاكل مالية وخفض مدفوعات رواتب الموظفين. 

إضافة إلى أن حل الدولتين يبدو الآن ضربًا من الخيال في نظر الكثيرين، نتيجة لامتداد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وسيطرة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية على الحكومة. 

وكان الفشل في التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض سببًا في جعل البديل الواضح الآخر، وهي المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، أكثر قبولًا وشعبية، وفقًا للصحيفة.

ومع ذلك فإن ما أبقى السلطة الفلسطينية على قيد الحياة خلال سنوات من الإهمال الدولي والهيمنة الإسرائيلية هو الافتقار إلى البدائل.

مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى:  السلطة الفلسطينية عالقة وهي تريد الوقوف علنًا مع المقاومة الفلسطينية ضد "إسرائيل"، ولكن على الواقع، فإن قوات الأمن الفلسطينية قامت بالعديد من الاعتقالات بحق الفلسطينيين.

وقالت ديانا بوتو، المحامية التي كانت ذات يوم مستشارة قانونية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولكنها أصبحت ناقدة: "لقد ظلت السلطة الفلسطينية متمسكة بحياتها العزيزة لبعض الوقت"، مضيفة في حديثها مع نيويورك تايمز أن "لا أحد في المجتمع الدولي يريد التوقيع على شهادة الوفاة، لأنها تعني نهاية عملية السلام، وحل الدولتين، وهذه الهيئة المريحة للغاية التي يمكنهم إلقاء اللوم عليها وتحويل الأموال إليها".

,بالنسبة للإسرائيليين، أثبتت السلطة أنها أداة مفيدة لتهدئة الغضب الشعبي بشأن الحرب في غزة.

لكن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، لم يتم الكشف عن هويته، صرح لنيويورك تايمز أن التوترات تتصاعد، مع فقدان السلطة نفوذها على أجزاء من الشمال، خاصة حول جنين، حيث حاولت جيش الاحتلال استعادة السيطرة.

وقال المسؤول الأمني إن السلطة الفلسطينية عالقة وهي تريد الوقوف علنًا مع المقاومة الفلسطينية ضد "إسرائيل"، ولكن على الواقع، فإن قوات الأمن الفلسطينية قامت بالعديد من الاعتقالات.

فيما نقلت الصحيفة قول مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خليل الشقاقي، إنه في استطلاعه الأخير، الذي لم يُنشر بعد، فإن 66% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يعتبرون السلطة عبئًا. مضيفًا أن نحو 85% يريدون استقالة محمود عباس، وهذا يعني أن "أكثر من 60% من قاعدته" في فتح يريدون رحيله.