18-ديسمبر-2023
بنيامين نتنياهو

الترا فلسطين | فريق التحرير 

كتبت صحيفة نيويورك تايمز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضاعف معارضته لما اعتبره الحلفاء، الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، مستقبل غزة، وهو حكومة مؤقتة تشرف عليها السلطة الفلسطينية ودولة فلسطينية في نهاية المطاف، وذلك هروبًا من الانتقادات الداخلية في "إسرائيل". 

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد ساعات فقط من اعتراف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على ثلاثة أسرى إسرائيليين لدى الاحتلال بينما كانوا يرفعون العلم الأبيض في غزة، مما أثار الذعر والغضب بين الإسرائيليين، فإن بنيامين نتنياهو بات يحاول فجأة "تغيير الموضوع"، متفاخرًا بأنه منع إنشاء دولة فلسطينية في الماضي وسوف يستمر بذلك.

نيويورك تايمز: قبضة نتنياهو على السلطة تبدو أكثر اهتزازًا من أي وقت مضى.

وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي مساء السبت المنصرم: "أنا فخور لأنني منعت إنشاء دولة فلسطينية لأن الجميع اليوم يفهمون ما كان يمكن أن تكون عليه تلك الدولة الفلسطينية"، مضيفًا: "والآن بعد أن رأينا الدولة الفلسطينية الصغيرة في غزة، يفهم الجميع ما كان سيحدث لو أننا استسلمنا للضغوط الدولية وسمحنا بإقامة دولة كهذه في الضفة الغربية".

ولكن مع استمرار الحرب دون حل، وتزايد عدد الشهداء، وما يزال العديد من الأسرى الإسرائيليين محتجزين في غزة، ,وتضاعف انتقادات حلفاء الاحتلال الرئيسيون لبنيامين نتنياهو، فإن قبضته على السلطة تبدو أكثر اهتزازًا من أي وقت مضى، بحسب الصحيفة. 

والآن فإن "أداء الجنود الذين قتلوا الأسرى، بدلاً من إنقاذهم"، قد تعطي زخمًا أكبر لأولئك الذين يرون أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المكثفة، بما تنطوي عليه من قصف ومعارك في الشوارع، "تعرض للخطر أولئك الذين ما زالوا محتجزين"، وفقًا للصحيفة، فضلاً عن جلب السمعة السيئة لـ "إسرائيل".

وقالت راز بن عامي، الأسيرة الإسرائيلية السابقة التي أطلقتها المقاومة في الهدنة الأخيرة، خلال مظاهرة في تل أبيب مساء السبت الماضي: "لقد توسلت إلى مجلس الوزراء، وحذرنا جميعًا من أن القتال من المحتمل أن يضر بالرهائن، وللأسف كنت على حق".

وقد حاول بنيامين نتنياهو التصدي للدعوات المتزايدة من عائلات الأسرى من أجل وقف إطلاق النار، إلا أنه أصر في مؤتمره الصحفي على أن "الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن إلى وطنهم ولكن أيضًا لتحقيق النصر".

ورغم خطابه، إلا أن بنيامين نتنياهو لا يزال يتعرض لانتقادات واسعة النطاق في "إسرائيل" في انتظار "تعبيره عن الأسف" لمقتل الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، رغم أن رئيس أركان جيش الاحتلال سارع إلى الاعتذار وتحمل المسؤولية.

وكتب المحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنيع، في مقال في يديعوت أحرنوت، أن قتل الأسرى "لم تكن مجرد مأساة، بل كانت جريمة حرب"، لأن "القانون الدولي واضح للغاية بشأن هذه القضية". 

أهالي الأسرى الإسرائيلين يتظاهرون ضد نتنياهو.
أهالي الأسرى الإسرائيلين يتظاهرون ضد نتنياهو.

نتنياهو يحاول التمسك بالسلطة 
وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، لنيويورك تايمز، إن بنيامين نتنياهو يواجه انتقادات أيضًا بسبب "ممارسته ألاعيب السياسة في وقت الحرب"، مضيفًا أن نتنياهو لديه بعض الاختلافات الجوهرية الحقيقية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنه يمارس سياسة "متفشية" في خضم قتال مكثف، "وهذا أمر وقح". وأشار إلى أنه يقوم بالفعل بحملة ضد منافسه الرئيسي، بيني غانتس، الذي أحضره إلى حكومة الحرب الطارئة كشكل من "أشكال الوحدة الوطنية".

وأضاف ناتان ساكس أن مقتل الأسرى يزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإجراء مفاوضات جديدة لإطلاق سراح آخرين. وهناك شعور عام بأن الوقت ينفد بالنسبة للأسرى، مع تزايد التقارير عن موتهم في الأسر.

ونقلت الصحيفة عن متظاهرين، فقدانهم الثقة في نتنياهو، ويرون قيادته "سيئة للغاية"، وقال أحد المتظاهرين لنيويورك تايمز: "إنه يمكن رؤية التأثير السلبي الكبير لسياسته، فهو لا يتحمل المسؤولية، ولا يزور عائلات الرهائن أو العائلات الثكلى".