04-أكتوبر-2024
قصف ضاحية بيروت

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، تقريرًا قال فيه المحلل العسكري عاموس هرئيل إن إسرائيل كثفت الهجمات على الضاحية الجنوبية في محاولة لفرض تسوية على حزب الله.

وذكر هرئيل أن العمليات البريّة في جنوب لبنان لا تزال محدودة، لكن الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا لاتخاذ إجراءات أكثر عدوانية تجاه إيران، وهو ما قد يخلق توترًا مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

أكد هرئيل أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني سيكون قريبًا

وتستمر إسرائيل في تصعيد ضغوطها على حزب الله من خلال تكثيف الهجمات الجويّة على الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتوازي مع عمليات بريّة محدودة في جنوب لبنان. ووفقًا لما أشار إليه هرئيل، فإن الهدف الأساسي لهذه العمليات هو التأثير على هيكل القيادة الجديد لحزب الله، خاصة بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله وبعض قادة الحزب، في محاولة لفرض تسوية تنهي الحرب دون الحاجة إلى تدمير كافة البنية التحتية لحزب الله في الجنوب اللبناني. ولكن تبقى الأوضاع مشحونة إقليميًا، في انتظار الردّ الإسرائيليّ على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني.

 

وفي الضاحية الجنوبية، تم تنفيذ غارتين جويتين خلال 24 ساعة، كانت الثانية منهما في منتصف الليل واستخدمت فيها قنابل صغيرة. ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، استهدف الهجوم هاشم صفي الدين، وأوضح هرئيل أن إسرائيل تحاول بشكل واضح إلحاق ضرر هيكلي بالقيادة السياسية لحزب الله من خلال سلسلة الغارات التي استهدفت مستويات متعددة من قيادات الحزب.

وادعى هرئيل، أن هذه الضربات الجوية أضعفت أنشطة حزب الله بشكل ملحوظ، ما يفسّر إطلاق الحزب للصواريخ بشكل يومي على مناطق الشمال، في حين كانت التوقعات الأولية تشير إلى احتمال إطلاق آلاف الصواريخ في بداية المواجهة.

وعلى الأرض، أشار هرئيل إلى أن العمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان تجاوزت خطًا أحمر كان قائمًا منذ حرب لبنان الثانية عام 2006. رغم أن حجم العمليات الحالية محدود مقارنة بالهجمات في شمال قطاع غزة. 

أما فيما يتعلق بالهجوم الإيراني يوم الثلاثاء، لم ترد إسرائيل بعد على هذا الهجوم. وأظهرت صور الأقمار الصناعية، التي حللها خبراء، أن الأضرار التي لحقت نتيجة الهجوم كانت أكبر بكثير من الهجوم الإيراني الذي وقع في نيسان\أبريل الماضي. 

وفي سياق تطورات الحرب، زعم هرئيل أن حزب الله وحماس فقدا جزءًا كبيرًا من قدراتهما العسكرية خلال الأسابيع الأخيرة، بينما بدأت إسرائيل في استعادة بعض ثقتها بعد الكارثة التي حلت بها في السابع من تشرين الأول\أكتوبر الماضي. وذكر أن هذه التطورات تضع الحكومة الإسرائيلية تحت ضغوط داخلية لاتخاذ موقف أشد صرامة تجاه إيران وحزب الله، وهو ما دعا إليه العديد من الشخصيات البارزة مثل رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت.

وأكد هرئيل أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني سيكون قريبًا، إلا أن أي خطوة نحو نقل المعركة إلى الساحة النووية الإيرانية أو استهداف منشآت النفط قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع أو مواجهة مع إدارة بايدن، التي تلتزم حتى الآن بموقف متحفظ تجاه إيران.