20-نوفمبر-2023
 GETTY Images صورة أرشيفية لمسيحية إنجيلية مؤيدة للاحتلال تسير خلال موكب بمناسبة عيد العرش اليهودي. 10 أكتوبر 2006

GETTY Images صورة أرشيفية لمسيحية إنجيلية مؤيدة للاحتلال تسير خلال موكب بمناسبة عيد العرش اليهودي. 10 أكتوبر 2006

الترا فلسطين | فريق التحرير

مع ميل الناخبين الأميركيين الشباب بشكل متزايد إلى دعم القضية الفلسطينية، ورفضهم لجرائم "إسرائيل"، تظل هناك مجموعة ثابتة في دعمها للدولة اليهودية، وهي المسيحيون الإنجيليون أو المسيحيون الصهيونيون، الذي يعد، كما يرى الصحفي الإسرائيلي ألون بينكاس، بزيادة الانقسام بين "إسرائيل" وحزب الأغلبية الحزب الديمقراطي الأمريكي.

وكتب ألون بينكاس في مقال تحليلي نشر على موقع صحيفة هآرتس، أن القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري الأمريكي تعتمد بأغلبها على المسيحيين الإنجيليين، إذ تعد الولايات المتحدة الأمريكية موطنًا لنحو 75 مليون إنجيلي. 

استغل بنيامين نتنياهو التغييرات في السياسة الأمريكية من أجل الحصول على دعم الإنجيليين الأمريكيين للاحتلال.

ويقدم المسيحيون الإنجيليون دعمًا واسعًا لـ"إسرائيل"، فقد كان آخر دعم علني جاء من القس والمبشر التلفزيوني جون هاجي، ومؤسس منظمة "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل"، في خطاب خلال مسيرة حاشدة لدعم "إسرائيل"، الأسبوع الماضي في واشنطن.

وفي خطاب ألقاه في كنيسة فري تشابل الكبرى في جينسفيل، جورجيا، الشهر الماضي، أخبر جون هاجي المصلين أن المواجهة الملحمية في "تل مجيدو" ستكون "المعركة الأكثر دموية التي تم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ العالم"، مدعيًا أن الكتاب المقدس تنبأ أن الجيوش التي "تأتي ضد "إسرائيل" من الصين أو روسيا أو إيران، فإن "الله سوف يبيدهم".

وكان جون هاجي قال في خطبة ألقاها عام 1990 إن "الله أرسل أدولف هتلر لمساعدة اليهود في الوصول إلى أرض الميعاد"، واعتذر عن هذا التصريح بعد عقد من الزمن، فيما قال المذيع المسيحي الإنجيلي بات روبرتسون إلى أن السكتة الدماغية التي تعرض لها رئيس وزراء الاحتلال آنذاك آرييل شارون كانت بمثابة عقاب إلهي بسبب "تقسيم أرض الله". 

ويرى الصحفي ألون بينكاس أن هذه التصريحات تأتي في إطار "الدعم الإنجيلي لإسرائيل ضمن مزيج من الافتراضات اللاهوتية والقوة السياسية التي راكمتها في الحزب الجمهوري منذ الثمانينيات"، إذ يعتقد العديد من المسيحيين، وخاصة العنصرة والأصوليين، أن سيناريو نهاية الزمان حقييقي، ويعتمد ذلك على الإيمان بـ"العهد الإبراهيمي"، الذي بموجبه وعد الله إبراهيم ونسله بأرض "إسرائيل" بأكملها، وبالتالي، كما يرى ألون بينكاس، فإن هذا الأساس هو الذي يدفعهم إلى فكرة دعم "إنشاء دولة إسرائيل حديثة كدليل على صحة ودقة الرواية الكتابية الحرفية". 

ويرى ألون بينكاس أن زيارة القس بيلي جراهام لـ"إسرائيل" في عام 1960 كان بمثابة نذير لدعم الإنجيليين المستقبلي لتل أبيب، على الرغم من أنهم آنذاك لم يكونوا منخرطين سياسيًا أو أقوياء في النظام الأمريكي. إذ لم تصبح منظمات إنجيلية مثل "الأغلبية الأخلاقية" موجودة في كل مكان في الحزب الجمهوري الأمريكي إلا في الثمانينيات فقط، فقد "كان الأمر كله يدور حول الإجهاض والصلاة المدرسية، ولكن تدريجيًا أصبحت إسرائيل عقيدة مركزية". وفي ذلك الوقت، كان الفصيل الرئيسي المؤيد لـ"إسرائيل" في الحزب الجمهوري هم المحافظون الجدد، في حزب متوازن غالبًا ما ينتقد "إسرائيل" بشدة.

ويضيف أن البعد السياسي للدعم كان أيضًا قائمًا على أسس لاهوتية، من سفر التكوين: "يبارك الله مباركي إسرائيل ويلعن لاعنيه"، وضمنًا، إذا لم تبارك أمريكا "إسرائيل"، فإن الله سوف يلعن أمريكا.

وكان أول سياسي إسرائيلي لاحظ هذا التحول في السياسة الأمريكية هو بنيامين نتنياهو في التسعينيات، بالنسبة له، بحسب ألون بينكاس، كانت هذه هي الطريقة المثالية للجمع بين ازدرائه للديمقراطيين الليبراليين، وتعاطفه مع اليهود الأمريكيين، واسترضاء شركائه في الائتلاف الديني اليميني المتطرف في "إسرائيل".

وفي زيارة إلى واشنطن عام 1998، في اليوم الذي تحدث فيه الرئيس بيل كلينتون آنذاك عن "آماله الكبيرة" في محادثات السلام في الشرق الأوسط، دخل بنيامين نتنياهو قاعة في منتصف خطاب مؤسس "الأغلبية الأخلاقية" الإنجيلية، الذي نشر فيديو يتهم فيه كلينتون بأنه تاجر مخدرات.

ويشرح ألون بينكاس أن هذا الفعل الذي قام به بنيامين نتنياهو كان متعمدًا من أجل إحراج كلينتون، مضيفًا أن هذه هي النقطة الزمنية التي بدأ فيها نتنياهو حملته للتحكم بالدعم الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لـ"إسرائيل".

ويخلص ألون بينكاس قوله إن التقارب بين بنيامين نتنياهو، البعيد كل البعد عن الدين، والإنجيليين والجمهوريين، سبب صدعًا واسع النطاق ومتزايد الاتساع مع حزب الأغلبية الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، حزب الديمقراطيين. وتعكس استطلاعات الرأي هذا الانقسام المتزايد بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".