30-أبريل-2017

صورة أرشيفية – عدسة مصطفى الخاروف (Getty)

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية النقاب عن ما قالت إنها صفقة بادرت إليها ألمانيا، وافق بموجبها الفلسطينيون والعرب في منظمة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة، على تقديم تنازلاتٍ حول المسجد الأقصى ومدينة القدس في مشروع قرارٍ سيتم التصويت عليه قريبًا في منظمة "اليونسكو".

وقال باراك ربيد المحرر السياسي للصحيفة، في مقال نُشر الأحد 30 نيسان/إبريل، إن الأجزاء التي تم حذفها من القرار المرتقب، هي الفقرات التي أثارت غضب إسرائيل من القرار السابق، وقررت على إثرها تجميد التعاون مع منظمة اليونسكو.

تنازل الفلسطينيون والعرب عن تسمية المسجد الأقصى في مشروع قرارٍ جديد لـ"اليونسكو" حول القدس لكن ذلك لم يرضِ إسرائيل

وأُضيف إلى مشروع القرار، إن "القدس مهمة لكل الأديان التوحيدية، اليهودية والمسيحية والإسلام"، خلافًا لنص القرار السابق الذي قالت إسرائيل حينها إنه ينفي علاقتها التاريخية بالأقصى وحائط البراق الحائط الغربي للمسجد.

اقرأ/ي أيضًا: ماهي بنود قرار "اليونسكو" بشأن الأقصى؟

وسيكون مشروع القرار الجديد، وفقًا لـ"هآرتس"، أكثر تساهلاً من القرار الأخير، بعد أن عدّلت السلطة الفلسطينية منه بهدف الحصول على تأييد دولٍ أوروبيةٍ له على رأسها ألمانيا.

ورأت الصحيفة، أن الصفقة التي أُبرمت تخللت "تنازلاتٍ كبيرةٍ" من طرف الفلسطينيين والعرب، إذ تم حذف أي ذكرٍ للمسجد الأقصى، أو الحرم القدسي الشريف، كون هذه التسمية هي تسميةٌ إسلاميةٌ، في حين تطلق إسرائيل على المسجد الأقصى "جبل الهيكل"، وتؤكد دائمًا على ضرورة اعتراف العالم بهذه التسمية.

ورغم هذه التنازلات، إلا أن إسرائيل، وفق ربيد، غاضبةٌ جدًا من ألمانيا لأنها لم تبادر لإحباط القرار بالكامل، وأن هناك شرخًا في العلاقات بين إسرائيل وألمانيا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، آخذ بالاتساع مؤخرًا.

ونقلت "هآرتس" عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية قولها، إن ألمانيا تسعى لدعم مشروع القرار، وتحاول بكل قوتها إقناع الاتحاد الأوروبي عدم الاعتراض عليه، بل دعمه.

وأفاد مسؤولٌ رفيعٌ في وزارة الخارجية الإسرائيلية للصحيفة، أن الأسبوع الماضي شهد "اتصالاً صعبًا للغاية" بين مسؤول في الخارجية الإسرائيلية والسفير الألماني كلمينس فون غيتسيه، انتقد خلاله المسؤول الإسرائيلي المساعي الألمانية حول مشروع القرار المناهض لإسرائيل حول القدس.

ومن المقرر أن تجتمع منظمة "اليونسكو" يوم الثلاثاء 2 أيار/مايو للتصويت على مشروع القرار الذي لم تورد الصحيفة تفاصيل أكثر عنه، وهو ذات اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بما تسميه "ذكرى الاستقلال".

يشار إلى أن القرار السابق الذي لقي احتجاجاتٍ إسرائيليةٍ كانت قد تقدمت به المجموعة العربية في اليونسكو، ولم يرد فيه مسمى "جبل الهيكل"، فيما اعتبر حائط البراق جزءًا من المسجد الأقصى، وقد طالب بإعادة المسجد الأقصى إلى وضعه قبل احتلال القدس عام 1967.

وكانت 24 دولة أيدت مشروع القرار، بينها روسيا والصين، إلى جانب الدول العربية، بينما اعترضت عليه ست دولٍ أهمها ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وامتنعت 26 دولة عن التصويت، بينها فرنسا والهند والأرجنتين وإسبانيا والسويد.

اقرأ/ي أيضًا: 

اليونسكو تصفع إسرائيل للمرة الثانية في أسبوع

اليونسكو توجه الضربة القاضية لإسرائيل

غضب إسرائيلي من قرار "اليونسكو" بشأن الأقصى